بعد أشهر من ملازمة الخطوط الامامية ، كان الرقيب سليمان وهو رجل عتيق بحمل السلاح ، يجتاز الشارع الرئيس فى بانياس ، فى وقت محمل بالظلام والنجوم تزحزح فى الجواء وراء استرة ، كانت قد راحت منذ العصر ، تنشحن وتتجمع ، حتى آن بها ليل طاعن ، ونفخت فيها عاصفة ، من بواكير أنفاسها ما مزقها ولم يبعثرها .
ودنا منتصف الليل ، أهوج النزوات ، والنور فوق هامات البيوت والاشجار ، متأرجح منشور ، كمنديل رصاصى شفاف ، يحكى عن مخلوق يحتضر بهدوء ، والمصابيح المشنوقة الاشعة ، على الاعمدة ، شموع تذوب بلا مجد ، فيبدو كل شئ تحتها ، بلا ابتسام .
وكان المحارب القديم ، ليصل الى قريته ، ملزما بدرب طويلة صاعدة بدأها من شارع أكلت الاوحال ، كما الآفة ، بعض جنباته ، ونزعت عنه أوصاف المدن المشمولة بالرعاية المثلى
عبثا راح يتعرف على موطئ قدميه ، والمسافة واسعة ، تدعوه الى أن ينشط ، فيسعى بلا هوادة ، لا يعجزه خبط أعشى أو مياه أمطار ، تنسكب فوق معطفه بلؤم .
أنت أسلاك الهاتف فوق رأسه ، وأعولت . والعاصفة تسوق الآن أوراقا ودخانا وطشيشا ، وتطلق ازيزا مدمدما عميقا .
فكر تناوبت على طرق باله ، تزيد فى عنفها ، سيوف حادة عراض النصول ، تمزق الآن وجه السماء بلهب ، فيبدو له على اثرها غطاء غيمى واطئ يهدد بالسقوط .
علا صوته فى الخندق المثقوب فى أرض الحدود: _ ماذا قلت يا حمدان ؟ .
طنت فراشة مصنوعة فى الغرب ، واستقرت فى الحواجز الخلفية ، وتلتها راشات لا عد لها ، ثم اتاه صوت حمدان من جديد : - لافتة كبيرة . . اكتب عليها . . . برسم الحب - ماذا ؟
- شاب برسم الحب ، واطوف بها فى القرية . الفراشات ، مسها خصب التناسل ، فتكاثرت وضاع الصوت فى فوضى الأزيز . وتوالى بعدها الكلام :
- وآتي الى بنات العم والخال والخالات . اسألهن من لها بعائد من القتال . شاب مفتول الساعدين . مزهو بشاربيه معذب بشبابه ؟ .
ألقى الرقيب سليمان بنفسه في الحفرة ، وقد تحول ضحكه الى غضب : - هل جننت . . وحسبت أنك في ساحة القرية ؟ ! .
كان الجندى الشاب ، يتمايل راقصا ، وقد نشر ذراعيه فوق رأسه ، كمن بلوح بمنديل واسع والفراشات من حوله تئز ، وتستقر فى الحواجز صاح : - لا . لا . هذه اللعينة الحفرة ، لن تكون زوجتى الوحيدة الصوت الرنان تلون بالحلم ، بالفرح ، بالحياة وتسربل بالحماس - سأعمل مثل غيرى . سأغازل . سأحب . سأعشق . . . ولو بالحرام
صاح الرقيب ، مستنكرا : - لن تقنعنى قال حمدان : - مرة أحببت ، ودنوت كثيرا . . . - ثم ٠٠٠
- ثم ماذا ؟ مثل الايتام على مائدة اللئام . وقفت الى جانب ، اتفرج بعينى الحجل بالمذعور .. احدهم اتى فاخذها . . هكذا اجل . . . تمد يدك الى ثمرة تين . . . و . . . ازت الفراشات . . تابع :
- . . . يتقصف الغصن ، لان أسبقهم أخذها . . ايعجبك هذا ؟ . الجندى المتمرس بتقلبات الزمان والناس ، المتأقلم بقساوة البعاد ، كان سمع ، وقد انساق الى رحلة عبر الشوق والحب والرغبة . احس بشئ يعذب فليه ، وبهاجم جدار احتماله وصبره احس أيضا بالغربة ، والتشرد النفسى ليعترف :
" حبي لابنائى وشوقي اليهم ؟ صحيح . عدل هذا . وذلك الابدى ، الحب الشوق الراغب ، الملتصق بالدم بالعصب ؟ النزوع الملح الى المرأة التى هى زوج . . وانثى قبل أن تكون ، أما ؟ .
