الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "المنهل"

بيان هام . عن شؤوننا الاقتصادية

Share

جاءنا من مكتب الاذاعة والصحافة والنشر بالرياض ما يلى :

أفضى الينا متحدث فى ديوان جلالة الملك المعظم بالحديث التالى :

ان الاحداث التى اجتاحت الشرق الادنى فى الاشهر الماضية خلفت وراءها نقصا فى العملة الصبعة واضطرابا معقدا فى الأسواق التجارية والاوساط المالية مما كان له أثر مباشر فى الضيق الذى يعانيه تجار هذه البلاد بسبب قلة هذه العملة الصعبة . . وبالرغم من أن مثل هذه الحالة كانت أمرا منتظرا لا سيما وأن السياسة العليا أبطلت الاسهام بمساعدة اخواننا فى البلاد العربية بقسم وافر من النقد النادر بالإضافة  الى توقف تدفق الزيت السعودى على الاسواق ابان الاعتداء على الشقيقة مصر ، الا أن هذا النقص استمر أكثر مما كان منتظرا وذلك ما أشغل حيزا كبيرا من اهتمام حضرة صاحب الجلالة مولانا الملك المعظم فاعتزم حفظه الله وجعل التوفيق حليفه أن يضع بنفسه حدا لهذه الحالة لا سيما وانه تحقق أن هذا النقص قد أثر فى ارتفاع أسعار الحاجيات الضرورية ولأجل وضع الامور فى نصابها وتحقيقا لغايته السامية فى توفير الخير لشعبه فقد أمر جلالته أن يعقد فى الاسبوع الآتى مؤتمر مالى اقتصادى يضم

عددا من مستوردى السلع الخارجية وتجارها ورجال وزارتى المالية والتجارة وخبرائهم وكذلك رجال المصارف والبنوك المالية ويشرفه بذاته الكريمة ويستمع بنفسه الى شكاوى المستوردين ونظريات رجال المالية والمصارف واقتراحات أهل الخبرة لتخطيط خطة ثابتة ناجحة تضع حدا لهذه الحالة وتثبت ميزان التجارة على ما يطلبه من النقد النادر ويحقق رخاء العيش لشعبه ولا ريب فى ان أهل الخبرة والرأى فى الامور المالية متفقون على أن وضع هذه البلاد المالى فى الظروف العادية وعلى الأخص من جهة وفرة النقد النادر ليس سليما فحسب بل هو أثبت أساسا وآمن مستقبلا من أى بلد آخر،وان جلالته لمقتنع بان هذه الحالة الطارنه يجب أن تزول وان البلاد ولله الحمد فى بحبوحة من العيش والازدهار الاقتصادى بصورة عامة مما يبشر بمستقبل آمن عزيز تكتنفه أسباب الثبات واطراد النمو والتوسع كما تدل على ذلك حركة العمران والانشاء التى تعم جميع أنحاء البلاد وانه ان كان هناك قلق يساور جلالته فى هذا الشأن من شعوره لتخلف هذه البلاد عن تكتيل رؤوس الاموال التى يملكونها صغيرة كانت أم كبيرة وعن طريق انشاء الشركات الاهلية لتقوم بالمشاريع الاقتصادية والصناعية

والزراعية الكبيرة كما فعل اخواننا وجيراننا فى الشرق وهم أقل منا ثراء وأضيق مكنة . لقد خطت سوريا من الطرف الواحد والباكستان من الطرف الآخر خطوات واسعة فى الاقتصاد القومى والتصنيع وسارت جميع البلدان العربية والاسلامية التى تقع فيما بينهما فى هذا السبيل بخطوات مجيدة متفاوتة ولكننا تخلفنا عنهم فى هذا المضمار رغم أننا نملك رؤوس أموال أكبر ولدينا امكانيات أوسع ورغم أن ضرائب حكومتنا أقل ومساعدة جلالته لنا فى هذا المجال أوسع وكل ذلك يحدو بنا الى النهوض بسرعة فى هذا المضمار الذى فيه دعامة استقلالنا الاقتصادى وان حضرة صاحب الجلالة مليكنا المفدى سيعمل ان يسفر هذا المؤتمر العتيد ليس فقط عن وضع أساس ثابت للنقد النادر وازالة أسباب قلق الاسواق التجارية بل ان جلالته ليرجو أن يسمو أصحاب

الاعمال فى هذه المناسبة الى ما تصبو اليه نفس جلالة مليكنا الساهر على مصالحنا المعتنى برفاهيتنا لخيرنا وخير ذرارينا وبعد الاقتراحات للمشاريع الانتاجية والصناعات التى تكفى البلاد حاجتها وتغنيها عن مجهودات الآخرين بذلك يظهرون أنهم وراء جلالته فى تلك الهمة التى نهض فيها ببلادهم العزيزة وانهم عند حسن ظنه بهم فى دعوته الى ما يجلب الخير والبركات على وطنهم العزيز وامتهم الناهضة كما نهيب بأصحاب رؤوس الاموال أن يحتفظوا بأموالهم لانفاقها فى المشاريع وعدم اخراجها للاستثمار فى الخارج وان جلالته سيبذل كل المستطاع فيما يساعدهم على ذلك ويقوم بكل عون للعاملين على دعم مرافق البلاد ورفاهيتها وسعادة شعبها .

اشترك في نشرتنا البريدية