الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "الفكر"

إلى القارئ

Share

ان تفاءلنا بالمستقبل المشرق البسام الذي ينتظر ثقافتنا القومية لا يبرره فقط ايماننا بانفسنا وثقتنا فيما سوف يستتبعه المجهود الجبار المبذول منذ الاستقلال وخاصة منذ الشروع في تنفيذ المخطط فى سبيل رفع المستوى الاقتصادى والاجتماع من ازدهار شؤون الفكر وتفتح الملكات الفنية الكامنه في هذا الشعب العريق في الحضارة ، بل يؤيده كذلك التحليل النزيه للعمل الذى ينجز يوميا .

واذا كانت المجهودات من اجل تحسين ظروف النخبة المثقفة وتيسير اسباب الانتاج أمامها من اكرام لفحول الشعراء وأعانة على نشر قيم الكتب وصل الجوائز الادبية - وخاصة جائزة على البلهوان - لم تأت الى حد اليوم بالنتائح المنتظرة - سواء من حيث الكم أو الكيف - ( ولعل للادباء والمثقفين قسطا من المسؤولية في هذا) فان العناية بتكوين الإجيال الصاعدة وما يبذل في سبيل تنمية الذوق الادبي والفني وكشف المواهب لدى مآت الالاف من فلذت اكبادنا ورجال غدنا من شأنه أن يغير معطيات الواقع الفكرى والثقافي في هذه البلاد بحيث يكثر المنتجون فى جميع ضروب المعرفة ويكثر كذلك المستهلكون وهو أمر لا يقل أهمية اذ لا يكفى أن يطبع ديوان شعر رائع اوان تمثل رواية ممتازة أو أن يبدع رسام فى لوحة زيتية بل ينبغى ايضا أن يتذوق هذا وذلك المطالع المثقف والناقد الحصيف.

الذي يطمئن على المستقبل فى هذا الصدد هو ما ادركه المسؤولون من أهمية النشاط الرياضى والفني المكمل لبرامج التعليم المتمم لثقافه الطلبة وانسانيتهم.

وهكذا نلاحظ بمزيد الارتياح ان تلامذتنا لم يعودوا يقضون أيامهم ولياليهم بين كتبهم وفي عقر بيوتهم فحسب بل توفرت لهم اسباب النشاط المنعش المجدد للطاقة المقوى للعزيمة المشوق بالتابع للدرس والاستزاده من الطلب ، مما سيساهم حتما في خلق جيل أبعد ما يكون عن التواكل والخذلان والخيال المريض ، بل جيل ينظر للحياة وجها لوجه!

ونلاحظ كذلك تاسيس النوادى المسرحية فى جل المعاهد واقامة معارض الرسم والنحت مما سيعين على صقل المواهب وتهذيب الاذواق ويمهد كذلك  وبالخصوص إلى نهضة مسرحية وفنية شاملة سواء بالنسبة للممثلين او المؤلفين او الجمهور العارف .

وهكذا يتواصل الجهد ويطرد ويشمل كافة شبابنا في طول البلاد وعرضها فتركز دعائم النهضة الثقافية الحق ، وان تعامي بعضهم - وخاصه محترفي التشاؤم - عن ادراك ما اكتفينا بالتعرض له فى نطاق هذه الافتتاحية فان المحلل للاوضاع المؤمن بعبقرية الوطن لا يسعه الا التفاؤل بالمستقبل.

وهذا التفاؤل لا يمنعنا طبعا من مزيد العناية واحكام الخطة واستنباط الوسائل الجديدة لتكون النهضة أسرع فى الزمن وأبعد فى المدى واعمق فى الروح . وواجب على المثقفين ان يساهموا فى هذا الجهاد !

الفكر

اشترك في نشرتنا البريدية