الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 3الرجوع إلى "المنهل"

هذه المجلات

Share

لست ادرى ما هو السر لهذا الغزو الادبي الجديد الجارف الذى يغزو وعقول بعض ابنائنا من طريق المجلات المعربة . اهو حب الاستطلاع والسرعة فى تناول هذا اللون من الكتابة . ؟ ام هو التشبث ، بكل ما هو جديد ايا كان ؟ ان المجلات الاسبوعية والشهرية التى تحمل الينا البضاعة الشرقية والاسلامية اصبحت تعد بالعشرات . واخذت على نفسها مهمة التثقيف والاصلاح فى قوالب مستساغة نهضمهما هضما . ونبتلعها ابتلاعا ونتمثلها كما نتمثل الطعام

الشهى . فالهلال والمقتطف والكاتب والكتاب والعرفان والمنهل والرسالة والثقافة . مجلات اوشكت ان تصل الى الذروة من ناحيتها الثقافية والشكلية وهى مجلات تكاد ان تكون من ضرورات المجتمع الراقى . فان الشباب الذى يهمل تثقيف نفسه كالذى يهمل غذاءه ويهمل آخر الأمر نظافة اعضائه حتى يهاجمه المرض والفقر والموت . هذه العناصر الثلاثة او مثلث الدمار . كما يقولون . وهناك مجلات غير هذه كيف يحق لنا او كيف تستحق هذا الحب العميق من بعضنا .

هل من الضرورى ومن اللازم . ان تقرأ كل شئ بحجة القول القائل خذ ما وصفا ودع ما كدر . لا اعتقد ان هذه القاعدة صحيحة موزونة . ان تأثير الشئ المطبوع على النفس . وعلى الاخص حينما تكون المشاعر والاحاسيس مفتوحة للتجارب ليحملنا على فقد ان الثقة بآدابنا ونتاج مفكرينا . ان ٩٩ فى المائة من المتعلمين فى كافة الاقطار العربية يطالعون المجلات العلمية والادبية والدينية . ولكن - يطالعونها - للفوائد المبثوثة المبعثرة فى طوايا هذه المجلات يطالعونها للفهم والدرس . ويطالعونها اخيرا . للنقد والغربلة . فهل معنى هذا اننا نقرأ هذه المجلات المعربة التى لا تعنى فى قليل أو كثير بامثال هذه البحوث . بل كل ما تهتم به هو الترجمة . والترجمة التى ليست لها اى علاقة بتفكيرنا وبآدابنا . وبما نطمح اليه من طموح ووثبات لاعادة مجد العرب والاسلام الناس احرار فيما يقرؤون ويكتبون . وللناس مذاهب فيما يعشقون ايضا ولكن ليس معنا هذا ان لا يكون للتوجيه قيمة ادبية وللكتابة هدف معين .

اشترك في نشرتنا البريدية