_2_
4) " بغية السالك ، الى اشرف المسالك " تأليف الفقيه الصوفى ابى عبد الله محمد ابن الشيخ ابى عبد الله محمد بن احمد بن عبد الرحمان بن ابراهيم الانصارى الساحلى المالقى . جده اصله من غرناطة ومن الاعلام بها دينا ودنيا ، ألمت به خطوب اضطرته لمبارحة مسقط رأسه الى ان انتهى به المطاف الى مالقة سنة 657 ه .
وعمدة المؤلف فى التصوف والده المولود سنة649 ه الذى " حصل على حظ وافر من علم الشريعة ، وحفظ كثيرا من الحديث . وله تآليف عدة نظماونثرا ، اكثرها ترغيبات فى الاعمال ، وترتيبات فى الاحوال ، ودعوات وخطب ومواعظ ووصايا وحكم وآداب ، وكيفيات فى الصلاة على النبى - ص - وامداح فيه ، وغير ذلك - وصدرت عنه رسائل لبعض اصحابه تتضمن وصايا وآدابا وحكما وخيرات ، وانتشرت فى آلافاق ، اكثرها الآن بغرناطة ، اعلمت ان بعض اصحابنا اخذوا فى جمعها وتأليفها . " ( 1 ) ومن مؤلفات والده ايضا " مصباح اهل السهر " ( 2 ) وتوفى الوالد 735 ه ( 3 )
ومن شيوخ المؤلف فى رواية الحديث ابو عبد الله محمد بن عياش ( حدثنا الراوية المعمر ابو عبد الله محمد بن عياش ، قال : حدثني صهرى ابو القاسم بن الطيلسان بالمسجد الجامع بقرطبة . . " مؤلفاته : " النفحة القدسية ، فى الاخبار الساحلية " فى مناقب والده ذكره فى آخر ترجمة والده " اشعة الانوار ، فى أكشف عن ثمرات الاذكار " ذكره فى الورقة 6 ظ . شرح على صحيح البخارى سماه " المتجر الربيح ، شرح الجامع الصحيح اشار اليه فى مواضع متفرقة من كتابه
ت ، 803او بعدها بقليل (4) مما يجب التنبيه اليه ههنا اوهام وقعت للحافظ ابن حجر فى " الدرر الكامنة " منها تخليطه بين ترجمة الابن ووالده اذ قال : " محمد بن محمد ابن احمد بن عبد الرحمان بن ابراهيم الانصارى الساحلى . . . " وهذا هو الابن لا الوالد ، وذكر انه ت ، 754 ، والذي يصح انه توفى فى هذا التاريخ هو الوالد لا الابن (5)
كما حدث اشتباه للاستاذ خير الدين الزركلى (6) عند ما ترجم للمؤلف ، ونقل ما في " الدرر " و " الضوء " ، حيث ظن انهما شخص واحد مع الفارق العظيم نحو خمسين سنة بين تاريخي الوفاة . والصواب ان الذى ت ، 754 ( على رواية ابن حجر ) هو الوالد الذى ترجم له الحافظ فى " الدرر " ، اما الابن مؤلف " بغية السالك " فهو الذى ترجم له السخاوى فى " الضوء "
و مثار الاشتباه اتفاق الوالد وابنه فى الاسم ، ثم اغتراره بما وقع لابن حجر من التخليط في الرحمة كما بينت سالفا . وما ذكره ان من جملة مؤلفات ( الابن ) التى انفرد بذكرها السخاوى " بغية السالك " غير صحيح بل ذكره ايضا احمد بابا فى " نيل الابتهاج " فى ترجمة الوالد . وسبحان من جل عن الخطأ والسهو
وصف النسخة : 23×15،5 ، بكل ص 21 سطرا ، بخط مغربى ردىء جدا ، مليئة بالتحريف ، مما اضطر مالك النسخة ( الشيخ على النورى ) الى كتابة التصويبات بالهامش في غالب اوراقها ، والتصويب لا يعدو احيانا الكلمة الواحدة واحيانا يكون جملة كاملة - المداد المكتوب به التصويبات مغاير للون المداد المكتوب به الاصل واحد واحدث عهدا منه .
