يجد كثير من الناس فى المطالعة متعة روحية من ألذ متع الحياة وأبهجها فضلاً عن كونها من أقوى وسائل الاستفادة والتعليم ولقد أتى على برهة من الزمن حرمت في خلالها من النتعة الروحيةفلم أفز بمطالهة كتاب حديث ولا بمراجعة كتاب قديم . ولضعف الخوافز النفسية مع شواغل العمل أثر قوي في ذلك الخرفان والبيئة التي قضيت فيها تلك البرهنة أثر فيه أيضاً الآن وقد ألت الشواغل وقت الحوافز فإني أحس في نفسي رغبة ملحه ودافعاً قوياً للاستمتاع بتلك المتعة لكن الانسان-وجوانبها بجسمه وروحه - قديرى في الرغبات الروحية ما يتنافى مع الرغبات الجسمية ، ويرى فيما تلتذ به الروح مضرة بالجسم او عكس ذلك ، فيلائم بين مصلحة الروح والجسد ، ويقدع احدهما عن التمادي فيما يضر الآخر من اللذائذ و والرغبات . ونحن فى شهر مبارك ، يحتاج الجسم فيه الى كثيره من الراحه والدعة . والاسترسال فى تلك المتعة تالروحية وقد يضرب به ، فلذلك سنقارفها بقدر ، و يجتنبها بقدر . وسنفارق أصدقاء قدماء مثل الاصبهاني والمقالبي والنتداني والمتني والبكرى ، فراق لقاء ، لافراق وداع ، لكى نحظى بصداقة آخرين مل اهل عصرنا ، نحن بهم أمس سبباً وأقوى صلة من أولئك .
أ -كتاب " مهد العرب "
زعموا أن احد علماء هذا العصر يمكن من استخلاص العناصر الاساسية لتعدية الجسم من الاطعمة ، وصنعها حبات صغيرة ، يحمل الانسان منها فى
حيبة ما بقيت لنا كثير وهذا الأدوية ولكنني أدرعذان الأديب العربي الكبير الاستاذ عبد الوهاب عزام وأستعد زمن المؤلفات العربية التاريخية القديمة والحديثة غذاء روحياً بمصنعه كتيباً صغير الججم ، وجم العلم وقال عنه : ) هذه كلمات قصدت بها إلى التعريف بالجزيرة العظيمة : جزيرة العرب فبينت مجمل وصفها الطبيعي وأقسامها واعلام منها بلدانها ومحالها ووصلت هذا بطرف مما يتصل به من الأشعار والأخبار والأساطير فى غير تةسع ولاتعمق وذكرت فيها امهات القبائل ومواظنها ، وهي مقدمة ااتعرف بالجزيرة العربية يكتفى بها من يكفيه الألمام يأوصافها ويبتديء بها من يريد المزيد ولابد من هذه المقدمة لطلاب الأدب العربى عامة والجاهلي خاصة . ( . ولكان من حتى الثناء على ذلك الكتاب وثقة لاحتجت الى كتابة ضمحان ، لا أسطر وكلمات ، ولكن ذلك من حق اعلام الأدب و جهابذة الكتاب . وأنما حقى : منخصر فى التعبير عن شعوري بحوذ ذلك الكتاب وقد فعلت - في الوقوف منه عند نقط مررت بها فى اثناء مطالعثه وقوفاً قصدت به التحقق والتثبت وأجدر بمثل مؤلفه الجليل ان يوقف عند كلامه هذا الموقف .
