الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "الفكر"

خضرا, توزع أحلامها في الشوارع

Share

1 - خضرا ترتب وجهها

خلف الطفولة ، والمرايا ، والسفر

وتغادر الاوقات للمنفى ، فيزدهر القدر

تركت هناك جلودها

مدنا من الاوجاع ٠٠ .

ما زالت تبدل حجم شارعها ، كرابيج الخفر

تركت هناك حبيبها

قلبا على حلم الحجر

تركت هناك دموعها

زيتا لبسطار الهزيمة والعساكر والسياسات الاخر

تركت على الطرقات نزف جراحها

بمخيم الاطفال ، يمتشق القمر

2 - خضرا على سفر ،

وقلب معها - عليها - آه . . .

فى الطرق القتيلة

ما كنت احلى من صبايا الحي يا خضرا ،

وانت الآن ، خضرا المستحيلة

3 - عيناك داليتان من حزن ومن فرح . . .

كبعدك واللقاء

فى حملك الممنوع أكتب كل اشعارى

وأرتشف الماء

فاذا ضحكت . . ستضحك الدنيا معك

واذا مشيت ستسبقك

واذا بكيت الان ، وحدك ، تنفقين الدمع في سوق البكاء

4 - خضرا ، هناك وحيدة خلف الحدود

رهنت ضفائرها ، على شرف البريد

نشرت على سطح الجرائد ، صورة شمسية

ما كان يعرفها أحد

فترجل الوطن البعيد

رسمت هنالك غيمة وطنية ،

ما كان يحميها أحد

فتهاطل الحزن الوطيد

5 - واذا التقينا صدفة ،

فى شارع الغرباء نرتجل الوطن

ونحمل الاشواق للطير المسافر فى كشوفات الزمن

ما الفرق بين الحبر والدم فى المحن

بجلال هذا الحزن في عينيك ، مامعنى الوطن ؟

6 - ارتاح فى المقهى،

وأذكر كل شىء ، ما عدا النسيان

آخر عاشق للذاكرة

لو كان لى بحر كباقى الناس :

كي أستبدل المقهى ،

وأشرب ملء شوق الرمل فى الصحراء للأمطار . .

ملء ضراوة القبل القديمة ، والدوالي الذابلة

يا جرحنا ، فى الكف ٠٠ . .

يا قدر الفلسطيني يكمن فى هويته التى

جعلت نهايته البداية فى النقاط الشاسعة

يرتاح فى المقهى

ويهرب منك في فنجان قهوته

ويذكر كل شئ حين ينسى الذاكرة

7 - وبرغم هذا الحزن

أذكر انها أحلى

وأن عيونها . . . وحلاوة الاملاح فى يدها لمرحلة الجراح القادمة

صارت مناديل الاحبة ، آه أكثر زرقة . .

من دمعة البحر القتيل

صارت مصابيح الأحبة ، آه اكثر لوعة

من بسمة الحزن الجميل

وحبيبتى أحلى

وأحلف آه بالشهداء

ان حبيبتى أحلى

وان عيونها

وحلاوة الاملاح فى يدها لمرحلة الجراح الساخنة

8 - بيني وبينك ، عالمى المكتظ بالأوجاع

قدامى يسير الليل والمجهول

من خلفى الخطيئة ، والظنون

عانقتها يوما ، فأنفقنا جميع ملامح اللقيا ،

وعنوان الحنين

لا حزنها بعدى ،

ولا أفراحها قبلى

ولا سبب البكاء

امضى مع الفقراء فى المدن الكبيرة ، لانتخاب الجوع ،

كالجرح الذى انتخب الدماء

9 - يا أيها الحزن الموظف في مواسمنا

إنا نحبك ، ليس بعد الحب حب

يا أيها الحزن المهرب فى ملامحنا

إنا نخاف عليك عاقبة التعب

إنا نحبك ، لا تغادرنا لكيلا نتهم

بتداول الفرح المحرم ، والعذابات التى قد تبتسم

10 - وهنا افترقنا ، حين صرت شهية . . .

كالحزن فى زغرودة الأعراس

كالسكين فى شجر الصنوبر ، كابتسامتها الشقيه

شباكك المفتوح للريح العصبة واقفا

وبيوتك الملقاة فى الطرقات ،

تبحث عن نوافذها

لتلقى بابها

والباب يأخذ شكل تابوت

ويرجع للمفاتيح التى ،

صارت رصاصة بندقية

جثث الى شرفاتنا انحدرت ،

وراحت ترتدى أعناقها ،

وكأن حربك تنتهى . . .

لتصير أكثر قابلية

11 - وطنى أنا ، يا ناس

أكبر من خرائطكم

وأكبر من مدائنكم

وأكبر من محطات الاذاعة واللغات

وطنى أنا

بحر تمطى فى عيون الامهات

هربت جميع شوارع الدنيا اليك

وقلت قد تأتين ،

فى ليل الى الشرفات يا قمر المحبة

سميت أفراحى من القاموس

كانت أجمل الاسماء : غربة

خضرا تطرز غيمة الاحلام ،

صارت أجمل الاسماء . . خضرا

خضرا ترتب حلمها ،

سميتها وطنا ،

وكانت أجمل الأسماء ثورة

اشترك في نشرتنا البريدية