الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "الفكر"

تعريف بابن ابي الضياف وتاريخة

Share

حياته

هو ابو العباس احمد ابن الحاج بالضياف ابن عمر ابن احمد بن نصر ابن محمد ابن الولى احمد الباهى العونى من قبيلة اولاد عون.

ولد بمدينة تونس سنة 1219 ه  "1804 م " فى ولاية الباى حمودة باشا ، وكان ابوه كاتبا خاصا للوزير يوسف صاحب الطابع فحرص على ان يكون ابنه تكوينا يؤهله المثل تلك الوظيفة.

درس ابن ابي الضياف على المشايخ احمد بن الخوجه واسماعيل التميمى ، ومحمد البحرى بن عبد الستار ، ومحمد بيرم الثالث ، وابراهيم الرياحى ومحمد بن الخوجة ، واحمد الابي ، ومحمد بن ملوكة ، ومحمد المناعى ، وعبد الرحمان الكامل . وأشار الى كثيرين غيرهم بقوله " شيخنا " ، ولا نعلم أدرس عليهم أيضا أم قال ذلك على سبيل التأدب والاحترام.

وبعد اتمام تعلمه اولاه الباى حسين خطة العدالة سنة 1237 ، ثم خطة الكتابة بديوان الانشاء واختصه بكتابة سره سنة 1242 ، وارسلة الى استانبول " في غرض سفارة " للدولة العثمانية سنة 1246 . ولما تولى احمد باى قربه ورفع منزلته ، وارسله الى استانبول في سفارة ايضا سنة 1958 ، واستصحبه في سفرته الى باريس سنة 1262 . وفى ولاية محمد باى كلف بتحرير نص الدستور المسمى بعهد الامان سنة 1274 . وفي ولاية الصادق باى سمى وزيرا للقلم والاستشارة ، وبقى فى تلك الوظيفة الى ان استقال سنة 1288.

توفى ابن ابي الضياف يوم الثلاثاء السابع عشر من شعبان سنة 1291 ه ( 1874 م )، ودفن حذو والده بجامع يوسف صاحب الطابع بتونس

تاريخه

عنوان تاريخ ابن ابى الضياف هو " اتحاف اهل الزمان بأخبار مملوك تونس وعهد الامان " ، فى اربع مجلدات . وهو مرتب على مقدمة وثمانية ابواب وخاتمة.

وتشتمل المقدمة على عقدين ، العقد الاول فى الملك واصنافه فى الوجود ، والعقد الثاني في الالمام بأمراء افريقية من الصحابة والتابعين ومن تبعهم. والابواب الثمانية لملوك بعدها لم تدون اخبارهم

الباب الاول فى دولة حمودة باشا ابن على ابن حسين بن على تركى (1814-1782م) الباب الثاني فى دولة عثمان باى  (1814 م) الباب الثالث فى دولة محمود باى (1824-1814 م) الباب الرابع فى دولة حسين باي ( 1835-1824 م) الباب الخامس فى دولة مصطفى باى (1837-1835م) الباب السادس فى دولة احمد باى (1837-1837 م) الباب السابع فى دولة محمد باي  (1859-1855 م) الباب الثامن فى دولة الصادق باى  (1882-1859 م)

والخاتمة فى تراجم بعض الاعيان المتأخرين من العلماء والوزراء والكتاب وغيرهم

طبع العقد الاول من المقدمة فى تونس 1319 ه ، وبقية الكتاب لاتزال فى صورة مخطوطات توجد منها عدة نسخ فى المكتبات الخاصة والعمومية بتونس لاعنوان الكتاب ، ولا ترتيب ابوابه ، ولا العناوين المكتوبة بالاحمر فى بعض النسخ ، ولا الفهارس التى وضعها بعض النساخ ، ولا " الفوائد " التى نبه اليها القراء في حواشى بعض النسخ ، ولأكل هذه مجتمعة يمكن ان تعطينا فكرة صادقة عن محتويات هذا الكتاب

في الكتاب معلومات عن النظام السياسى فى تونس فى القرن التاسع عشر والعلاقات السياسية بين تونس والجزائر وطرابلس وتركيا وفرنسا وايطاليا وانكلتيرا ، وفيه نصوص معاهدات ووثائق مختلفة حررها المؤلف بنفسه وفيه معلومات عن النظام الادارى والنظام القضائى والنظام المالى والنظام الجبائى والجيش والبحرية والشرطة والصناعة والتجارة ، وطبقات الشعب من البدو والحضر والمماليك والعبيد والجوارى والعملة الاجانب واهل الذمة ، ورجال الدين وعلاقاتهم بالامراء والوزراء ، وموقفهم من الوهابين والشيعة والصوفية والاولياء ، واسلوب الحياة فى قصور البايات والوزراء وبيوت الطبقات المختلفة ، والتعريف بعدد من مشاهير العلماء والادباء وقواد الثورات وزعماء الاصلاح .

