- 1 - ها هى شمسك تطلع بين الجبال فتمنح صدرك ثوبا من الريش أحمر وتلقى على وجهك الطفل لون الزهور وقد كان أغبر فتندفعين اليه وتبكين بين يديه تريدين أن يستجيب اليك ولكن " قاسيون " (1) شيخ حزين تصلب وجهه ، جفت شرايين جسمه ، ماتت على صدره الغض كل ظلال النخيل فكيف اذن يستجيب ! ؟ وانت التى نمت ست سنين على شفة الموت يصلب كل الذين أحبوك يوما وقاسيون كان يحبك دوما وقاسيون كان من العاشقين فهل تذكرين ! ؟
- 2 - أزحت الستار عن النافذه ( رأيتك تمضين . . أنت التى نمت ست سنين طويله )
عيونك صارت جميلة وصدرك أدفأ من صدر أمي القتيلة رأيتك تمضين . . . كانت جدائلك السمر تمتد نحوى وكنت أود المضى اليك ولكن كل الدروب طويله وما بين ماء الخليج وموج المحيط هناك سدود كثيرة فكيف الوصول اليك وكل الرياح عسيره ؟
رأيتك تمضين . . حاولت تمزيق كل القيود التى كبلتنى طويلا - فشلت تركتك تمضين . . حين تلفت خفت عليك من الرحلة القادمه - بكيت تذكرت كيف تصير الوعود دخانا يلف القمر وكيف يمر الغزاة اليك ( جموع غفيرة ) يبيحون جسمك تأكل منه الوحوش تحط على وجنتيك طيور كثيره - ونحن هنا صامتون تطير الصواريخ ، تقصف كل الديار وكل الخيام تطير ، وتقصف حتى النخيل - ونحن هنا صامتون تذكرت كيف يظل الخليفة
يمصمص نهد فتاة جريحه يصلى ويركع خلف غلام جميل - ونحن هنا صامتون تقولين : " انى أريد التغير ، انى أريد المطر . . . ! " - ونحن هنا صامتون تقولين : " انى قدت البكاره . . . ! " - ونحن هنا صامتون ننادى من الهول : " يا اختنا . . . قليلا من الصبر يا أختنا فانا هنا ننتظر قدوم الخيول التى ، قيل ، تأتى كثيره
من الشام تأتى ، وأرض الجزيره فتدفع عنا الخطر . . . "
وحين تذكرت كل الذى كان ، أحسست أني هنا أنتهي على صخرة نائية اسرح عينى عبر مياه المحيط ، فألمح وجهك أصرخ أصرخ [ اني أخاف عليك من الرحلة القادمه ]
- 3 - تركتك تمضين . . . . حين اقتربت ذهلت أمام المفاجأة الرائعه شرايين جسمك صارت شوارع تحمحم فيها الخيول وتمضى الى الرحلة الرابعه وقاسيون صار قويا وقاسيون صار نبيا يقاتل وقاسيون وحد كل شيوخ القبائل وها أنت تمضين ، خلفك تورق كل البساتين ، تطلع كل شموس بلاد وها نحن نمضى الى النصر - انى أبارك خطوك هل تذكرين الذي كان قبل سنين ! ؟ - نعم ! كان أهلى بعيدين عني وكان أخي
بمصر يغنى : " قوى قوى عدوى ألا يا إلهي أعني . . ! " - فماذا هناك - لقد صار أهلى قريبين منى . . . - وأين الخليفة ! ؟ - لقد مات ٠٠ مات - فمن يحكم الارض . . من يأكل القمح - كل الجياع . . . "
- 4 - تركتك تمضين . . لاسمك رائحة الارض حين نعود الى الارض بعد غياب طويل وها أنت تمضين . . . حاولت تكسير كل القيود التى كبلتنى سنينا
- نجحث وحاولت طرد الغزاة - نجحت ٠٠ وقيل فشملت وها أننى أصير نبيا وألمح يا أمتى هناك وراء حدود الكآبة
رعدا يجيء يفجر أرحام كل الوهاد فيشرب جسمك ، يشرب بطلع جيلا برئ ويطلع وردا يسمونه الحب والعدل والكبرياء فيلتف حولك كل الجياع يصيرون ربا قويا يقبل وجه السماء يحطم كل السدود وكل الحدود ويهتف ، يهتف يا أمتى النائمة ويرفع جسمك ، يرفع جسمك يهتف لا بد لا بد لا بد لا بد من جولة خامسة
طالب بكلية الآداب - تونس

