ويرحل مثل النوارس ظلي - غدا -
وأكون مع الريح أشهق في الفلوات ...
وأكون مع الوهم أعدو ... ولا وجه لي
غير جرحي المقنع ..كل الدروب التى جبتها أنكرتني
و ما فهمتني
وها أننى فيك .. مغترب القلب .. يا وطن الحلم ..
كل المسارب قد لفظتني
وحين تدق النواقيس فى غربتى .. يكبر الجرح .. ينغرز
اليأس بين الجوانح ... يسطو المساء على مدني
وتمد ذراعيك يا وطني
لتطوقني
وتبعث دفء المودة في بدني !
حين جئت مع الليل يا امرأة ضيعتني
وكنت أنا مترع القلب بالسحر حينئذ
كنت تهمين كالمـزن في قلبي النازف الجرح ...
كنت كؤوس نبيذ تبدد شكى
فيا زمن الوصل عد ... فأنا مثل صفصافة القفر أبكي !
حين أتيت وكان الكلام عن العشق - قبلك مينا ..
توغلت حتى حدود الترنح في الحب .. أغرقت في العشق
كل الشجون القديمه
وكل الطقوس السقيمه
فإياك أن تبعدى النار عني
وإياك أن تبعدي النار عني
فبالنار يا فتنة العمر يحلو التمني !
حينما جئت ..كان الربيع وكان انسلاخ الطبيعة
عن قشرة الحزن ... كان التبرج والسهو والإنفتاح
على الكأس ... كان انحلال الأحاسيس
والشهوة العاتية
ولكننا اليوم يا غالية
كما البحر ... يغرقنا المد ... يجرفنا الزمن الهارب
الظل في ثانيه !
سيرحل مثل النوارس ظلي غدا
وتكونين يا امرأة ملأت بالجراحات زادى
كصفصافة القفر ، تبكين .. تبكين
لكنما الصوت منك يضيع
مع الريح .. دوما يضيع
ويغمر قلبى أنا .. فى مسيرى الصقيع ..!

