الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "المنهل"

نسمات الربيع

Share

اهدانا الشاعر العبقرى الاستاذ السيد صالح الحامد العلوى الحضرمى ديوانه المرسوم بهذا الاسم الجذاب ، والمرسوم على غلافه دوحة مزدهرة من دوحات طبيعة الربيع الفاتن رمزا الى حقيقة الديوان . وقد سرنا ان يوجد في العرب اليوم من ينظم هذا الطراز الجديد السامى من الشعر العصرى الطريف ، وحمدنا الله على ذلك ورجونا منه المزيد .

فى الديوان قصائد سامية جدا ، من وحى الالهام ومن وحي الطبيعة وحى الاجتماع جعلتنا نصدق الشاعر احمد رامى فى قوله لناظمه :

شعرك الروض حاليا يتناغى       طاب منه الجنى وطاب النشيد

ومن المقطوعات السامية في الديوان المقطوعة المعنونة ب ( الشاعر ) التى يقول فيها الناظم عن الشاعر : -

تحيرت الالباب فيه وما درت           يجد بما يبديه ام هو مازح

فحينا يبارى مارد الجن فى الثرى       وطورا لاملاك السماء يصافح

اذا سر هش الكون بشرا وان بكى      بكت حزنا اشفاقه والاباطح

وفى قصيدته : ( صباح الشاعر ) طرافة وجدة شائقة ؛ وقد ذكرني وانا اتلو قوله فيها : -

خلنى انتشى زهورك يا روض             واحيا سكرا بسورة راحك

فالذى ابدع الطبيعة صنعا                صب خمر الجمال فى أقداحك

رباعية من رباعيات عمر الخيام التى تسامت لهذا الاوج الرفيع من الخيال لمبدع الفاتن .

وقصيدته ( سمراء ) حوت من وحي الفن ما يرقص الفؤاد الطروب يقول بها عن ( سمراء ) هذه : -

لم أدر تقديس المجوس لنارهم          حتى رأيت النار فى خديك

لا استطيع وفاء حسنك وصفه           جمع الجمال وضم فى برديك

ورباعيته : ( هل تذكرين ) بديعة حقا ، وفيها من الغزل الشفاف ما يبرهن على براعة الشاعر وسمو عاطفته : الم يقل فيها : -

وتهامس القلبان رغما          عن مدافعة النهود

فتبادلا شكوى الغرام          وجددا قدم العهود

والخفق شعر حامل           نجوى الودود الى الودود

فى كل نبض للفؤا             د ترن قافية شرود

وتتدفق قصيدته [ الى طيبة والعراق ] ايمانا واخلاصا . يقول فى مطلعها :

حدثه عن سفح العقيق وبانه           وهناك لا تنكر خفوق جنانه

فحديث ذاك الحي يصبى قلبه        حتى يكاد يطير من خفقانه

يعتاده طرب وشوق كلما               ذكر الحجاز وشامخات رعانه

وبعد فان هذا الشاعر مطبوع الشعر نبيل الهدف شعره مفعم بالتجديد وخصب الخيال وجودة التعبير ، فهو السهل الممتنع ، ولولا التقاليد لعددته في الطبقة الثانية من شعراء العصر ولوضعته بعد قائمة شوقي وحافظ ابراهيم رأسا ومن يدرى ؟ لعل هذا هو عين الواقع .

اشترك في نشرتنا البريدية