قد الجوانح بالزفير واسف فقد نام المشير
وتولى ذاك الالمعى م الفاضل العلم الكبير
من للابانة بعده ان سامنا الراى الفطير
رجل البلاغة والفصاحة م بل لها نعم النصير
مهما تعاصى الفهم يوما خلته البدر المنير
لاقى الكوارث صابرا واجتاز مكلوم الضمير
اعظم بنكبة تونس فى عصرنا الوقت العسير
غاض الخضم كانه ما كان ركن المستجير
يلقى الحواهر فى م نوادينا على الجم الغفير
ويفيدنا محض الهدى والرشد والعلم الغزير
فارقت يا عرب فابكيت م النواطر والضمير
وتركتنا فى وحشة يا ايها البحر الخبير
ياذا الركون لغعلة مستوثقا دار الغرور
او ما سمعت بموت من قد صار مصباح القبور
من بعد ما كان الكبادى م غرة وبه السرور
شق الفراق لعلنا نلقاه في يوم النشور
قوى الكريم قلوبنا ووقانا من تلك الشرور
وعفا ووارى عيبنا واحلنا دار الحبور
يا صاحبى بل يا اخى فى الله كم سقت النمير
وجعلت مجلسك المنى يغشى المجالس بالعبير
هيهات ان نعتاضه حتى يسير بنا البعير
يا ايها الخل الوفى م تركت خلك في سعير
لم يوف حقك شعره فاعذر اخا الباع القصير
آمالنا فى الله ان نلقى الكرامة والبرور
فعليك من رحماته ورضائه المطر الوفير
يا ايها الموت المهدد م بالنوى وعليك سور
احترقت اكباد الورى من بدء هاتيك العصور
كم والد نافسته فارتاع فى نوم الغرور
وبنية فقدت ابا كان المساعد والنصير
واخ له عضد بتوامه م فامسى فى الحفير
وحليف ود فارق م الاخوان ابان السرور
ولكم وكم فوقت ما يلقى المفارق فى المرير
يا من بذا اوحشتنا سق ما تشاء من الشرور
لكن ستبلى بالذى اوقعته يوم النفير
لا تامن الايام فالخلاق م يقصف من يجور
يا موت عفوا عن هجاء م قد ركبت اليوم جور
ما فيك الا رحمة غلطوا فسموك المغير
تنجى النفوس من الاذى وتفك اغلال الاسير
فلعلنا ننجو بما نرجو من الرب الغفور
سبحان مالك امرنا جل المهيمن فى الامور
لولا نزولك عافنا م الاهلون يا سيف القدير
ولطال سجن نفوسنا فى مثل سرداب يسير
فالموت راحتنا وقد يعلو الحفير على السرير
فيما اراد الله مدرار من الخير الكثير