يلتهب فكره . حتى من وراء المتاريس . . . يلتهب دمه . يلتمس الدفء والذراع الوسادة ، وانفاس المرأة . عادت الفراشات الغربية الصنع ، تحفر أعشاشها فى التراب ، وعاد حمدان يصيح :
- هل انت بخير ؟ اخافنى صمتك . هل كنت تفكر ؟ . - كنت في القرية . . . عند أم أيمن . قال الفتى الجندى ، مشرق الكلام : - وأنا ، هذه المرة . سأرجع موعودا . - هذه المرة ؟ ! بعد الاجازة المقبلة . ألم احدثك عن اللافتة ؟
أجاب الرقيب : - ليت فى بيتى ، بينهن ، من هي فى سن الزواج ! . - أكنت تخاطر بها ؟ تمتم الجندى الكهل : - ومن خير منك ؟ ! . لم يجد الشاب ، كلاما يقوله ، فاطق بأسى . وتناهى اليه صوت الرقيب : - حمدان . الى بقربتك ، فقد نضب منى الماء .
- حسنا لا تتحرك من مكانك . زحف الشاب برشاقة ، ووثب بخفة النمر .
وجاءهما أمر : لكما يومان . تعودان فى الثالث .
افترقا ، على طريق بانياس . فقد نزل حمدان من السيارة ، وصوته يرن فى اذنى الرقيب : - مر السائق أن يتوقف ، بعد غد صباحا . . . هنا على المفترق . سنعود معا . والريح النافخة تلك الليلة ، لفت الكلمات ، وهدير محرك السيارة علا . . . والعاصفة اشتدت فاخرست كل وقع وصوت .
اخترق الرقيب سليمان الميدان في بانياس . اشحار اليوكالبتوس تحبط بالجسر ، وتهتز ترجف كأنها فى ليلة القدر والريح تهد من رشاقتها وتطرقها عبثا .
شعر بالعطش ، وطاب له أن يشرب من منهل الساحة ، المتدفق من نبع بانياس ، بطل عليه ، وقد تدرأ تحت شرفة ممتدة الى الشارع . الامطار ، من فم السماء ، كريمة على فلك نوح . الظمأ يحترق فى جوفه ، يلهبه ، ثم يفيق . وحوار الى جانبه ، بين اثنين يدور
- من حظنا ، أن ما من احد يترقب وصولنا . - الا الفراش - لن تصحو الصباح - سنبيت فى فندق . - آه . يا للفنادق البغيضة . . والله ، الساعة وأنا فى بيتي ، كما لو فى
النعيم . الريح شرسة ، تهاجم . والشارع عش مهجور . وما من سيارة واقفة أو عابرة . والنوافذ جفون مطبقة . والفراش بعيد .
سألهما - تنتظران منذ وقت طويل ؟ - منذ ساعة . قال الجندى العتيق : - بعض السواقين ، يستغل الطقس فرصة . - بل اين هم السواقون ؟ أين سياراتهم . . ! !
- سائق الموتور ، هناك . . . طلب أربع ليرات ، ليحملنى الى القرية ، وكان يتقاضى منى ليرتين فقط . . . - هه . . ادفع خمسين ليرة لمن يوصلنا الى طرطوس . . . - خمسون . . ؟ ! قلت خمسون ليرة ؟ - فراشى اللحظة ، يساوى أكثر ، فلا تستعظم المبلغ .
