الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "المنهل"

هذه الصحافة قوة ! ..

Share

أصبحت الصحافة فى عالم اليوم قوة هائلة من قوى الأمم والدول، فيحسب حسابها فى الداخل كما يحسب حسابها فى الخارج .. هذا اذا كانت الصحافة قوية رائعة فى مظهرها وفى مخبرها  فى اخراجها وفي تحريرها ، وفي سعة مدى انتشارها ..هى قوة فى داخل الامة والدولة ، وهي سياج لها مكين يدفع عنهما غوائل الكيد الدولى، ويحيطهما علما بمجريات الأمور، وبما يحاك فى الخفاء وبما ينسج في الجلاء ، كما ينقل اليهما ألوان التقدم العالمي في شتى اشكالها.

تقوم الصحافة - بالنسبة لداخل الدولة والامة - بمهمة المكيف والموجه والخبير الأمين، بما تنشره من قويم الآراء والمبادئ والاصلاحات على ملايين قرائها فى مختلف الانحاء ، صباح مساء، وأسبوعا بعد اسبوع وشهرا عقب شهر.. باساليب مشوقة باهرة ؛ وبطرق قيمة جذابة؛ هي لسان الأستاذ ودماغ المفكر وعقل الرائد وواحة الأديب، وجنة الشاعر ، وسمع الموظف والعامل ، ودعاية التاجر والصانع والزارع ، وموئل البائس والمحروم، وكهف المضطهد وملجأ المظلوم، ثم الى هي إلى ذلك بالمنجل الذي يحصد الآراء الهدامة ، ويجتث الاخلاق الفاسدة ، ويقضي على الجمود الوبيل.

وتقوم الصحافة - بالنسبة لخارج الدولة - بدور المنظار السحرى الذى به تستطيع استكشاف الخبايا، والالمام بالخفايا الدولية، وبذلك يستطيع قادتها

ويتمكن ساستها من رسم الخطط ؛ بما فيه صالح بلادهم ، وبما يجنب سفينة الدولة الارتطام بصخور الارتباك والاضطراب فى المجال الدولى المتشابك المعقد.

وبقدر سمو الصحافة وعلو شأنها وحريتها وعمقها واتزانها تؤدى مهمتها على الوجه المنشود ، لصالح الدولة والأمة ، فى داخلية البلاد وفى خارجيتها

والعكس بالعكس. فإن الصحافة الضحلة الهزيلة المهلهلة الضئيلة هي صحافة فاقدة التأثير باهتة الألوان ، لا أصداء لها ولا أضواء وبعد فنظرة عابرة الى صحافة امريكا وانجلترا ، - فى الغرب - والى صحافة مصر - فى الشرق - تضع فى ايماننا الدليل الذى لا يقبل الدحض على صدق ما ذهبنا اليه .

فعلينا أن نسعى جادين ، لتقوية صحافتنا الوطنية قبل كل شىء وان لا تستهوينا مظاهر الدعاية فى صحف الخارج ايه كانت . فان دعاية قوية منبعثة من الداخل ومن منابر صحافة وطنية قوية هى اجدى نفعا ألف مرة ومرة من الاعتماد على صحافة لا نملك من أمرها قليلا ولا كثيرا .

اشترك في نشرتنا البريدية