على الكون مد المساء جناحيه مثل الخيام :
ومن شرفتى يستفيق الزمان،
يظل يطوف كحلم بعيد ،
وفى ظلمة الليل أبقى أسير ،
على الشوك فوق الصخور
وعبر الجبال ،
أجوب البلاد بقلب كسير ...
وفى مهجتى عبرة لا تزول ،
تضيق أنفاس صدرى ،
وتبعث فى نشيج البكاء ،
فلا شئ يسعد خلدى
سوى ابتسامات " فينوس " ،
ورجع هتاف يجاوب صمت الكئيب :
" تعال . . . تعال . .
فنحن على هذه الارض همس جنون ،
تعال قبيل جيد المنون ،
ستمضى الحياة ونبقى على شاطئ مقفر
كصخر قديم
نعيد بقايا لقاء حزين !!
تعال ... فقد خيمت سحب اليأس فوق الدروب ،
وطال انتظارى
ونحن هنا واقفان كأصنام طين !!!
تعال أيا عاشقا فى السراب سنا
فلسنا سوى غيمة فى السماء ،
تدافعها الريح حيث تشاء
وحين تشاء ...
ولسنا سوى مركب غارق فى العباب ،
نظل الطيور تودعه مثل نعش الحداد ... "
يظل الهتاف يعيد النداء ،
ولكننى قد رفضت المسير
لأن القضاء أراد المصير
وبئس المصير . . .