الخندق على الحدود ، والخطوط الامامية . . والفراشات ذات الازيز . وتأتى للياالى الطويلة ، والمناخاة المتغايرة ، بلا قمر سيار ، بلا كوكب درى ، بلا زمرد فى السماء . والشوق يعظم على الخنادق ، ويطغى على الفراشات ، يصور فى دمه ، لوحات غريبة ، كأن لا صلة له بها ، ولا ألفة . وأم أيمن ، تتبدى من خلل الرؤيا الثابتة فى دفتر ذكرياته ، أكبر من الوسائد ومن الفراش ، ومن البيت . . . ويقتحمه السؤال الراغب :
" كم يساوى الفراش ؟ " . الجواب متأرجح . . . الفراش ؟ أم ايمن ؟ الشوق ؟ لا . العواطف لا تشترى بالنقود ، ثم .. مسألة خمسين أو أربعين ليرة . . . غير واردة . المقاتل الكهل الذى مضغ مرارة الحياة ، وعض غبار الحرب ، يؤمن بأمور كثيرة . . .
يرفض أمورا كثيرة . لكن مما يحيره ، فى هذه الحياة ، ان الانسان ، حتى اليوم ، لا يزال يصل الى سعادته البسيطة ، بابهظ الاثمان أما الفراش !
صاح حمدان ، بحرارة ، وقدماه ناشبتان فى أرض الخندق الرطبة : - سأعرض عليهن نفسي . . لتأخذني واحدة منكن ، بمعاشى كله . تتسلمه مباشرة من المحاسب . وسأكون لها وفيا ، وعاشقا ابديا ، ومغازلا لا يتعب . ساشعل لها النار مع الفجر ، وأغلى لها الشاى ، وسأقبلها فى اليوم ألف قبلة ، وازين شعرها بالفل والياسميين ، فمن لها بشاب . هكذا صفاته . . عائد من القتال ؟ أنا بالمزاد . . بل بالمناقصة . ليس من الضرورى أن تكون ست الملاح . . يكفيني ، انها عطوف دافئة القلب ، أليفة الروح .
قال الرقيب : - حمدان . أنت تتكلم من يأسك ، يا بني .
اندفع الى منهل النبع فى الساحة . وزخة مطر صفعت وجهه ، والعاصفة حيوان بلا قيد ، تهدد وتنذر . امتد من الماء الى كيانه برد والاشجار حراب محنية ، فوقها العويل والازيز .
الوقت يهرب . الحوار بين الاثنين المنتظرين ، دار فى وجهة اخرى . لم يعبأ وانساق الى التفكير فى حجم الخمسين ليرة . قد ضخم ، كبير كهذه لشجرة . وصلوت جمدان ، رن من جديد : - بعد غد ، صباحا ، أنا بانتظارك على المفترق .
ضاعت الكلمات . وخرس الازيز . وزميت العاصفة في القيود . ام ايمن وهو ، يهمسان يتبادلان العبارات الموجزة ، القول ، لا يعبر بأكثر من
العمل . . . ثمة الآن ، لغة لها جسد وملمس وحجم . . . تهدهد القلق ، تسكت الضجيج ، تطفئ لظى الظمأ . . . وتصرف الازمات .
الشرفة خرساء ، وغطاء بلا حراك ، لا تمل الانتظار . والجندى تحتها فى بانياس ، مع الاثنين المتحاورين . والحوار عن شىء . الشئ امرأة . . أو بيت . . . أو فراش
- بل مائة ادفع مائة ليرة . استنكر الرقيب : - لكن هذا كثير . نظرا اليه وضحكا . قال : - مائة ليرة . . حتى طرطوس . . . فقط ؟ ! .
- أجل ، مائة ليرة سورية . . . وخير من هذا الانتظار والازعاج . . . بدت له ، ليرتاه شاحبتين ، بلا رقم ، متخاذلتين لا تسعيان بمعروف . مع ذلك انصاع الى الاقرار بسوء تقديره للامور . صحيح . الانتظار صعب . مزعج . أنا دفعت ليرتين ونصف الليرة ، فلم يغره هذا " .
