من وحي أفئدة جبلن على الالم
وحبلن بالاسرار يفضحها القلم
ترمي بمنفلق الصواعق تلتظى من كل رائعة تشق بها الظلم
قدت من الجأش الحريق وألهمت من سر نهيتها البيان من الكلم
يا صبح لا تطلع . . فملء جوانحي نور الحقيقة ، لا ضباب ولا سدم
إن همت وحدك فى دجاها ضاربا .. لم تدر أين ؟ أفى الوجود ؟ أفى العدم ؟
وسعيت مشدود الخطى متعثرا كل امرئ زلت به يوما قدم ٠٠ .
من ذا الذى فى ساعة لم ينهزم ؟
من ذا الذى لم يمتحنه زمانه ؟
هذى الحياة وقد خبرت صروفها
وظروفها وهتك فيها ما انكتم
إثنان : إما صامد لا ينثني
أو خانع يحنى الجبين لمن ظلم
إفتح فؤادك للحياة وخله
للفجر يرشف من سنناه ويستحم
للافق يحتضن الوجود ويجتلى سر الجمال مرددا حلو النغم
حتام تحيا فى الظلام مصفدا
ولديك هاتيك المفاوز والقمم ؟
ما لذة الدنيا وعيشك خانع
والفكر مضطهد وقلبك في صمم
أنت الحياة بكل صوت غردت
أنت الربيع بكل ثغر يبتسم
فى روحك الصادى جراح صبة
فتحت على الالم العظيم وتلتئم
لا زال قلب المرء يلهمه العلى
ما دام يحيا للمكارم والذمم
ما ظفر الاحرار غير طماحهم
وكفاحهم فى الغاليات من القيم
قالوا : صلبت ! فقلت : امنحهم دمى
لو كان يجدى أن أخلصهم بدم
هي الحياة ولم تفدهم ! كيف لى
بالموت أنفع ؟ ليس تنتفع الرمم
قالوا : ظلمت فقلت : لست بلائم
فالناس قد عرفوا المظالم من قدم
قالوا : سلوت ؟ فقلت كل صغيرة !
وكبرت فى طلب الفضائل والشيم
قالوا : هجرت ؟ فقلت تونس قبلتى
قالوا الجزائر ؟ قلت : مفخرة الأمم !
أهلى هنا ، وهناك نبع صبابتى
من قال : إنا أمتان فقد ظلم . .
وطني الكبير أجل من أطماعهم
تبت يد تمتد نحوك يا حرم !
من أرض بنزرت المتوجة الذرى
تهفو حنينا نحو أطلسها الأشم
من أبحر الصحراء ينشد موجها
( مالى ) وتدنى ( تشاد ( حبلى بالنعم
( لوراس ( قد ناجي بها ( عرباطة )
فأجابه ( عرباطة ) : مرحي نعم
أقسمت بالزيتون جلله البها
بالراسيات من الجبال وبالأكم
بالغاب ، بالظل المديد على الحمى
عبر ( الشمال ) وقد تناسق وانسجم
بالدين ، بالتاريخ ، بالامل الذي
من اجله مات الشهيد على القسم
ما عشت أجتاح الفواصل موصلا
ما بيننا حبل الاخوة والرحم
لا الزائفات من الحدود تصدنى
لا الخفر لا تلك الحواجز والنظم
وطني الكبير وإن تناثر عقده
لابد من يوم يعود فينتظم
عاصمة الجزائر فى : 2-12-1967
