أو مض فى الأعماق لمح الشهاب
فى شارع يجتاحه الاصطخاب
أومض وخز البرق فى رأسه
أتركه ، أمضى وراء السحاب
يظننى ضعت . . يلم الرؤى
ينسى يدا دقت بقلب الضباب
وينطوى يوم . . وعام ... فما
للعمر ، للتاريخ ، عندى حساب
عمرى هو التاريخ . . اشراقتى
هى المدى ، لا ينتهى ، لايجاب
وبغتة . . ينفض عن جفنه
شيئا . . كما رف جناحا عقاب
كما هوت فوق الثرى قطرة
من غيمة مجهولة . . من سراب
- وهم . . أعادت ؟
إنه صوتها . .
- أعرفه - يهمس خلف الحجاب
يشتد ، يجتاح بلا موعد ،
بلا صدى ، ينذرنى بالعقاب
يضئ بالذكرى . . يصب السما
فى شفتى غمغمة من رباب
يا للصراع الحلو . . ما بيننا !
أرهقته . . ما زلت حتى استجاب
وأغلق الدنيا على طرفه
فما يرى إلا رؤاى العذاب
- الدرب . . فى زحمة ضوضائه ،
البيت ، والمقهى ، ولغو الصحاب
وحدى أنا الضوضاء فى سمعه
وحدى التى يقرؤنى فى الكتاب
ينفثنى عبر الدخان الذي
يمور حولى خصلا فى اضطراب
يلمنى في الغيم . . يصطادنى
لو تعرف الكأس كفاح الشراب !
ابدأ إذن . . جمد على مزقة
بيضاء ، أو سمراء ، هذا العذاب
فى غفلة عن كل ما فى الدنى
أدب فى مزقته . . فى غياب
بيتان . . قد أوثقنى . . خمسه ،
أفلت منه . . يا لسحر الغلاب
غدائرى فى كفه
ثورتى فى يده
أسرار صدرى الرطاب
أهوى على جبهته عاصفا
وتارة . . همس اللمى المستطاب
وتارة .
- لا ، لن نبوحى . . فما
أرضى بأن يهتك كل النقاب
هذى أنا . .
حشرجة مرة
تحمل للفنان
برد الشاب . .
