الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 8الرجوع إلى "الفكر"

مولد قصيدة

Share

أو مض فى الأعماق لمح الشهاب

فى شارع يجتاحه الاصطخاب

أومض وخز البرق فى رأسه

أتركه ، أمضى وراء السحاب

يظننى ضعت . . يلم الرؤى

ينسى يدا دقت بقلب الضباب

وينطوى يوم . . وعام ... فما

للعمر ، للتاريخ ، عندى حساب

عمرى هو التاريخ . . اشراقتى

هى المدى ، لا ينتهى ، لايجاب

وبغتة . . ينفض عن جفنه

شيئا . . كما رف جناحا عقاب

كما هوت فوق الثرى قطرة

من غيمة مجهولة . . من سراب

- وهم . . أعادت ؟

إنه صوتها . .

- أعرفه - يهمس خلف الحجاب

يشتد ، يجتاح بلا موعد ،

بلا صدى ، ينذرنى بالعقاب

يضئ بالذكرى . . يصب السما

فى شفتى غمغمة من رباب

يا للصراع الحلو . . ما بيننا !

أرهقته . . ما زلت حتى استجاب

وأغلق الدنيا على طرفه

فما يرى إلا رؤاى العذاب

- الدرب . . فى زحمة ضوضائه ،

البيت ، والمقهى ، ولغو الصحاب

وحدى أنا الضوضاء فى سمعه

وحدى التى يقرؤنى فى الكتاب

ينفثنى عبر الدخان الذي

يمور حولى خصلا فى اضطراب

يلمنى في الغيم . . يصطادنى

لو تعرف الكأس كفاح الشراب !

ابدأ إذن . . جمد على مزقة

بيضاء ، أو سمراء ، هذا العذاب

فى غفلة عن كل ما فى الدنى

أدب فى مزقته . . فى غياب

بيتان . . قد أوثقنى . . خمسه ،

أفلت منه . . يا لسحر الغلاب

غدائرى فى كفه

ثورتى فى يده

أسرار صدرى الرطاب

أهوى على جبهته عاصفا

وتارة . . همس اللمى المستطاب

وتارة .

- لا ، لن نبوحى . . فما

أرضى بأن يهتك كل النقاب

هذى أنا . .

حشرجة مرة

تحمل للفنان

برد الشاب . .

اشترك في نشرتنا البريدية