بعد غد . . يعود . فى كيس نقوده دراهم الاياب ، معدودة . معدودة بقانون ، ويترك أم ايمن للفراش ، تدفئه بجسدها وحده . وتبدأ رسائله ، الى أم ايمن . كلام على الورق . وأم ايمن تكتب اليه . كلام على الورق . مثل سف الملح . لاح ضوء يخترق الطشيش متعبا ، والمطر وغوغاء العاصفة ، يشدانه الى الوراء . . وانجر معه هدير محرك ، مخنوق الوقع . توقفت السيارة ، واندفع اليها المتحاوران - الى طرطوس
- اصعدا ٠٠ خرج الرقيب من تحت مظلته ، تقدم ومال بجذعه على السيارة ، وكأنه سيذهب معهما . وقال السائق : - أريد أجرة الذهاب والاياب . - بل خذ ما تشاء . - لا . لا . فقط عشرون ليرة
تلمس سليمان ، بالحس والتخمين ، كيس نقوده ، وبقربه كيس العائد من الجبهة ، كأى كيس لجندى عتيق كان ملوثا بالوحل والمطر . فيه أودع حاجاته الخاصة ، قمصان وجوارب وثياب داخلية . وفيه كيلو سكاكر رخيصة ، فيه ايضا ، عواطفه التى جمعها فى هدية الى أم ايمن ، اعتبارا بأنها تمثل الجميع فى البيت .
أمامه ، عاصفة تزار . وتتسرح فيها أضواء واشباح . وتطير ابخرة ورذاذ كثيف . واشحار الكينا ، حراس على الجسر بغير سلاح . والنهر يجعر . والبرد لثم . وهو المقاتل القديم . تحت الشرفة متمرسا ، يتقى الماء والهواء وينتظر . " حقا انها ليلة غير ذات بهجة " . مر صاحب الموتور ، تحت المطر ، وصاح الجندى . . . وضاع صوته .
كيس نقوده فى يد أم أيمن : - لم يبق سوى نقود العودة ، حفظتها لك ، رغم الحاح ايمن من أجل ليرة واحدة . السيارة تحمله فى درب عودته . الزمن البطئ لم يكن ليوم واحد بطيئا . طار . تبخر . والساعات صارت الى دقائق .
يندس في خندق الى جانب حمدان الذي يردد على سامعيه ، حديث اللافتة المرفوع عليها ، شعار الحب والزواج :
- غدت موعودا ، مبرور اليد . . الشتاء يؤذن بذهاب . واجازة الربيع آتية . واحضر عروسى الى دمشق - انتبه يا حمدان . كن حذرا يا حمدان . . عروسك تنتظر عودتك .
وفراشات صنع اميركا ، تئن . ويطلق جنود الارض فراشاتهم . والربيع اقترب ، لا يشوبه الصقيع الرجيع . وتلونت أرض الحدود بالخضرة ، وسجدت اكاتاقها ازهار النرجس والاقحوان والشقائق ، وطاب السهر ، بلا سمر ، وترصد العدو تحت ضوء القمر . وحمدان يعطيه ، إذا ما خلت من الماء قربته من ماء يحمله .
عاد سائق الموتور وانتصب الجندى الكهل فى ساحة بانياس تحت المطر ، يلوح بذراعيه : - خذنى الى القرية ، ولك الاربع الليرات واتاه الرد .
- ولا العشر . . . فراشى ينتظرني . " ايه . . ايه . . يا ترف . الجوع للفراش حقيقة هذا الشرق ، كأنها المستحيل " . حمل كيسه الرطب ، ورفعه الى كتفه ، وصعد فى الدرب المظلم : " - اعترف ، قد طال عليك غيابي ، يا ام ايمن " .