طريقته فى التأليف

ينقل المؤلف خيرا عن احد الوزراء فيقول : " وكنت حاضرا مع الوزير ويشر الى وثبقة فيقول : " واعطاني المسودة وهى عندى بخطه " ويروى حكاية فيقول : " وكان شيخنا رحمه الله يذكر هذه الحكاية وسمعتها منه " ويحقق مسألة تتعلق بمال الدولة فيقول : " وتفصيلها فى زمام بخط ابي وبخطى لا يزال موجودا ، ويستشهد بأقوال ابن خلدون فى مواضع كثيرة معترفا ناههمية آرائه ، ولكنه لا يتردد في اعلان مخالفته لابن خلدون فى نظرية من اخص نظرياته وهي نظرية اعمار الدول . . ويقتبس من " التاريخ الباشي " لحمودة بن عبد العزيز فى عدة مواضع ، ولكنه ينبه الى ان ذلك الكتاب هو " اشبه بالمديح " . ويكتب ترجمة ابيه الشيخ بالضياف فيقول عنه انه " لم يكن في العلم ذا بضاعة سوى انه حسن الخط " ، وانه " طلب التكسب وآثره على العلم " . ويتحدث عن الامير عقبة بن نافع فلا يتحرج من القول بأن المنافسة بينه وبين ابي المهاجر دينار كانت السبب فى خراب مدينة القيروان وان ذلك كان " من مبادى ضعف الاسلام "

هذه الدقة فى البحث والتحقيق ، والصرامة العلمية التى لا تتردد ولا تتحرج ، وقول ما يعتقد انه الحق ولو على ابيه ، هذا بعض ما يكسب تاريخ ابن ابي الضياف قيمته الخاصة .

لغته

يقول المؤلف فى مقدمة كتابه انه قد " التزم بقدر الطاقة توضيح العبارة وتقريبها للافهام بحسب اصطلاح التخاطب والاسماء والالقاب الجارية في عرف البلد " . وهذا ما فعله في كل اجزاء الكتاب . استعمل الالفاظ العربية بمعناها العامي التونسي مثل " التأويل " بمعنى اتخاذ التدابير و " التنزيل" بمعنى التجنيد ، وكتب الكلمات الاجنبية كما يتلفظ بها فى عرف البلد " دونانمة " التركية بمعنى اسطول يكتبها " دونالمة " ، و " أمزوار " البربرية بمعنى رئيس بوليس الآداب يكتبها " المزوار " و BRIG الانكليزية يكتبها " بريك " كما يتلفظ بها الايطاليون او الفرنسيون الذين اخذت عنهم . وحتى " افريقيا " يكتبها احيانا " الابركة " او " الافركة " كما يتلفظ بها من يقلد تلفظ الايطاليين او الاسبانيين

اسلوبه

يقول المؤلف فى المقدمة ايضا ، انه كتب تاريخه فى سن الشيخوخة ، " والشبيبة ولت ، والقريحة كلت ، والقوى القت مافيها وتخلت " . لا يظهر اثر ذلك في نصوص الرسائل والوثائق الرسمية ، لالتزامه السجع فى اكثرها ، والسجع يساعد على ضبط التراكيب وتقصير الجمل . ويظهر اثره واضحا في بقية الكتاب حيث يكثر الاستطراد والاقتضاب واضطراب التراكيب النحوية واختلاط الضمائر وتتابع الجمل المعترضة

مصادر ترجمته

1شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف ص 394 القاهرة 1349 ه . 2 عنوان الاريب لمحمد النيفر ج 2 ص 130 - تونس1351 ه . 3 تاريخ الادب العربى لبروكلمان ، ملحق ذيل 2 ص 888 ، لا يدن 1942 4 المنتخب المدرسى لحسن حسنى عبدالوهاب ص 142 ، القاهرة 1944 5 ايضاح المكنون للبغدادى ، ج 1 ص 16 ، استانبول 1945 6 هدية العارفين للبغدادى ج1ص 190 ، استانبول1951 7 خلاصة تاريخ تونس لحسن حسنى عبدالوهاب ص 170 ، تونس 1373 ه 8معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ، ج ا ص 255 دمشق 1957 9 الاعلام لخير الدين الزركلى ج ا ص 135 ، الطبعة الثانية 1959-1954 10 اسباب انتصاب الحماية الفرنسية بالبلاد التونسية - لجان غانياج - ص 86 - باريس 1959

اشترك في نشرتنا البريدية