عدد اوراق النسخة : 229 تأخر النسخة اشارة الى تاريخ الفراغ منها لكنه بتركيب سقيم غير مفهوم وغاية ما يمكن فهمه اسم الناسخ ، " عبد العزيز الدربى بن عبد اللطيف النفطي المالكي مذهبا الاشعرى اعتقادا . " الكتاب موضوع للكلام . عن الايمان والاسلام والاحسان ، قال فى خطبة
الكتاب على ان اؤلف هذا الكتاب ، اترجم فيه عن حقيقة طريق القوم جملة وتفصيلا ، وارتبه على المقامات الثلاث تاصيلا وتحصيلا . . . واعضده بالنقل والعقل تصحيحا وتنزيلا واقصد به التوسط بين الاختصار والتطويل . . والمنهج الذي سار عليه انه يفيض الكلام عن المقام ( الايمان الخ . . ) ثم يتبعه بالكلام عما له من المنازل ويتحدث عنها واحدة واحدة ، وشروط كل منزل وما يخصه من الذكر والآداب ، وعلامات قطع كل منزل ، ووصية لصاحبه ، ثم ثمرة مقصد الذكر الخاص بالمنزل ، ثم المقصد او النتيجة
وبعد هذا فللكتاب قيمته لدراسة التصوف فى المغرب والاندلس فى عهد المرينيين ، ويكشف عن جوانب من الحياة الاجتماعية لا تظفر بها يد الباحث فى كتب التاريخ ، وتتجلى قيمة الكتاب فى الفصل الاول من الباب السادس الموضوع للكلام عن سند الطريق والتعريف بما امكن من شيوخه ، الذى تبدو فيه الصلة الوثيقة بين صوفية الاندلس والمغرب ،
وترجم فيه لطائفة من مشاهير صوفية المغرب كأبى يعزى وابى مدين وابى محمد صالح بن حرزهم وابن اخيه ابى الحسن على بن حرزهم 5 ) " شرح اسماء الله الحسنى " تأليف عفيف الدين سليمان بن على بن عبد الله التلمسانى ( ت سنة 690 ه ) ( 7 )
وصف النسخة : 25×17،5 بكل ص 21 س بخط مشرقى نسخى جميل . هناك نحو ثلاث اوراق بأخر النسخة مكتوبة بخط مغاير لبقية النسخة والمداد احدث عهدا من بقية النسخة ، وبكل ص من هذه الاوراق الاخيرة 25 س ، والكتابة اكثر اكتنازا ، والمسافة بين السطر والسطر أقل مما هى فى بقية النسخة ، ولم تقع الإشارة فى الاخير الى التاريخ واسم الناسخ فى الص الاولى على اليسار كلمة " عباس آغا " ولعله احد مالكيها ، وعلى يسارها " ملكة الفقير زين الدين بنية الكتابة أتى عليها السوس الذى حفر اخاديد فى غالب الاوراق وافسد كثيرا من الكلمات عدداوراق النسخة : 232
من خطبة الكتاب " . . وبعد فقد استخرت الله تبارك وتعالى فى ذكر شئ من معاني الاسماء الالهية الواردة فى الكتاب العزيز مرتبا لها على حكم ما
وردت فيه من أول الفاتحة الى سورة الناس ، واذكر الاسم ثم اذكر الآية التى وردت فيه ، ولا اذكر اسما من سورة وقد بقى فى السورة التى قبلها اسم لم اذكره ، واذكر السورة بعد السورة مرتبا ، ثم اذكر فى كل اسم من ذكره من الثلاثة الايمة - رضوان الله عليهم - وهم : الامام ابوبكر محمد البيهقى والامام ابو حامد الغزالى ، والامام ابو الحكم بن برجان الاندلسى ، وما انفرد به كل واحد منهم ، وما اتفق عليه اثنان منهم . واعتصم بالله . . "
وهذا كاف لبيان منهج الكتاب . وقد سار المؤلف فى شرحه على مشرب الصوفية مائلا الى الحلول والاتحاد على مذاق الشيخ الاكبر محى الدين بن عربى ، وهو احد المفتونين به . والمؤلف متمكن من اللغة ، وله لفتات زكية ، وذوق ادبى رفيع ، ولكنه لا يستنكف عن التأويلات الباطنية لتأييد مذهبه ، راكبا كل صعب وذلول لاخضاع النصوص لتأويله وتأييد نحلته . من ذلك ما فى الورقة 18 ظ ، و 19 وعند الكلام عن اسمه تعالى . الفضل " . . قال الله تعالى : " حرمت عليكم الميتة " وهم الذين لا استعداد لهم لشهود الحق ، " والدم " وهم اهل الغضب : فان الغضب غليان الدم ، " ولحم الخنزير " وهم الذين لا غيرة لهم على انفسهم . . وله تفسير لسورة الفاتحة شهد على نفسه انه سار فيه على هذا الدرب ، " . . ما ذكرته فى شرح الفاتحة على السنة المراتب لا على ظاهر التفسير " ( 50 ظ ) عند الكلام عن اسمه سريع الحساب ، ( و 62 ظ ) عند الكلام عن اسمه الحميد
وهو الى جانب ذلك متمكن من الفلسفة يناقش مناقشة الخبير العارف الخصب الذهن ، كمناقشته للفلاسفة عن الوجود والاجناس العشرة والكلى الطبيعى ( 121 ظ ، و 12٥ و ) 6) مجموع به كتاب " نزهة الاحداق ، فى مكارم الاخلاق " تأليف الحافظ شيروية بن شهر دار بن شيرويه بن فناخسرو ، ابو شجاع الديلمى الهمذانى المولود 445 ه ، و ت 509 ه (8)
