الملح يمتص نسخ أرضي . . .
يحرق الفرح فى عيني . . .
يختم الراية بالحزن . . .
يا مدينتي يا صوتي يحتضر . . .
يا جسدا طفلا . تأكل شرايينه
مسامير الدخان الاغبر . . .
يمر الشتاء وتبقين دفءا . . .
وهذا الشتاء يمر ويحرقك البرد . . .
يشعلك ماء الحقد نارا ألمبية توهج . . .
عيناي بالدمع مغلقتان . . .
أين أخبئك ؟
كل الممرات مقفلة . . .
وجسدك عشقي تنهشه الغربان . . .
انطفأت قناديلك المتوهجة . . .
والوحشة المرة تصعد من قلبي
الكلمات . . .
نثار موج غاضب . . .
من أين تأتي الراحة . . .
وجراحك تتعمق فى نهري . . .
والمقصلة تجتث أعناق بلابل ترفع
رؤوسها الى أعلى بالغناء . . ؟
أأبكي . . ؟
يرعبني حقد العصر التتري الأرعن . . .
وهذا الطحلب يغفو على سطح
البحيرة . . .
أسمر وجهي في رملك . . .
ينوء رأسي . . .
يلفه دوار نباح الليل . . .
من أين جئت يا حبيبتي بمناجم هذا
الحزن . . .
وباغت عشاقك المتعبين . . ؟
أأستريح . . ؟ أ أستريح . . ؟
والحقد الهمجى يدثر أفخاذك المصلوبة
فى الريح . .؟
يعطر نهوده باحتضاري . . .
وشيخ القبيلة يتاجر بالعشق
المغشوش . . .
فى رحم صحرائك الحزينة . . .
فتتوالد أنهار نار الرغبات . . .
تعلك أعصاب أطفالك . . .
تخلع وجوههم خلعا . . .
تحصد عجلات السبي سنابل ليل
ضفائر حبيباتك . . .
آه . . . ضيعتني الذاكرة . . !
وعصافيرك تعلق نعاسها الازرق . . .
على أهداب الريح الصفراء . . .
تتقيأ لحمها . . . فى انتظار . . .
أن يشب الفارس العربي . . . ويفك
سلاسل الحزن . . .
فيدرك الضوء الظلمة . . . يبددها . . .
وتعودين يا مدينة الفرح الحلو . . .
شمسا ضاحكة . . . ترقص .
