1 - خضرا ترتب وجهها
خلف الطفولة ، والمرايا ، والسفر
وتغادر الاوقات للمنفى ، فيزدهر القدر
تركت هناك جلودها
مدنا من الاوجاع ٠٠ .
ما زالت تبدل حجم شارعها ، كرابيج الخفر
تركت هناك حبيبها
قلبا على حلم الحجر
تركت هناك دموعها
زيتا لبسطار الهزيمة والعساكر والسياسات الاخر
تركت على الطرقات نزف جراحها
بمخيم الاطفال ، يمتشق القمر
2 - خضرا على سفر ،
وقلب معها - عليها - آه . . .
فى الطرق القتيلة
ما كنت احلى من صبايا الحي يا خضرا ،
وانت الآن ، خضرا المستحيلة
3 - عيناك داليتان من حزن ومن فرح . . .
كبعدك واللقاء
فى حملك الممنوع أكتب كل اشعارى
وأرتشف الماء
فاذا ضحكت . . ستضحك الدنيا معك
واذا مشيت ستسبقك
واذا بكيت الان ، وحدك ، تنفقين الدمع في سوق البكاء
4 - خضرا ، هناك وحيدة خلف الحدود
رهنت ضفائرها ، على شرف البريد
نشرت على سطح الجرائد ، صورة شمسية
ما كان يعرفها أحد
فترجل الوطن البعيد
رسمت هنالك غيمة وطنية ،
ما كان يحميها أحد
فتهاطل الحزن الوطيد
5 - واذا التقينا صدفة ،
فى شارع الغرباء نرتجل الوطن
ونحمل الاشواق للطير المسافر فى كشوفات الزمن
ما الفرق بين الحبر والدم فى المحن
بجلال هذا الحزن في عينيك ، مامعنى الوطن ؟
6 - ارتاح فى المقهى،
وأذكر كل شىء ، ما عدا النسيان
آخر عاشق للذاكرة
لو كان لى بحر كباقى الناس :
كي أستبدل المقهى ،
وأشرب ملء شوق الرمل فى الصحراء للأمطار . .
ملء ضراوة القبل القديمة ، والدوالي الذابلة
يا جرحنا ، فى الكف ٠٠ . .
يا قدر الفلسطيني يكمن فى هويته التى
جعلت نهايته البداية فى النقاط الشاسعة
يرتاح فى المقهى
ويهرب منك في فنجان قهوته
ويذكر كل شئ حين ينسى الذاكرة
7 - وبرغم هذا الحزن
أذكر انها أحلى
وأن عيونها . . . وحلاوة الاملاح فى يدها لمرحلة الجراح القادمة
صارت مناديل الاحبة ، آه أكثر زرقة . .
من دمعة البحر القتيل
صارت مصابيح الأحبة ، آه اكثر لوعة
من بسمة الحزن الجميل
وحبيبتى أحلى
وأحلف آه بالشهداء
ان حبيبتى أحلى
وان عيونها
وحلاوة الاملاح فى يدها لمرحلة الجراح الساخنة
8 - بيني وبينك ، عالمى المكتظ بالأوجاع
قدامى يسير الليل والمجهول
من خلفى الخطيئة ، والظنون
عانقتها يوما ، فأنفقنا جميع ملامح اللقيا ،
وعنوان الحنين
لا حزنها بعدى ،
ولا أفراحها قبلى
ولا سبب البكاء
امضى مع الفقراء فى المدن الكبيرة ، لانتخاب الجوع ،
كالجرح الذى انتخب الدماء
9 - يا أيها الحزن الموظف في مواسمنا
إنا نحبك ، ليس بعد الحب حب
يا أيها الحزن المهرب فى ملامحنا
إنا نخاف عليك عاقبة التعب
إنا نحبك ، لا تغادرنا لكيلا نتهم
بتداول الفرح المحرم ، والعذابات التى قد تبتسم
10 - وهنا افترقنا ، حين صرت شهية . . .
كالحزن فى زغرودة الأعراس
كالسكين فى شجر الصنوبر ، كابتسامتها الشقيه
شباكك المفتوح للريح العصبة واقفا
وبيوتك الملقاة فى الطرقات ،
تبحث عن نوافذها
لتلقى بابها
والباب يأخذ شكل تابوت
ويرجع للمفاتيح التى ،
صارت رصاصة بندقية
جثث الى شرفاتنا انحدرت ،
وراحت ترتدى أعناقها ،
وكأن حربك تنتهى . . .
لتصير أكثر قابلية
11 - وطنى أنا ، يا ناس
أكبر من خرائطكم
وأكبر من مدائنكم
وأكبر من محطات الاذاعة واللغات
وطنى أنا
بحر تمطى فى عيون الامهات
هربت جميع شوارع الدنيا اليك
وقلت قد تأتين ،
فى ليل الى الشرفات يا قمر المحبة
سميت أفراحى من القاموس
كانت أجمل الاسماء : غربة
خضرا تطرز غيمة الاحلام ،
صارت أجمل الاسماء . . خضرا
خضرا ترتب حلمها ،
سميتها وطنا ،
وكانت أجمل الأسماء ثورة

