الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 4الرجوع إلى "الفكر"

موت زهرة

Share

داعبتها رعشه من دفئه فارتخت مسحورة من لثمه

وارتمي فى حضنه من شعرها   موج تبر راكضا فى لحمه

هاجه من نهدها استكباره  فابتغي اقصاءه عن وهمه

والتوى فى شهوة يمتصه   مثل طفل يستقى من أمه

ثم رادت صدرها أنفاسه  رود نشر الزهر فى أكمامه

فاختفت عينان منها كالدجى ثم باتت أكلة من طعمه

واستفاقا فاستوى فى نخوة  هامسا : لا تذهلى يا فتنتنى

ذو النهى فى كوننا من مثلنا يتبع الاهواء أنى هبت

ليتنا لم ننحدر من آدم   علنا نرضى اله الهفة

عيشنا وهم فموت فاحذرى  أن تهربى فى عيشنا من لذة

بيد أن الحسن يذوى مثلما  بالجنى تذوى زهور الروضة

منذ حين كنت عندى ربة  لست أنت الآن الا عبدتي

كنت كونا فى خيالى شهبه لا   لا تغشيها الغيوم القاتمه

فيه يهفو النور طلقا رائعا    راقصا بين الغصون الحالمه

والروابى تكتسى من خضرة  فوقها تلغو الطيور الهائمه

بحره يلغي الى شطئانه   من ضياء الشمس لجا عارمه

كل صوت فيه يبنى سيبة (1)   كل ظل منه دنيا ناعمه

كنت كونا رحبة أرجاؤه   ما سعت فيه الذئاب الظالمة

كم قضيت الليل أشكو نظرة  دمدمت فى مهجنى أسرارها

حينما أحسست سحرا جاذبا   فى خطى لا تختفى آثارها

فالتقينا والامانى كاللظى   وافترقنا اذ خبت أنوارها

كنت شمسا ارتجيها بكرة   ان أضاءت أججتنى نارها

كنت لحنا مسكرا بل ضائعا  فى حياة قطعت أوتارها

أمس قلبي كم توارى صوته  فى دياج لا تعى أقمارها

كم تركت الناس خلفى طالبا   غابة من قبل كانت مرتعا

كان لى من أيكها ظل ولى    عشبها كم كان يحلو مضجعا

فاعترانى الحزن حتى خلتنى  عاجزا عن أن أرى أو أسمعا

كنت أعدو فى الروابي صادحا  صرت وحدى فى اكتئاب قابعا

كنت خلقا ساميا في جنة خالدا ما خفت يوما مصرعا

قد نزعت الروح منى غضة  والامانى قد تلاشت رضعا

اشترك في نشرتنا البريدية