الامطار شرسة . الاعصار نافخ . . . والسماء غيوم تتوالد . والنور المشنوق على الاعواد ، غير غلاب . أشجار اليوكالبتوس ، مردة تهز الاقفاص ، والنهر الى جانبها فعل لا ارادى
تقضت اجازة المتمرس بقساوة الحياة والقتال . سيارة لاندروفر تحمله وتنوء بثقل عشرين راكبا . قال للسائق :
- قف قليلا على المفترق الثالث . حمدان سيسافر معى - أى قف . وأي حمدان ، والركاب جبن مكبوس . - أرجوك . سيذهب معى الى الحدود - حسنا ، حسنا ، سأدخله فى علبة السردين أخذ جسده يفقد غطاء الدفء . وأخذ بريق أم ايمن يشحب فى ذاكرته .
الخندق والفراشات المتطايرة ، بالانتظار . الشوق الى الازيز ، نزاع . الحواحز الورائية والامامية ، تتلقى ما ارسلته اليها امريكا حمدان يهتف به :
- عدت موعودا . آه . لو رأيت كيف تهافتن على . كل منهن ، أجمل وأحلى . طويت اللافتة . من تراني اختار ؟ انتابتني الحيرة . رحت اقيسهن ازنهن . اقدر احجامهن . استمع الى اصواتهن ، واتذوق رنين اسمائهن . رحت انتقى فى بستان الشفاه والعيون ، واقارن ما بين الخصور والصدور واطوف بين الاعواد المياسة والقدود الرشيقة . . أجل . . كانت هى ٠٠ تركتها لما مضى ، ولبس ثمة فى سهل صدرها قاطن . . صغيرة ، فكيف كبرت فجأة ؟ !
لم تكن اجملهن ، لكنها كانت شيئا آخر . . . يا لعينيها ماذا قالتا ؟ حسنا . قالتا : ان تحب ، لا ان تحرق . - احترس يا حمدان . هذه الفراشات الملعونات سم الخنادق يا بني . احترس ، الربيع اتى . . . وهى بالانتظار . - لا تخف على . أنا أقوى من كل هذه الفراشات الرشيقة ، ومن صناعها . الحلوة الصبية احبتني ، ساحضرها . . وددت ان تراها لكن ستراها ، فالربيع قد دنا . . . الربيع أتى . .
السيارة الرمادية القاتمة ، فى رحلة عودة الجندى والصباح ابن شمس اميرة . والجواء زرق . واسواب الحمام الابيض ، تتقاسم السماء السماء . وطيور الزرزور ، جبارة الاجنحة فى طيران أفقى ، فوق حقول نبتت فيها براعم القمح والشوفان .
على المفترق ، ثمة شاحنة ضخمة منقلبة خارج الطريق ، وقد دكت جدار لحقل ، فانغرز منها جانب فى التراب البليل : صاح صوت :
- خير ان شاء الله . - أى خير يا هذا ؟ تفادت صدم سيارة ، ففقدت السيطرة الذاتية ، فانقلبت ولكن بعد ان قتلت جنديا شابا كان سيصعد الى قريته . وصاح السائق بضجر : - أين رفيقك أيها الرقيب . ليصعد . . وصوت يحاور آخر قال : - لو لم تكن تلك الليلة ، معصرة من يدرى
الرقيب يفكر : " الفراشات تستقر فى الحواجز . الليل عسعس بجفاء . والخنادق رطبة المناخ . والاجسام فقط تشع بالحرارة . . " هتف :
" - احترسوا يا يا ابنائى . يا أمين . يا محمود . يا كامل . . . احترسوا . . المعركة بحاجة اليكم . الافضل قتل العدو . فالشجاعة الا يسيطر عليكم الذعر الا تتخلفوا . الا تفقدوا اعصابكم . الا تتوانوا عن اطلاق النار . الشجاعة حذر أيضا . نضب مائى ، فهل لاحدكم أن يعطيني من مائه ؟ " . صاح السائق : - أين رفيقك أيها الرقيب . . أليس هذا هو المفترق الثالث ؟ فأين هو اذن ؟ .