١-عسير
ورد فى ص ٩٤ : ( والقسم الشمالي من اليمن المجاور للحجاز يسمى اليوم عسيراً . وهي تسمية لم تعرف في القديم وقبيلة عسير التى يسمى بها الاقليم هى بحيلة احدى قبائل اليمن المعروفة وكانت تسمى باسمها القديم الى القرن السابع الهجرى بل الاقل وفيه اودية وزروع وقري كثيرة منها بيشة وتربة)
لقد وقفت عند هذا القول موقف الحائر المتعجب لأسباب ، أحدها كون عسير تسمية لم تعرف فى القديم مع ان المؤرخ الشهير الحسن بن احمد بن يعقوب المعروف بابن الحائك ) ١ ( الهدآنى المتوفى سنة ٣٣٤ تقريباً ، نص على أن
هذه التسمية معروفة فى القديم حيث قال في كتابه "انساب قحطان" :"وأما حكم وسعد ابنا عمرو فأقاما فى عز مع من تخلف من قومهما فهم بطور من ارض جرش في عنز بن وائل . ولئلا تلتبس هذه القبائل بقبائل عنزين وائل اثبتنا ههنا نسب عنزين وائل . ولد عنزين وائل - على ما خبرني بعض يصاليهم من جنب - رفيدة واراشة فأولد رفيدة ربيعة - وأولد إراشة عسيراً وقتابا وجندلة فولد عسير بن إراشة بن عنز مالكا وتيما فولد مالك غنما وحارمة وحديداً وتيماً ، فأولدتيم بن مالك زهيراً وسلمة ( اه ملخصا . ولا يزال كثير من افخاذ قبيلة عسير ينتمون الى هذه الآسماء التى ذكرها الهمداني . السبب الثاني : أن قبيلة بجيلة تسكن فى سراة الحجاز القريبة من الطائف بعيدة عن ديار قبيلة عسير ، منذ العصر الجاهلى الى هذا العهد ، ولا تزال تميز مكة وما يجاورها ببعض حاصلات بلادها التى من أشهرها "اللوز البجلى " ولا تمت هذه القبيلة فى الوقت الحاضر بصلة الى قبيلة مسير ، رغم كون اكثر انخاذ القبيلتين من جذم قحطان . واماقبيلة عسير فديارها منذ القدم الى هذا العهد السلسلة الجبلية التى سماها الهداني "طور" وتسمى الآن "طور ابن مرعى " نسبة لشيخ تلك القبيلة المعروف ، وما يجاور ويقرب من تلك السلسلة من القرى التى من أعظمها " أبها " والشعبين وامحايل .
فكيف تكون قبيلة عسير هي بحيلة ؟ !
والسبب الثالث : انني لم أسمع بعربى من أهل تربة او غيرها يعتقد أن تربة من بلاد عسير بل ولا بيشة التى هي أقرب الى عسير من تربة ، ولم أر مؤرخا قديما أو حديثا محققا يعتمد على قوله ذكر ذلك . ومثل عميد كلية الأداب لا يرمى القول على عواهنه فمن أين له ذلك ؟ !
٢ - قبيلة عدوان
وورد في ص ١٣٣ - بعد أن ذكر المؤلف أن هذه القبيلة تسكن قريباً من الفرات ( وكانت عدوان من قبل جنوبى الحجاز قريبة من فهم وهذيل) .
وسبب اشارتي الى هذا القول هو ان القبيلة المذكورة - وان انتقل بعضها من وطنها الاصلي - فلا يزال البعض فى ذلك الوطن ، وان فهم من عبارة المؤلف خلاف ذلك فقرية ) العبلاء ( - التى ذكر قدماء المؤرخين ان موضع عكاظ قربها ) ١ ( - وما يجاورها من الأماكن لايزال مأهولا بقبيلة عدوان . وأما كون هذه القبيلة قريبة من فهم وهذيل ، فالهداني في صفة الجزيرة ذكر انها تجاور فهماً وهلال بن عامر لاهذيلا ، فلعل ما فى " مهد العرب " سبق قلم إذ يحول بين تلك القبيلة وبين هذيل فى الزمن الغابرو والخاضر ، قبيلة ثقيف من الغرب ، وكثير من بطون هوازن ) عتيبة ( من الشمال الغربى ، كالجثمة ) الجشمة ( رهط دريد بن الصمة وغيرهم
٣ - هوازن وسليم
