الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 2الرجوع إلى "الفكر"

ندوة القراء، كلمة بيانية اولى، " فى غير الشعر العمودى والحر "

Share

1 - مخ القضية

بلغنى أن قصيدى " مذكرات على السرير الابيض " المنشور بالعدد الاخير من مجلة " الفكر " كان محل استياء لدى البعض ممن يغارون على " التفعيلة - الوزن " ويعتقدون أن الخروج عنها مروق ، وفتح لباب القطيعة بين الأجيال ؛ فراؤا فيما تضمنته فقرة من هذا القصيد انتهاكا لحرماتهم وتحديا سافرا لمقدسساتهم .

كما لا تزال تتناهى إلى بعض ردود فعلهم المتساوية في القدح منذ بدأت تظهر محتشمه على صفحات " الفكر " ثم بالملحق الثقافى لجريدة " العمل " أشعار " فى عير العمودى والحر " فما فتئوا يسعون الى مقاومتها طمسيا وتشويها ، بعين حد الاجرام فى حقنا على مسمع الجميع ، فى حين ما زلنا وسنظل نقدر ويحترم تراث امتنا الشعرى الذى انتسخوا منه أشعارهم مع اعتبارنا شيئا واحدا هو مخ القضية : أن الشعر العربي ، في قوالبه الموسيقية والتعبيرية تلك قد ادى دوره ، واستنفد طاقته وانتهى . وهو ما فرض علينا ، ونحن أشد ما نكون وعيا وحساسية بمصيرية عملنا ، رفض لغتهم بعد أن مارسناها ( رفض البقاء فى حدود الوزن ) واختيار لغة شعرية حديدة (*) ( توزيعا آخر لالفاظ اللغة بحيث تنسجم داخل كل قصيدة انسحاما مغابرا لانسحامها داخل الوزن ، يختلف باختلاف الرؤيا الكونية لدى كل شاعر ، ويستمد طاقته من التجارب الصوتية للعصر ) .

2 - لغة المستقبل

واود ان أؤكد مرة اخرى لهؤلاء الاخوان ولغيرهم إيماني بضرورة التخلى عن " التفعيل - الوزن " وبالتالى تفاؤلى بمستقبل هذا النمط الحديد من

الشعر ، سواء بقى على صورته الحالية أو تطور الى شكل مشابه ، وإنى أرى يوما سيحل تكون فيه الريادة لما سيتمخض عن مثل هذه التجارب المجتهدة الباحثة . ولعلها ستكون وحدها " لغة الفاتحين " و " نشد العصور المقبلة " . من يدرى ؟

3 - نداء حار

وأخيرا أوجه ندائى الى أصدقائى ليتحركوا بغزارة ويؤكدوا حضورهم باستمرار ، ويصمدوا ، حتى ننتصر فى حركتنا على كل المثبطات ، ويكون شعرنا هو الشعر عن جدارة منا واقتناع من الجمهور ، وحتى يسكت القائمون ضدنا ، بطبيعتهم . وإنه لمن وجوه انتصارنا تخليص الكلمة العربية الشاعرة من الاقطاعية ، والتعصب المجاني ، والاقليمية الضيقة ؛ ومن " الوزنية " التقليدية لدى هؤلاء والنثرية لدى أولئك . كما أوجه نفس النداء الى مثقفينا الواعين والى الشباب خاصة حتى يؤازرنا ، ويقف من تجارينا الموقف النزيه ، بعد التفهم والفهم ، وهو السباق أبدا ، كما أقر بذلك تاريخ الآداب العالمية ، الى مناصرة المستقبل . ونحن ماضون فى سبيلنا مع الاادة والاسفاف ، حسبنا الحيرة والبحث ، وليهنأ بال مقاومينا ولتقر عيونهم .

ط. ه.

اشترك في نشرتنا البريدية