نعت أبناء برلين الأخيرة المرحوم العلامة الدكتور جورج كمبفماير المستشرق الألماني الكبير، ورئيس جمعية الدراسات الإسلامية الألمانية وأستاذ اللغة العربية سابقاً بمعهد اللغات الشرقية ببرلين. توفي في نحو الثمانين من عمره بعد حياة علمية حافلة أسدى فيها للمباحث الإسلامية والآداب العربية خدمات جليلة؛ وكان من طبقة المستشرقين الأكابر التي تنقرض اليوم أمثال نيلدكه وزاخاو وبيكر وغيرهم من زملائه وأصدقائه. وتخصص الدكتور كمبفماير في دراسة الآداب العربية، وتبع بالأخص تطورات التفكير الشرقي الحديث والثقافة العربية المعاصرة؛ وله في ذلك بحوث نقدية عديدة نشر معظمها في مجلة معهد اللغات الشرقيةMiliteilungn des Seminars fiir O.S. ؛ ولبث مدى أعوام طويلة ركناً من أركان معهد اللغات الشرقية، ولم ينقطع عن التدريس فيه إلا في الأعوام الأخيرة إذ تفرغ لدراساته وكتاباته في مجلة العالم الإسلامي Die Welt des lslams التي كان يصدرها باسم جمعية الدراسات الإسلامية والتي قطعت إلى اليوم زهاء عشرين عاماً من عمرها
وفي سنة ١٩٢٨ قام الدكتور كمبفماير برحلة دراسية في مصر وبلدان الشرق الأدنى، واشترك بعدئذ في وضع كتابين انتفع فيهما بهذه الدراسة: أولهما كتاب زعماء الأدب العربي المعاصر الذي وضعه بالإنكليزية مع تلميذه وصديقه الدكتور طاهر خميري الذي يقوم الآن بتدريس اللغة العربية في معهد همبورج الشرقي، والثاني كتاب (أين يتجه الإسلام) الذي وضعه بالإنكليزية عدة من أكابر المستشرقين، وتولى الدكتور كمبفماير كتابة القسم الخاص بمصر فيه؛ وكان للعلامة الراحل أصدقاء عديدون في مصر وجميع البلاد العربية، وكان بارعاً في كتابة العربية والتحدث بها. وسنوافي القراء في فرصة أخرى بدراسة مفصلة لحياة العلامة الراحل وآثاره

