اني طويت شراع فلكى ، والظلال الطاخيه
وتركتها تنأى بها تلك الشطوط القاصيه
أين الشراع ، وأين فلكى ، والظلال الساجيه
أين الصخور ، واين ، من لمحى ، الروابي العاليه
أين الرمال ، وأين كف ، من رياح ، ماحيه
أين القصور ، وأين جنات القصور الزاكيه
أين الخمائل ، أين نور اللوز ، أين الداليه
أين الصنوبر ، أين أعشاش الطيور الشاديه
أين الحمائم والهديل ، وأين ورد الصاديه
أين السوانى ، والجداول ، والمياه الجاريه
لا شئ أذكره ، نسيت . فأين تلك ، وما هيه
غبرت . كما غبر الزمان . فما لها من باقيه
أنا ههنا ، يا بحر حر ، في غمار صافيه
فى اللجة القصوى ، وفي طفف الثبووج العاتيه
الموجة النشوى تعانقني ، وتعطف حانيه
وتضمنى ضم الوليد لصدر أم راعيه
يا بحر . أنت البحر . أم أنت الحياة الغانيه
أنت المنى . لا شئ ، بعدك ، من أمان ، راضيه
سأظل يسعدنى العناق ، وبى لسرك مابيه

