نحن المجرمين

أيتها الاشياء

تحركى ،

لا تقولى : لا أعى

أرجوك . . .

لا تقولى

لقد حلق الزمان

فى الفضاء

فاقفزى . .

تعالى . . نقتل غربة الروح

تعالى نعش فى صرح الجريمة

لا تخافى . .

فالطريق مقفر ، شقى

والانسان قابع هناك ،

فى الارض

عابث بكلمة تنمو

تنمو . .

إنه يحجب عنها وجه السماء .

والتطلع

إنه فنان

انظرى

إنه يخلق لها

من لا شئ صور الفنا .

أيتها الاشياء

انفضى عنك غبار الصمت الغبى

لا تقولى مجنونة

فرت من ظلام اللاشعور

من الصمت البشرى

بل إننى شريدة فى الطرقات

تلسعنى عقارب الوعى . .

ونظراتى سكنتها شمس من الحمى

فاضرمتنى .

هيا نغن

لانفسنا

للكلمه

لكى تنطلق فوق أجنحة الصدى

نحو السماء

تعالى ، نغن . .

لمن جمد فى اعينهم الشرود

وماتت خطاهم فى الجليد

تعالى ، نغن

فالناس ستسخر منا

ستنثر علينا ميت الزهور

وتملأ اقفاصها بغبى الحبور

ستلقى بالسلاسل تجاه السماء

لتقبض على الصدى . .

على الكلمه

هيا بنا تجاه المدينة

تجاه المآذن

حيث تلتقى الجموع

ونلقى اليهم

كالبركة من السماء

نبأ الجريمه ،

هيا بنا تجاه المدينه .

الناس هناك

تعشق القانون

إنها ستترك الصلاة

للعراة . .

والحفاة . .

إنها ستؤدى

الرساله . .

ستثار للعداله

إننا مجرمون

فى نظر المؤمنين

بالقانون

قتلنا غربة الروح

فتلوثت خطانا

بدمانا . .

وخلقنا اجنحة

للكلمه

وتركنا انسانا

قابعا

أمام حدائق طفولته

يرد التراب فى حفرته

حيث اينعت كلمه

أيتها الاشياء

فلنغن

فالطريق المقفر رسول النغم

رسول الجوع والالم

إلى تلك القصور الخرافيه

حيث تخمة الضمير

حيث النومة التى طلقها الحلم

فلنغن نحن المجرمين

ولنزعج أيتها الاشياء

نوم الابرياء !

ف . ش . 68 - I0 - 28