الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 607الرجوع إلى "الرسالة"

بين صديقين،

Share

(اشتد بصديقنا الأديب الفاضل الأستاذ عبد الرحمن  صدقي مصابه الأليم بزوجته المهذبة فنظم في رثائها قصيدتين من أبلغ الرثاء، وأرسلهما إلى صديقه الجليل العقاد ومعهما  هذان البيتان):

أخي، منذ أعوام مضين ذكرتني ... وهنأت زوجي بالهوى، وهنَأتني

لقد ذهبت تلك السنون سريعة ... وهذى مراثي زوجتي اليوم، فارثني

فأجابه الأستاذ بهذه الأبيات:

أخي! ما عزائي أن أهوّن فاجعا ... أراه - وإن لم أبُله - غيرَ هيّن

ولكنْ عزائي هذه الحرب زلزلت ... قلوب بني حواء في كل مأمن

ولكن عزائي هذه الأرض علمَّت ... بنيها هوان العيش علم التيقّن

قضاء علينا في الحيلة فراقنا ... لأحبابنا حيث التقينا بموطن

فجيعتنا فيمن نحب بديلُها ... فجيعتهم فينا، ومن يبق يغبن

فلا ترض للأحباب غبنا يؤودهم ... وليس الرضا في الحالتين بممكن

إلا هان عيش لا يزال خياره ... لمن يرتجيه شاكياً: متْ أو احزن

أخي! هذه الدنيا وهذا عزاؤها، ... قصاراه - بعد الجهد - تسليم مذعن

وما أحسب الإيمان إلا حقيقة ... فلا صبر فيها لامرئ غير مؤمن

اشترك في نشرتنا البريدية