حضرة المفضال الشيخ عبد القدوس الانصارى - صاحب مجلة المنهل إنني من المعجبين جل الاعجب بمنهلكم الفريد - وممن يشتاق الى مطالعته فى كل حين ويزداد اشتياقى عندنا تبرزون العدد الممتاز فى ثوبه الجميل الجذاب مع ما تحلونه به من الصور الرائعة لأعظم قادة فى الشرق . وما يتخلل ذلك من البحوث العلمية والمقالات القيمة والقصائد الجميلة ، وانكم فى تلك البحوث لتقدمون من كل بستان زهرة ، وعن كل شخصية ما وصلت اليه وكل دائرة مدى تقدمها واخلاص رجالها القائمين بها ، فأصبح منهلكم الأغر يسطر للقراء ما يحتاجون عليه فى كل المرافق وبالأخص القراء السعوديين
غير أننى فى هذه العجلة أود أن أشير لكم أنا فى حاجة الى التعريف بالدفاع الوطني الذي هو مما يجب أن يشار الى التقدم الذى تقدمه فى بلادنا وما نهض له رجله الراح سمو المغفور له الأمير منصور فى ظل صقر الجزيرة والده العظيم وما وصل اليه من ارتقاء بفضل مابذله رجال وزرائه العاملين والى جانب ذلك ملاحظة الابانة عما وصلت اليه مديرية المعارف العامة فى عهد مديرها المخلص سعادة الشيخ محمد بن مانع إذ إن هذه المديرية كشفت عن كل محسوس وملموس وعممت المدارس فى كافة بقاع المملكة الواسعة وجلبت كل المعدات من الداخل ومن الخارج حتى استطاعت بفضل الله ثم بفضل عزمها الصادق وإخلاص رجالها الساهرين لوطنهم ومليكهم أيده الله - استطاعوا جميعا أن يسهلوا التعلم والعلم بعد زمن مضي كانت تضرب له آباط الابل وتشد اليه الرحال .
فلا تكاد ترى قرية صغيرة الا بها مدرسة ومدرسون لنشر التعليم فى ابهى صوره وطرقه الفنية الحديثة فضلا عن المدن التى لاقت اهتماما عاما من مديرية المعارف وبذلك لا مبالغة إذا قلت إن الأمية على وشك الايمحاء وحينئذ يكون منهلكم العذب كثير الزحام ويصبح بحق حوى من كل بستان زهرة وفى الختام تقبلوا فائق تمنياتى الطيبة لكم ولمنهلكم
ابها - عسير
