الغريزة ميل فطرى متوارث يكسب الجسم صفة خاصة فى احوال خاصة وبعبارة أدق يمكن أن توصف الغريزة بانها ميل فطرى للجهاز العصبي يضع الجسيم في حالة عضوية خاصة وينتج حركة جسمية خاصة ، بطريق رد الفعل للمنبه المناسب لملك الحركة ، فاذا فوجئنا بدهدهة عالية مباغتة ، أو بصرخة نفاذة مفاحئة ، فان احسامنا تصبح في الحال جامدة لا تتحرك من الذعرو ومحن نحس أن اجسامنا نفعل هذا ونسميه "الخوف " ولكن سلوك الجسم نفسه يسمى " الغريزة " غريزة " الجمود عن الحركة "
وهناك عديد من الغرائز البدائية في الرجل ، بعضها بسيط نوعا كفريزة الجمود عن الحركة ( الخوف ) وغريزة الهرب ( الهلع ) وغربزة الهجوم والقتال (الغضب ) وغريزة الاكل وبعضها اكثر تعقيدا -كغريزة حب الاستطلاع (الفضول ) ، وغريزة التود والتحبب ( الهيام ) ، وغريزة الشفقة والحماية ( الحنان ) وغربزة المحاكاة ( الشعور بغرابة الاطوار ) ، وغريزة حب الظهور (الشعور بتجاهل الغير ) ، وغريزة حب الصحبة ( الشعور بالوحدة ) ، وهكذا
وكل هذه الفرائز الاولية كانت ضرورية ومفيدة للرجل البدائى فاذا سمع هزيم بعض الحيوانات المتوحشة فى الغابة ، او سمع صرخة مرعية من مخلوق آخر ، أو سمع صيحة الخطر ، فان احسن ما يعمله هو ان يظل ساكنا جامدا ولكن اذا فوجئ بهجوم مباغت من جسم معين فان الامتناع عن الحركة لا يجديه فتيلا ، وخير ما يعمله هو أن يلوذ بالفرار ، وعلى ذلك فان رد الفعل الغريزى لهجوم جرم كبير كان ولا يزال ، هو ان يولى الخائف هربا فالاحساس الذي ألم به يدعى "الهلع " أو الخوف المؤدى إلى الهرب ، ولكن الغريزة نفسها هي الميل إلى الهرب ، وهكذا بالنسبة لكل الغرائز الاخرى : كل منها ضرورى ومفيد للرجل البدائى لتمكنه من الحياة فى العصور الفطرية .
ومع ذلك فان الغريزة نفسها عمياء ، اي انها آلية غير ارادية ، انها ليست مقصودة ، حقا ان لها عرضا محدودا ، ولكنه ليس فى ذهن الفرد الذي وقع له الحادث واذا أخذنا مثلا آخر ، غريزة التودد والتحبب نجد أن الغرض منها هو حفظ النوع ولكن من المؤكد ان هذا الغرض لم بدر بخلد المتحابين فى الفريزة بالنسبة للفردليست وسيلة لغابة بل انها مقصودة لذ انها انها غاية بعينها
ان السلوك الغريزى الأصلى لا يحتاج إلى العلم به ، انه فطرى ليس اراديا بل الى وغير مقصودانه مستقل عن التفكير والذكاء ، والتجربة والتدريب ، ولا يوجد نوع آخر من السلوك يمكن أن يوصف بأنه غريزى أصيل .
مترجمه عن كتاب" علم النفس لكل رجل "