وصف النسخة : 22×13،5 بكل ص 29 س بخط مغربى شائع الاستعمال فى تونس ، يستفاد من آخرها انه كتبها خليف بن خليف بن نصر ابن خليف الزيتونى نسبا المالكى مذهبا فى محرم 1045
غدد اوراق النسخة : 36 من خطبة الكتاب : " . . . . فانى جمعت فى هذا التأليف الرائق الانيق احاديث كثيرة مستغربة مختصرة الاسانيد مستعذبة ، وسميت هذا التأليف بنزهة الاحداق ، فى مكرم الاخلاق ، وابوابه ( 9 ) على حروف المعجم . . " والكتاب مشحون بالاحاديث الضعيفة والموضوعة ، اما الحسن والصحيح فنادر جدا . وبه شرح احمد بن احمد البرنسى الفاسى الشهير بزروق المولود 846 ه ت 8 ه ( 10 ) على رجز يحى القرطبى فى التوحيد والفقه به 52 ورقة ناسخة هو ناسخ الكتاب قبله ، فرغ منه فى ذى الحجة عام 1044
7) النصف الاول من " المنهاج من شعب الايمان " تأليف الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم الحليمي ، ابو عبد الله البخارى الجرجانى المولود 388 ه ، ت403 ه ، وصفه التاج السبكي في " طبقات الشافعية " بقوله : " احد ايمة الدهر ، وشيخ الشافعية بما وراء النهر ، وانظرهم بعد استاذيه ابى بكر القفال وابي بكر الاودنى " وهو من شيوخ الحاكم النيسابورى صاحب " المستدرك " وابى سعيد الكنجرودى
وصف النسخة : 25،5×17 بكل ص تر 2 س بخط مشرقى نسخى مكتنز الحروف . وبأخر النسخة ما يستفاد ان محمد بن ابى بكر بن عثمان الزواوى المغربى نقلها من نسخة كتبت فى عام 591 ه ، اى بعد وفاة المؤلف بأقل من قرنين ولم يذكر الناسخ النسخ ، والغالب على الظن ان الناسخ من رجال القرن الحادى عشر .
الكتاب وصفة عدد اوراق النسخة 262 ، التاج السبكى فى " الطبقات " بانه من احسن الكتب " وقال عنه الاسنوى : " جمع فيه احكاما كثيرة ومعاني غريبة لم اظفر بكثير منها فى غيره " (11)
في خطبة الكتاب ما يشير الى سبب التسمية والى المنهج " . . . ثم ان هذا الكتاب جمعت فيه من الكلام في حقيقة الايمان ، وبيان ما يشتمل عليه هذا الاسم ، وبشر به عند الاطلاق اليه ، وشرح ما جاء عن النبى - ص - انه قال : " الايمان بضع وسبعون شعبة ، اعلاها شهادة ان لا اله الا الله ، وادناها اماطة الاذى عن الطريق " ، وتفصيل هذه الشعب واحدة واحدة ، والكلام عليها بما يكشف حقيقتها ، ويقف الناظر فيه على جليتها ، ما املت ان يعظم
نفعه وتكثر فائدته ، ويحسن على متأملية عائدته ، وسميته " المنهاج " اذ كان ابانة عما نهجه الله تعالى من الدين وهدانا له من الصراط المستقيم ، قال تعالى في كتابه " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " . . . ثم ذكر فهرستا لابواب الكتاب ، وقال عقب ذلك : " وقد كان بعض من ألف فى شعب الايمان خرجه على سبعة وسبعين بابا ، ووجدته عمد الى شىء واحد اختلفت العبارة عنه فى بعض الروايات فاورده في بابين وحده فى شعبتين ، وربما عمد الى شيئين لا يتمايزان او يجمعهما اصل وأحد فجعله شعبتين ، واخل مع ذلك ببعض ما اوردناه فلم يذكره اصلا ، فكتبت بابا مفردا ذكرت فيه السبب الذى دعاني الى تخريج هذه الشعب على سبعة وسبعين بابا وبينت ان كل ما يظن غيرى انا خارج عن هذه الابواب فهو ملتحق بها وداخل بالحقيقة فى جملتها ، واشرت الى وجه ذلك واوضحته . . "
المؤلف سيال القلم قوى العارضة ثير الفكر يناقش الخصوم من معتزلة ومرجئة وشعوبية وفلاسفة فى هدوء بدون حماس او اقذاع بل الحجة تدفعها الحجة ، والشبهة ينقضها البرهان ، ولا يصرح باسماء الفرق التى يرد عليها وانما ذكر الفلاسفة مرة او مرتين
والرجل مطلع على علوم عصره ، يرد على الفلاسفة او يستشهد باقوالهم وهو عارف بالكتاب المقدس ( العهد القديم والجديد ) ، ملم بالفلك والطب الى جانب بصره الدقيق باللغة والتفسير والحديث والكتاب وثيقة تدعو الى مراجعة النظر فى تاريخ علم الكلام وبواكير الكتب التى ظهرت متأثرة بمذهب الاشعرى
