نفذ الخنجر فى صدرى ، فلا تبحثى الآن عن أعذار تسترين بها عورات جبنك وعيوب انتقاصك واستصغارك للطرف المقابل ! .
فداء لك ولك وحدك أسرنى الليل وأمرنى أن أسجد أمام صوتك المشنوق الممشوق (( مقلوع الأظافر )) يغازلنى ويسدل على وجهى وشاحه الأسود الباكى بغير دموع ! ، يجرفنى من كهوفى ومقاصر انعزالى ليعلقنى بأسوار اللوعة والحنين ، ويظل يعزف على مسامعى مقامة الاشتهاء حتى الرقص رغم أنفي ! .
سكن الليل فيروزيا مسافرا كالانتهاء ، فى أدغال قلبى فى شعاب حبي ، فى المرارة متخطيا عصفورتى وغادة الاحزان الحاطة على مرافئ جنونى كالنبوءة . . وأنا أتصفح ورقات رسالتى الاولى والاخيرة اليك شعرت بالذنب ووخز الضمير ! بأنى المعدومة عواطفى مغتال الوجود تائه الاقصاء فى أحضان بلسمى الوحيد تساءلت لماذا أكتب لانثى لم اعرفها ولا تعرفنى ، لكننا التقينا بمحض الصدفة ؟ ! قصتى معها انتهت يوم أن بدأت ! مذ بعثت فى نفسى بوادر الشر والحقد على نفسى حتى كدت أصليها لأنى غفلت عنها مسافة هذا الزمن المتهور .
- قف . . ! قف ! ! . أمرتك أن تقف ، أيها العذاب المارد الوارد فى أوردتى : - قف وارفع يديك وإلا اطلقت الرصاص ! . لم يتوقف فضغطت على الزناد ! ثلاث رصاصات ؟ أطلقها فى وجه الحب الساخر حيث انهار كل شئ ! وقبل أن أصوب المسدس نحو أذنى لأخمد صراخك المصدع لمسامعى استحال فراغى الى فصل صقيع فى مواسم النفور يجمد حياتى ! . عزلنى . . أحالنى الى وحش عاجز هادىء فوق الهدوء ! وحدى منطو على نار باردة ! ! .
هذا غرامك مغريتى يتوحش حسب المراحل فى ذهنى لأذعن لك وأعتصم بحبل صمتى كلما تجاهلتنى ! لأضيفك كسرا آخر لتكسيراتى العديدة ! فيم يزورنى طيفك عابسا عانسا كل ليلة ، يحتل نصف ذاكرتى ويترجانى أن . . ابتسم ! . . . ولهفة تنسحب ابتسامتى ترتسم دمعة مجنونة ترقص على شفتى ، ووجعا عظيما ينام مقهورا حالما فى عينى ، وكل شئ يصدأ فى قلبى كشريان مقطوع يتهادى الموت فيه بلا انقطاع . . . كل ما بداخلى يئن :
- سمعا وطاعة يا ألمى . . .
كم خفت أن يأتى هذا اليوم الذى أجد فيه نفسى وحيدا شريدا بلا رفيق استغيث بين أطلال من كن بالامس حبيباتى على انقاض ذكراك ، وأدوس زهرة البلاستيك المزيفة التى خلتها بنفسجة مزروعة فى أوصالى ! ومكثت العمر كله أسقيها قطرات دمي وأطعمها فتات قلبى ساعات الجفاف والمجاعة ! ؟ وأقضى الليل ساهرا بقرب نبراتها الراحلة عبر الأثير فى كيانى . . . أشتم عبيرها الطاغى على كل العطورات المتنافسة حولى ! ؟ والمتاريس منتصبة تجاهى ! أخر داعيا ناعيا لآخر حصة لك مع نبضاتى . .
اليوم تنطفئ ، شعلة الحب المتقدة فى كبدى . . . . اليوم أدعك زاهية مسرورة وأودع روحى دون رجعة !
- فشكرا ملهيتى ، اليوم عرفت هويتى ! ؟ اليوم انتصرت انت وأخطأت أنا ، لتكسبى وحدك الرهان ، كنت أعاند متشبثا بموقفي مصرا على أنك لى ! ما استطعت أبدا كتمان سري ! صرت مخمورا بك بلا عقل ولا وعي ولا ارادة ، وكان الجميع يقول :
- سكرة وتزول ، نزوة عابرة ستخدش مرآة عمره النقية وتمضى . لكننى كذبتهم ولطمت الارض ولطخت بالأوحال وجهى كجندى باسل مهزوم سلبوه وطنه وأداة دفاعه . . . أمسى حبك كالمفرقعات يتفجر فى محيطى يوما بعد يوم لاعجازى ، أصبحت مريضا بك أكثر ، تستعبدنى أهوائى لأصهل داخل قفص الارهاصات وحدي :
- جميلة أنت . . . يا هاجسى الاوحد . . . سأنحر هذا الحب السرطانى المتفشى فى دمائى يلوث دائرة انتمائى ويعطل دورة زحفى فى فراغات الحقيقة الى المجهول المحلق حولى متربصا بى ! . . . سأتركك فى حالة غرور ونشوة تعدين برنامج الانتصار ، لأظل فى حالة نكسة وخيبة وحيرة وفرار فى احتضار الاصرار . . . وفى الانتظار أناديك من جوارحى :
- لا تبتسمى فى وجهى بعد اليوم حتى لا تستيقظ مشاعرى وتسقط أهدابى وانتزاع وجلى فاتراجع وأخذل من جديد . . وتستهوينى الكلمات فأصدح على لسان جميل :
ولمــــــا بــــــدا لى أن قــــــلــــــبــــــك ملنــي وعلمت أن هناك ما لا أعلم
أقسمت أن لا أورد اسمك فى فمي لكننى قد كنت باسمك أقسم . . .
كانت الساعة ناهبة رهيبة بلا مأوى حين أطفأت النور وقطعت مسار الحلم والحب يلعب برأسى كالخمرة شاطرا صوتك المنساب عبر المدياع مع أنفاسى وفى حواسى . . .
ضرب القضاء ضربته القاضية وتفرعت طعناته فى أجزائى لأستسلم لطعنات نفسى ، وصفعات القدر متتالية تكاد تذهب بوجهى . . .
عسعس الظلام فى صدرى وتعجرف مختالا عاصفا بحلمى والساعه ما تزال ناهبة رهيبة بلا مأوى . . . ولا إجابة . كنت بوهيميا تارة أعد وأتوعد وأتلوى فى فراشى كفراش على صفيح من لهب ، وأخرى أعربد وأعاند القضاء ضاربا برأسى عرض الحائط ضربا عشوائيا :
- أحبك . . أحبك ولكن . . سأضفك جرحا جديدا مجنحا تفتح فى جراحاتى القديمة مقصبة الجوانح !
فسامحينى غريدتى ، سامحينى وأعدك أن لا أهاجر بعد اليوم كالسنونو خلف فراشة ترفضنى . .
سامحينى وسأحاول أن لا أتذكر أنى كنت ذات يوم عاشقا ملعونا من . . عشاق الليل ! . . . سامحينى لعلنى أنسى غلبى . وغبني. وجبني . والخنجر الساكن فى جنبي . . سامحينى فان حبك مستحيل ! ؟ ولكنه يجدد حياتي . ! !
