الزمن الصفر !....
أضحت فيه الأشياء مدورة كالصفر!...
كل الأشياء تماما كالصفر!.....
يسكنها العهر .!...
الزمن الصفر.....
حوصر فيه شبح الطهر ....
الزمن الصفر رجاله أشباه رجال
ومناه كأحلام الأطفال..
وعبيده تهدى القوم هراوات وعصيا ذات جلال!.... .
الزمن الصفر رجاله تحميهم من وهج الشمس سحائب افرنجيه !
ومظلات صيفية
لكن نحن وقوف من خلف كالأنذال
الويل لمن حسبونا الأنذال .
هذا السد يفيض اليوم ، يثور اليوم ، يدمدم ، لا يحبس ماء !
فى الأعماق . يغيض الماء
يا ويل القرية من غضب الربه
حل الجدب بتلك التربه .
لن تصبح بعد اللحظة خصبه .
هذا البحر تقوى مده
هاج . وماج .
لما ركب البحر الحجاج
لما أدرك حرب الرده .
هذا النعمان يلاقينا فى يوم البؤس ،
يامر بالنطع وبالسيف .
يغمرنا الكل الخوف .
نلمح هابيل يوارى قابيلا فى غيب الحتف
يا خوفى من هول الشده .
لم أعدد للأمر العده .
الزمن الصفر / فى عمقه تسكن أصوات الثأر .
من عمقه تصعد أصوات تهتف بالقهر
وتبشر بالنصر .
تهتف وتنادى :
ألف حذار / من حمق الأوغاد .
لا ترهب سيف الجلاد ؛
ألف حذار لمن يصفعك يمينا أو يصفعك شمالا
لا تلق له الخد الاخر
لا تهتف أبدا : أنت الأكبر .
الزمن الصفر ينادي ويهتف يا كتل الأحزان
كوني بركان النيران .
كونى الموت ، المحق ، السخط الثائر فى كل مكان .
كونى البرد ، الثلج ، السيل ، الريح الهائج والاعصار
الرعب ، الحزن ، الدمع ، الخوف ، الجرح الراعف من أنف التاتر .
كوني شوكا . أزهارا بريه
كوني كشموع الحزن الليلية
كوني النزعات الثوريه
ضد الأقوام الهمجيه .
هل تعرف يا زمنى الصفر معانى الثوريه ؟.
حين تفيض براكين الغضب الثورى سيولا أبديه .
حين يعود لينبض ذاك العشق الثورى فى كل ضمير أو درب
حين يموج سباخا ماحة النكهة والطعم .
حين يصير الحرف قضيه
حين يزف الحرف قصائد ترسل نارا ، لهبا صار شديد الحرق . .
وسماء تدوى بالصعق
يا ويل الهارب من هذا الصعق
يا ويل الراجف من هول الحرق .
يا ويل الخائف من غور العمق .
الأرض ترج ، ترج الأرض ، الأرض ترج ، ترج الأرض وتنذر بالمحق
فمتى يا زمنى المتجهم تدرك أبعاد الصدق ؟
ومتى أحضن نايى كى أنفخ وأغنى ألحان العشق ؟