وقال المؤلف في ص ١٣٣ : ( هوازن وسليم وكانت منازلهم غربى نجد الى شرقي المدينة ومكة) ثم ذكر أنهم هاجروا إلى صعيد مصر ثم ارتحلوا الي المغرب سنه ٤٤٤ ه وكلام المؤلف هنا هو كلام المؤرخ ابن خلدون أو قريب منه . والواقف من كلام العلامتين موقف المتحفظ مصيب ؛ فقبيلتا هو ازن وسليم لا تزالان في وطنهما القديم ، وان هاجر بعض بطونهما الى الصعيد ثم الى المغرب ولو رجعنا الى تاريخ ابن خلدون لوجدنا فيه ان قبيلة بجبلة انتقلت الى المغرب ولم يبق فى الحجاز منها أحد . والصواب ان القبيلتين باقيتان فى ديارهما القديمة ولكن مابالنا نؤاخذ العلامة ابن خلدون على هفواته ، وله من بعد الشقة والاعتماد على أقوال الرواة وصعوبة المواصلات فى عهده أبلغ عذر وأقوى مبرر ، واذا كنا فى هذا العصر الذي " قتلت " فيه بلاد العرب درساً وبحثاً وتحقيقاً ؛ نجد من كبار العلماء وجهابذة النقاد والباحثين من يرى
أن جزيرة ) دارين ( ) ١ ( ذات الشهرة التاريخية ، تقع في ساحل عمان ، ويجعل بينها وبين موقعها الحقيقي مسيرة ليال وأيام . بل نجد من أولئك من يقع فيما هو أطم وأعظم خطأ من ذلك - اذا كنا بهذه الحاله فلم نعتب على الأولين فى هفواتهم عتباً خالياً من الأنصاف والأصلاح ؟
فأنا لم نوق النقص حتى نطالب بالكمال الأولينا
٤ - المنتفك : مؤلف هذا الكتاب هو " عميد كلية الآداب " وكفى ! فإذا عجب القارئ من مجاراته للأعاجم والعوام في كيفية نطق اسم قبيلة " المنتفق " وكتابته ، فيحق له العجب . وكذا الحال فى اسم " عقيل الياور " لا " عجيل " .
٥ - مزينة : وفي ص ١٣٥ ) مزينة وتسمى اليوم حربا ( ولكن اسم حرب لا يختص بمزينة بل يشمل قبائل عديدة . كما ان مزينة تسمى اليوم باسمها القديم وإن عدت من بطون حرب .
٦ - القت : قال المؤلف ص ٢٩ ) والقتبت في البادية ويسمى اليوم السمح وهو يشبه الدخن المعروف فى السودان ودقيقه أجود من دقيق الشعير ( والمعروف ان القت يزرع طعاماً للدواب ويسمى فى نجد بهذا الاسم وفي الحجاز " البرسيم " . ومن أسمائه القضب والرطبة والفصفصة . ولا يشبه الدخن فى شئ من أوصافه ؛ وأما المقارنة بين دقيقه وبين دقيق لشير فمن أغرب الأمور إذ الشعير غذاء أساسي لكثير من الفقراء فى مختلف أنحاء البلاد العربية بخلاف القت المعروف . ولولا ان المؤلف يتكلم عن نبات بادية بلاد العرب لقيل إنه يقصد نوعاً من النباتات المجهولة في هذه البلاد .
٧ - الأشجار البرية : وفي ص ٣٠ ) ومن الأشحار البرية الدوم والسدر والحناء والضال والسلم والائل والغضى والسمر ( . وكل من عاش فى البادية لا يرى من اشجارها البرية الحناء والاثل ، بل من الاشجار التى تزرع في البساتين ، والتفريق بين الدر والضال يحتاج الى ايضاح .
٨ - الضب : قال عنه المؤلف ص ٣٤ ) وقد ضرب المثل بالضب في ألف الفقر والصبر على الماء ( . وقد فهمت من هذه العبارة أن الضب يجتري بالماء أي يصبر عليه وحده ولا يصبر عنه . وهو فهم قد يكون ناشئاً عن غلط مطبعي حيث وقعت كلمة " على " مكان " عن " . إذ الضب لا يحتاج الى الماء أبداً وعلى ذكر الضب فقد ذكرت كلام عالم أزهرى جاليل هو الاستاذ محمد أحمد العدوى في كتاب " دعوة الرسل إلى الله " حيث زعم ان كلمة ) النفاق ( مشتقة من النافقاء التي هى حجر ) لدونية خبيثة تدعي الضب ( ! فوصفه بالخبث وهو طيب لذيذ اللحم ، ولم يفرق بينه وبينء اليربوع " الذي يتخذ النافقاء والدامثاء والقاصعاء والدامناء في جحره .
