بهرتني المدينة بالنور ..
أنهت أوامرها لفؤادي ..
بأن يترجل في فيئها ..
فتحت لي النوافذ
غارقة في الشذا
فدخلت وكفى على خافقي ..
جنة هذه ؟ والشوارع
مقفرة .. والرياح المريجة بالحزن
نعوي هنا وهناك ..
دخلت المدينة .. فاتحني غيمها
بالسؤال : لمن تتبرج صفصافة القفر ..
الربح مسكونة بالهواجس ؟
هذي المدينة فاتنة تترصدني
عند مفترق الطرقات الطويلة ..
تترعني وجعا وتراودني عن سباتي
وأعرف أنى فى عمقها زورق
تتقاذفه الريح والنوء والأزمات ..
ولي موعد في غد مع كل تفاصيل
قصتنا الأزلية .. يا وجه ملهمتي الغجرية
يا ريح ! هل تهبين لقلبي صحو ليرحل
في حلم دافق ويصلي على شرفة الإنهيار
فإني أمتلئ الآن بالبوح حتى حدود القرار ..
* * *
- 2 -
عندما فتاتحتني عيونك بالإنهيار على شاطئيك ..
تلفت كي أتملى الثنية .. كانت ربوع بلادي
سابحة في قرارك .. كنت أنا ثمرا طازجا في يديك ..
فهل تعدين فتاك المسافر في الغيم بالإنتشار
على هضباته .. فانسكبي مرة يا نوافير والتحمى بالمفاصل
كي ترتوى نزواتى .. فمن زمن لم يكحل حنائك جفني ..
ومن زمن لم أر النور خارج دائرة الإرتماء الجنوني
في مدن الدهشة الشبقية .. سيجت خارطة الحسن
فى كل زاوية من شبابك بالسحر .. أغلقت في وجه من
عشقوك النوافذ حتى تكون لعمري المحطة والمرفأ
المتجدد .. هندست فيك الثنابا التي ابتلعت عمري
ساعة .. ساعة .. ورنوت إلى ما بنيناه .. كانت بناء اتنا
من هباء التصور .. ماذا ؟ أنا واقف ههنا والمواكب
تجري .. فهل تتوقف قافلة المتعب وهل تتبرج لي
شرفة في فيافي المدينة .. ؟
* * *
عندما فاتحتني عيونك باللحظة المشتهاة تهاويت
فوق هضابك كي يتوازن نصفي المكبل بالشجن البربري
وألقيت للريح مركبتي .. فتقاسمت أنت وكل الدروب
التي أرهقتني الحصيلة .. دمرتني وتناءيت عني ..
ومازلت في وطني نورسا هائما ..
عندما فاتحتني عيونك بالبوح .. فكرت أن أتوغل
فيك .. وأبني على شرفات المدينة مخدعنا .. وتراجعت
مدحورة أمنياتي ..
ومسكونة بالأسى دائما ..
- 3 -
كنت لي نعمة ترتمي في القرار ..
كنت لي أفقا ..
ونجوما ..
وزنبقة ومحار ..
كنت لي زمنا
بالمفاتن يحلم ..
يغفو على ربوة الإخضرار ..
آه ..يا وطني ..
إنني متعب ..
متعب .. والمواسم تعدو .. !!
