ربما اصبح الحزن منفضة للسجائر ذات مساء
ولم يبق فى خاطر الليل الا الشوارع والقطط البائسه
فاذا جئت يحمل الريح
شاهدت في آخر الضوء نافذة عانقتها خيوط الضباب
وشاهدتني خلفها اه
اقتل فجرى ولا اقتل الفجر
هل يقتل الفجر ؟ وهو قتيل من الفجر
طاولتى الف امنية فوقها
تتأكل فى قطرة كالمسافات
لونها اخر الليل فى اخر الأفق المتمادى
الى اخرات المدى الف عاصمة فوقها
تترنح فى برك الخوف والانتظار
كان شوارعها صورى المدلهمات
بللها عرق التائهين معي
وتكسر فيها الندى الف عاصمة
بت يا ما لبال اعانق وحدتها واعانى !
وادخل غربتها واعانى
واقرأ في آخر الدرب :
صوت الظلام جميل
وأجمل منه الصدى
قال لي والدى :
منذ سبعين عاما احاول الا اموت
ومت على بسمة ..اه ... منفلته
قلت يا والدى :
هكذا الموت يحملنا حين نحمله
مثلما يحمل القبر شاهدته
اه لو نتغني بما ضاع منا
ولو نتعلم كيف نحب ولا نتمنى
انا وجعي حين يكبر
يمتد قافلة وصبايا
افلسفها وتفلسفي
واوشوشها وتوشوشني
ثم يأتي المساء فأركبها وانا اتعلم فى حانة
كيف أضحك سرا على لحية الطقس
والجد
والكلمات الكبيره
غدا ينبح الصحو
مثل الكلاب التى شردت في الدوائر
أسماء زائدة او مرايا
يلوح عليها غد غير صاح وغير اكيد
وبين المقاعد ينمو الدخان تماثيل لكنها تتحرك
او ظما حين اطفيه يثقبنى الكأس يثقبنى
فأسيل عناكب سوداء
مثل اختلاط المسافات
أو مثل قزم يدخن اوجاعه ويسيح لايقاف شئ بعيد .
اذا جئت يحمل الريح
شاهدتني بين كفى وجها هو الحبر يقطر وقتا
ويصفر كالورق المتآكل ما بين كاسين
فيما تحث الهموم علينا
شياطين تكتبنا دائما خارج السطر
ما بين كفى شئ يدود ... او يقرض الشعر
او يقسم الشعرة المستحيلة نصفين
وجه اضعناه فى حركات المرور وعدنا
يعودنا النادل الزفت أن نشرب العمر كاسا ونغرق فيما مضى
ربما اصبح الحزن منفضة للسجائر ذات مساء
ولم يبق فى خاطر الليل الا الشوارع والقطط البائسه
اذا جئت يحمل الريح
شاهدت فى اخر الضوء نافذة عانقتها خيوط الضباب
وشاهدتني خلفها اه
أجمع أوراق عمري وأغصانه اليابسه
تائها مثلما اعتدت في رحلتى وقرارى
أجرح ذكرى النهار
وأركب اعتى البحار
وأغرق فى اليابسه
يصبح المشكل الآن فى ان تحط الذبابة أو لا تحط على الكأس
أرحل فى وجنتيك
افتش عن لحظة احتسيها على راحتيك
وكنت رأيتك خارجة من قطارات منتصف الليل
فى معطف الليل
أحببت أن أبدا الانتهاء على شفتيك
ومن شدة الحب أحببت أن اكره الحب
أحلم لو نتلاقى هنا دون أن نتلاقي
وخلف المدينة ذات المداخن والقبل العصبية
يجمعنا الافتراق
كأني الصدى وكانك مزبلة
جئت أنبش فيها وابحث عن خارج الدائره
اه لو تعرفين جمال المزابل فى كم من المقل الساهره
أحلم الآن لو نتلاقى هنا
ليس يجمعنا غير شيئين
انك انت .. وانى انا ... ارتديك ....
افصل منك شظايا امزقها ثم أعفس فيك
وارحل سيدتى .. الف سيدتى
لست ذئبا ولكنني أحمل الذئب في الذاكره
اه لو تعرفين انا
كم توزعت عبر الشوارع هذا الشتاء
اسكعها .. انثر الحزن فوق الرصيف وفي اعين الآخرين
انا عندما ينفخ الريح أسمع صمت ضلوع وافتح تغريبة العمر
ادخل عبر تجاويف عرجاء
تهبط ... تغطس في الحلم ...
ترجع مثل التواء الرصيف على قدمي التائهه
اه لو تعرفين انا
كم تعشبت بالجوع هذا الشتاء
وفى كل عين صلبت انتظارى
ومزقت قطعة شمس وعلقتها فى جدارى
لأبصر فيها ضلوع السنين وقلب السماء
ولى وردتان زرعتهما فى الثوانى
ورحت اخوض البحار بدون صوار ، وأقلع ضرس الهواء ..
لأرجع فى آخر الأمر وشوشة لا تغنى ولا تتحدث ..
أرجع لطخة حبر على آخر الصفحة الآخره .
يحدث الآن انك صاحبتى ق قطرة تتمسح بي بينما تذيل الأغنيات
ويرتعش الماء من شدة البرد فى غرفة خائخه
آه ....
آه ..
دوائرنا تحفظ الآن كل دروس الدوار
ضئيلان نحن صويحبتى وضئيلان نحن
صعدنا صعدنا الى قمة الانحدار