٩ - قبيلة شمر : وفي ص ٧٣ ) والظاهر ان شمر اليوم هى طئ العصور الغابرة ( ولكن المؤلف لم يؤيد رأيه إلا سؤال أحد مشايخ شمر فاجابه قائلا : " لا أدري ولكن فى شمال العراق اليوم قبيلة طئ بامسها القيم وبين شمر وبينهم أخوة ومودة ولا يبعد ان يكون بيننا وبينهم قربى" . فهل يسر القارىء الذي لا يقنعه هذا الكلام أن نقول له ان بعض متقدمي العلماء قد جزموا بما توقف المؤلف عز الحزم به فأكدوا صحة نسبة شمر الى طئ - وان شكك فى ذلك بعض المتأخرين كالقلقشندي والسويدي - ومنهم ياقوت الحموي في كتاب " معجم البلدان ج ٢ مادة : توارن "
١٠ - القسم الشرق من نجد : وفى ص ٧٤ : " والقسم الشرقي من مجد السمى الوشوم وفيه من القرى ثرمداء والشقراء وثرمداء تنتهي اليها أودية الوشوم . وسهل نجد الفسيح الذي يمتد بين الوشوم في الشرق وحرة
خيبر فى الغرب وجبال شمر في الشمال يسمى القصيم واسم الوشم لا يطلق على كل القسم الشرق من نجد ، وانما يطلق على قسم خاص منه ؛ وكل ناحية من نواح ذلك القسم لها اسم خاص . فمن أسماء تلك النواحي : ) الشعيب و ) المحمل ( و ) سدير ( : وكل ناحية تشتمل على قرى عديدة . وقرى الوشم لا تنحصر في ثرمداء وشقراء ففيه ) اثيفية ( و ) مراة ( و ) أسيقر و ) الفرعة ( وغيرها . وأودية الوشم كثيرة تتفرع وتلتهى الى جهات متباينة ولا ينتهى الى ثرمداء الا آوديتها وحدها لاأودية كل الوشم ، وان قال بذلك ياقوت الحموى وتبعه المؤلف . والقصيم لا يشمل تلك المساحة الواسعة العظيمة بل يقع في ناحية منها . وكلمة الوشم هى الكلمة المستعملة فى هذا العصر وفي الشعر القديم ، مع ورود كلمة ) الوشوم ( فى بعض المعاجم قال زياد بن حمل فى ميميته ، وهي من مختارات الحماسة :
و ) الوشم ( قد خرجت منه وقابلها من الثنايا التى لم أقلها ) ثرم (
وقال بعض الشعراء يهجو بلال بن جرير الشاعر :
وابن المراغة حابس أعياره " بالوشم " منزلة الذليل الصاغر
١١ - وادى الدوسر والافلاج : وجاء في ص ٧٧ ) ووادى الدوسر وهو يسيل من جبال المين صوب الشمال والشرق حتى يدخل نجداً وكان يسمى فلجاً أو الافلاج وقد ذكر بهذا الاسم كثيراً فى الشعر ( . وللمؤلف العذر فى عدم التفريق بين الموضعين واعتبارهما موضعاً واحداً فله سلف ذو مقام محترم فى ذلك . عول على كتابه واعتمد على النقل منه . ولكن الحقيقة السافرة تقرران الموضعين متغايران ، وبينهما مسيرة بضعة أيام ، ولم يطلق اسم احدهما على الاخر لا فى العهد القديم ولا في العهد الحديث ، فوادى الدواسر يعرف فى الكتب القديمة باسم وادى ) العقيق ( وهو من أشهر الأعقدة وأذكرها وقد ورد كبيراً فى الشعر كقول أخت يزيد بن الطثرية :
دى الاثل من وادى العقيق مجاورى...وقد غالت يريد غوائله
وذكره الهندانى فى صفة الجزيرة عدة مرات ، وذكر معدنه الشهير وان فيه نخلا كثيراً وسيوحا وآباراً ، وبينه وبين " الفلج " سبع مراحل لطاف وبينه وبين بجران أربع . واما فى هذا العهد فيسمى بوادى الداسر ، لأن اكثر سكانه من هذه القبيلة . وفيه قرى كثيرة منها السليل واللدام ، وهو ذو مياه غزيرة وسكان كثيرين . والأفلاج قد ذكره كل اصحاب المعاجم المعروفة ومنها الهدانى الذى اطال الكلام عليه ووصفه وصفاً شاملاً معدداً افلاجه "سبوحه "وواصفا حصونه ممالا يتسع المقام لا يراده كله فلنكتف باختزال نبذة منه . قال ص ١٦٠ ( صفة الجزيرة طبعة ليدن ) : " وأما الحاصل من دار جعدة فسوق الفلج الذي تسوقه نزار والمين وهو لبني شمرة من جعدة .
