سلونا أم ترى وهنت قوانا وعدنا وحدنا أم من دعانا ؟
وكنا كالخيال بلا جناح نطير على الزمان فلا يرانا
فأنت اليوم يا قلبي غريب على بعد المكان ترى المكانا
وتلهث كالجريح على ضلوعي وتنفث فى شرايينى الحنانا
تضج الذكريات فأمتطيها وأرمى فى السماء لها العنانا
فأنفض في أقاصي الارض حزني وأصحاب فى مغانيها الحسانا
... كم فترت جفون تحت ثغرى وكم ثغر على شفتى لانا!
وكم عثر النسيم على ذراعي فطار الشعر ذعرا واحتوانا
وكم غاب ذوت لليل فيه نجوم وحدها حرست خطانا
وأضواء المدينة من بعيد وراء الغاب تلتهم الزمانا
أيا يوم الفرراق ظلمت عمرى فليتك لم تكن لي يوم كانا !
بكنيت ولم يكن دمعي سحيا فلبى حين لم أجد البيانات
وكانت كالفراشة فوق صدرى فلم تملك على صدرى اتزانا
يخون الحرف رغبتها فتبكى وأفهم ما تريد له لسانا
فنمشى في دروب الصمت حتى برغم الصمت تجمعنا يدانا
فيونحي حين أذكر ما أتينا وويحي حين أذكر ما أتانا
