منك استمدت نفحتى إشراقها ولقد حبتك رقاقها ودقاقها
وإليك أخلصت الولاء فلم تكن لتبث غير حبيبها أشواقها
هامت بك الفصحى التى لما تزل تضفي عليك جناسها وطباقها
فيك استجد بيانها متألقا دررا يزين من النهي أطواقتها
وقد اصطفتك لها المعالي عاشقا إن المعالي تصطفى عشاقها
وتعلقت بك مهجة الخضرا التى ما أبصرت لو لم تكن أحداقها
أطلقتها من كل قيد أدهم فمضت يبارك ربها اطلاقها
صعدت إلى ارقي التلال ولم تزل للذروة القعسا تعد سباقها
تبنى على هام السماك صروحها وتعد حيث الفرقدان رواقها
فلقد بعثت بها القوى وأفقتها لله من بعث القوى وأفاقها
وهى التى وثقت بمثلك قائدا واليك وحدك جددت ميثاقها
أشرقت طالع سعد ها وحميتها وأنرت منذ حكمتها آفاقها
لم يثنها عن سيرها من عقها كلا ولا فى زحفها من عاقها
فسرت ركائبها تجد مريدة بالسابقين الاولين لحاقها
وأفاض سعيك في مغانيها غني نفضت به عن أرضها إملاقها
فازينت واستخرجت خيراتها وعلى المواطن أغدقت إغداقها
عجمت صلابتك الخطوب عواجما وبلوت غير مطاقها ومطاقها
وبنيته شعبا وصنت كرامة بذل الدما من أجلها وأراقها
وزارت في أرض العروبة ضيغما وظهرت في إفريقيا عملاقها
قدمت ما في بعضه شرف لها ورفعت من راياتها خفاقها
شهدت دهاقنة السياسة للذى تدعو اليه وأطرقت إطراقها
واذا المشاكل أعضلت فلأنت من تجلى الحقائق مظهرا إحقاقها
ما استحكمت حلقاتها إلا ثواقب محكماتك فتحت إغلاقها
فكأنما كشف الحجاب غطاءه وكأن ركبت إلى الغيوب براقها
ماذا عسى أن يدعى متخرص دعوى الاباطل غلقت أحواقها
خسيء الغواة المرجفون فلم تعد تلقي بضاعتهم هناك نفاقها
فئة تعيش على الضلال شراذما وتطيل فى بحرانه استغراقها
ولقد حطمت يغوثها ويعوقها ودققت يوم أطحتها اعناقها
جرعتها كأس المذلة فاغتدت منها تذوق حميمها وغساقها
وكأنني بالمارقين أرى بهم هوج المصائب أحدقت إحداقها
والله يعصم مصلحا لما يزل أبدا يفك عن العقول وثاقها
يا جارفا حكم العلوج ومسعدا خضرا المروج وباعثا إشراقها
هذى جحا فلها ليومك أقبلت واستقبلت أرض الفدى دفاقها
تسعى إليك بحبها وولائها ولقد سبرت على المدى أعماقها
ولئن تكن تاقت إليك فأنت من ضربت حواليك القلوب نطاقها
جاءتك في اليوم الاغر وحملت شعراءها من وجدها أشواقها
كل لسان عن هواها معرب قد رق نفح قصيده مذ راقها
يا عيد ميلاد الحبيب تحية شعري اليك كما تعود ساقها
نفحتك كالزهر الفتيق بنشرها وحبتك من أشذائها عباقها
فى موكب بهر العقول جلاله كل الورى مدت له أعناقها
فصباحه غمر المشاعر فرحة ومساؤه هز الدنا آفاقها
أفلم يكن ميعاد مولد أمة لم تخش منذ مجيئه إخفاقها
شاء الإلاه من الرباط ظهوره لترى به بعد الخلاف وفاقها
كادت تكون بما هى ابتليت به حرضا وتلقى محقها ومحاقها
يا قاهر الاعدا وساقيها لدى الهيجاء من مر الكؤوس دهاقها
ومبيد شرذمة الطغاة ولم تخف إرعادها كلا ولا إبراقها
سبعون عاما في الجلاد قضيتها ما كان ذو جلد سواك أطاقها
سبعون عاما من كفاحك لم تزل ابدا لكل حقيقة مصداقها
سبعون عاما كن عقد مفاخر شاق النهى من حسنها ما شاقها
أرضت عليا في الخلود وفاطما والعرب أجمع شامها وعراقها
فاسلم ودم تدعو إلى سبل الهدى ومن النفائس تصطفى أعلاقها
وتعيد للاسلام نضرة عهده وبك العروبة تستعيد خلاقها
فهي التى بك آمنت واستعصمت لما سعيت لان تزيل شقاقها
ولسوف تخرجها كاعظم أمة بالرغم ممن عقها أو عاقها