. ثم على أثرها من سيحي جعدة حصن يقال له مرغم اى يرغم العدو بامتناعه دونه وصفته ان بانيه بني حصنا من طين ثلاثين ذراعاً دكة ثم بني عليه الحصن وحوله منازل الحاشية...وسوق الفلج عليها ابواب الجديد ، وسمك سورها ثلاثون ذراعاً ومحيط به الخندق وهو منطق بالقضاض والحجارة والشاروق قامة وبسطة فرقاً أن يحصر أو يرسل العدو السيوح عليه . وفي جوف السوق مئتان وستون بئرا ماؤها عذب فرات يشاكل كل ماء السماء ولا يغيض واربعمائة حانوت ولبنى حعدة سيحان يقال لأحدهما الرقادى وللآخر الأطلس . واماسيح قشير فاسمه سيح اسحاق . فأما الرقادى فان مخرجه من عين بقال لها عين ابن أصمع ومن عين يقال لها الزباء مختلطتين . وأما الأطلس فان مخرجه من عين يقال لهاعين الناقة ويقول اهل الفلج في اشتقاق هذا الاسم إن امراة مرت بها على ناقة فتقحمت بها الناقة فى جوف العين فخرج بعد (١)سوارها بنهر محلم بهجر البحرين . ومحلم نهر عظيم يقال أن تبعاً نزل عليه فهاله . ويقال انه فى ارض العرب بمنزلة نهر بلخ
فى ارض العجم ( اه هذا بعض ما قاله الهمدانى عن الأفلاج في عهده ، وأما في هذا العهد فلا يتسع المقام لوصفه ، ولكن للاشارة إلى أهم سيوحه وهى الوجاج والمنجور والسابر وموافق والمدسوس و برابر ونباع والعويدو سمحان وسويدان وساقي خريزان كل هذه سيوح فيها مياه عظيمة تسقي قرى وزرعاً ونخيلاً كثيرة . ولسيوحه هذه يسمى " الافلاج " كما سمى " الفلج " باسم اعظم سيوحه فى الزمن الغابر . قال الشاعر :
سلوا " فلج الأفلاج " عنا وعنهم وأكمة اذ سالت قرارتها دما
هذه ملاحظات عنت لى اثناء مطالعتى ذلك الكتاب فدونتها مفرقة على علاتها بدون ترتيب لمواضعها وقلة المصادر التى ارجع اليها فقد استعنت بالذاكرة وأكتفيت مما عاق بها ، إلا فى موضعين اثنين فقد نقلات كلام الهمدانى فيهما
وقبل أن أنهى البحث ، أحب أن أظهر استعرابي من تعبير المؤلف حينما يورد شيئاً من القرآن الكريم بقوله (( وجاء فى القرآن الكريم وورد في القرآن الكريم وذكره القرآن )) إلخ بدون أن يقول في شئ مما أورده : قال الله تعالى كل اراد بتعبيره هذا مجاهلة لأحد من الناس أم مجراة للمستشرقين الذين لايصدقون بكون القرآن الكريم من كلام الله ؟ إنني ممن . يحسنون الظن بالاستاد الجليل ، وممن يدفعهم حسن الظن به إلى أن يحملوا صنيعه على أحسن محمل ، عملا بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لا تدع كلمة لأخيك وانت تجد لها محملا من الخير الا حملتها عليه .
الطائف
