محمد مزالي : إذا لم تبق لكم ملاحظات اخرى اعتبر ان هذه اللائحة على ايجازها مقبولة من طرف كلا الاخوان وهي وثيقة رسمية تصدر عن الملتقي . وعملا باقتراح الاخ الهادى الغزى نفوض لهيئة الاتحاد ارسال برقية الى السيد رئيس الجمهورية لتمني له فيها الشفاء ومواصلة العمل على تشجيع الادب التونسى والثقافة القومية .
وأود فى ختام هذا الملتقى أن أعبر عن ارتياح الكبير اولا لمستوى التدخلات ، واحقق لكم انى شخصيا مسرور جدا بما استمعت اليه لان الملاحظات كانت متكاملة واتصفت بالطرافة والعمق والحماس وثانيا لانه لاول مرة - على ما اعلم - يجتمع الادباء مع اخوانهم المسؤولين عن تدريس الادب التونسي سواء فى الجامعة التونسية او فى معاهد التعليم الثانوى وكذلك مع المسؤولين فى وزارة التربية القومية ووزارة الشؤون الثقافية والاذاعة والتلفزة وكل الجهات التى لها تأثير فى الحياة الثقافية بصفة عامة وعدد من الخلاقين والمنتجين فى المسرح والسينما والاذاعة والتلفزة ومما يعتز به اتحاد الكتاب انه جمع بين من يخلق الادب وبين من يدرسه وجمع كذلك بين الادباء ذوى الاتجاهات الادبية المتعددة ، وهذا شئ جديد ومفيد وسيواصل اتحاد الكتاب ان شاء الله العمل فى سبيله .
ولاحظت كذلك بكل ارتياح وجود الصحافة التونسية وقد رأيت في الجلسة الصباحية عددا من الصحفيين يتدخلون تدخلا ايجابيا فى المناقشة ، وهذا أمر تباركه لان الصحافة لها مسؤولية فى النهضة الادبية فهي التى تنشر النقد وتتيح الحوار وهي التى تعرف الجماهير بأعمالنا . والشئ الذي استنتجه شخصيا من كل ذلك هو ان سنة الحوار في المستوى الثقافي والتربوى سنة
حميدة ويجب دعمها بتجاوز الحساسيات ، وتكسير الجدران الموروثه او التى اقمناها بصورة مصطنعة ، حتى نبقى عائلة واحدة ، لكل عضو من اعضائها وظيفة ، وله لون خاص به وشخصية متميزة - لا شك فى ذلك - ولكن يجمع بين افراد العائلة هدف واحد هو دعم الثقافة القومية والفكر التونسي.
والذى يمكن ان اضيفه هو ان اتحاد الكتاب التونسيين ، رغم تواضع امكانياته ، ورغم ان اعضاء هيئته من الهواة اى من غير المتفرغين ، يستطيع أن يخدم الادب العربي في هذه الديار ويساهم فى خدمة الثقافة القومية .
وانهى هذه الكلمة بالتعبير عن تفاؤلي بمستقبل الثقافة والادب ، لان هذا المستقبل مربوط الى حد بعيد بعزيمة الادباء انفسهم ومرتبط بانسجام مختلف العناصر البشرية بعضهم مع بعض ومرتبط بالروح الانشائية التى تحدو كل المنتسبين اليه ، وهو ما لاحظته اليوم ، ولهذا اعبر عن تفاؤلى واعتبر انه رغم مازال يفصلنا عن الغاية المنشودة من مسافات شاسعة فان التفاؤل شرعى وأول الغيث قطر ثم ينهمر ، ولا بد اذن من السير الى الامام اذ قد انتهى عهد اليأس والقنوط ، وزمان الفردية المقيتة ، والانانية العقيمة ، ودخلنا عهد العمل الجماعي وحصل التجاوب بين الادباء والاساتذة والمسؤولين فى التربية والتعليم لاحكام الخطة الكفيلة بالنهوض بالادب .
وأرجو أن يكون هذا التفاؤل صادقا ، وان يكون له فى المستقبل ما يدعمه ويبرره وهذا ما عزمنا عليه في اتحاد الكتاب ، يحدونا اخلاصنا لوطننا ووفاؤنا لأنبل القيم الانسانية وأبقاها ، وشكرا .
