أريد أن أركز بحثى فى هذا المقال على مشكل الحرية الانسانية وعلى ما حف به من خصومات ومناقشات حادة بين أشهر المدارس الكلامية وبعض فلاسفة الاسلام يرجع جلها الى خطورة الموضوع وشدة علاقته بالمنزلة الانسانية وكرامتها فضلا عن قلة وضوحه فى النصوص الشرعية التى تؤكد حينا الحرية الانسانية وحينا تنفيذها جاعلة الانسان أداة تنفيذ لقضاء الله وحكمه . ومن البين أن المسألة الأخلاقية وما يترتب عنها من ثواب وعقاب منوطة بمشكل الحرية أو على الأصح باقرارها كبعد من ابعاد انسانيتنا - ولعلنى لم أخطئ ولم اشط إن قلت إن الحرية اصبحت مشكلا معتاصا أمام الفكر الانسانى إثر ورود الشرائع التى اعتبرت الانسان (( طبيعة )) أى (( إنية )) براها الله وزج بها فى الوجود حيث كل ما يعتريها ويعرض لها (( محصى فى كتاب مبين )) . ألم تكن الحرية لتقر للانسان بصفة (( انطولوجية )) وبدون إشكال لو ظل (( المحرك الأول )) غائبا عن الوجود والموجودات مثلما كان عند أرسطو ؟ أفلا تكون الحرية ماهية وجود الانسان لو قضى على مفهوم (( الطبيعة الانسانية )) وما يتضمنه من وجود موجود متعال ((transcedant خالق الماهيات مثلما قضى عليه (( نيتشه )) والوجوديون الملحدون ؟ ولكن ما لنا وهذه التساؤلات ما دامت هذه المسألية ((proplématique لم توجد ولن توجد فى إطار دينى وما دمنا نرمى الى فحص المشكلة كما تناولها مفكرون اسلاميون اتخذوا الدين الاسلامى قاعدة واساسا لتفكيرهم الفلسفى وعمدوا الى الفلسفة الاغريقية لتفهم مواضيعها وبسطها وتنميتها بالروحانية والعقلانية اللتين زودهم بهما الدين الاسلامى وتعاليم بيئتهم وثقافتهم الاشراقية (1) .
لقد انطلق اذا التفكير الفلسفى الاسلامى (2) بصفة عامة من النظر فى النصوص الشرعية ومن محاولات الاسلاميين انفسهم فمن تلك المناقضات
(antinomies) التى تعترى العقل إثر درسه لقضايا شرعية معقدةكمشكلة الحرية الانسانية التى نحن بصددها - قلنا انه لو تصفحنا الشريعة لوجدنا بها آيات تقر بالحرية للانسان فى خلق افعاله وبناء وجوده محمله إياه بذلك مسؤولية مطلقة ، بينما هناك آيات تنفى هذا المعنى وتجعل من الانسان منفدا لقضاء الله ومشيئته - ومن الغريب انك تجد فى بعض الآيات هذين المعنيين جنبا لجنب مثل قوله تعالى :(( ما أصابك من حسنة فمن الله ، وما أصابك من سيئة فمن نفسك )) ولذا فمن البين أن يعم الالتباس (ambiguité ) العقول ويضطرب الاسلاميون فى هذه النازلة وينقسمون الى فرق شتى - وقد لا نخطىء ان قلنا ان أول من جابه المذهب القدرى (3) الذى يجرد الانسان من حرية الاختيار ، والخلق هم مسلمو سوريا ( 4 ) الذين كانوا يعيشون فى تفاهم ووئاء وثيقين مع النصارى - زد على ذلك أن المسألة التى كانت قائمة إذذاك والتى تصدى علماء النصرانية إلى حلها هى مسألة الحرية والجبر فحملت مناقشاتهم المسلمين على الاهتمام بهذا الموضوع والتفرغ له . فعالجه المسلمون فى دمشق التى كانت مركزا للثقافة الاسلامية أيام الأمويين ومنها تسرب الى الأصقاع الاسلامية الأخرى حيث تبلور واتخذت له حلول عديدة سنحاول عرض اهمها بحسب الجهد والاستطاعة معتمدين فى ذلك كله على صحيح الينابيع ودقيق المأثور .
- الجهمية -
ان أول فرقة كلامية نفت الحرية الانسانية هى الجبرية والجبر كما يقول رو الفتح عبد الكريم الشهرستانى هو (( نفى الفعل حقيقة عن العبد وإضافتة الرب تعالى (( (5) وقد اشتهر جهم بن صفوان بانتسابه الى الجبرية الخالصة وقوله بقضاء الله المطلق المحدث لأفعال العباد الخالق لمشيئتهم المسير لأعمالهم فالانسان حسب زعمه (( ليس يقدر على شئ ولا يوصف بالاستطاعه وإنما هو مجبور فى افعاله لا قدرة له ولا إرادة ولا إختيار وإنما يخلق الله تعالى الأفعال فيه عل حسب ما يخلق فى سائر الجمادات كما يقال اثمرت الشجرة وجرى الماء وتحرك الحجر وطلعت الشمس وغربت ... الى غير ذلك )) (6) . لا شك ان هذا القول فى غاية السقوط إذ ليس يضاد التكليف الأخلاقى ويجعل مستحيلا فحسب بل ينال من عدالة الله خاصة (7) غير اننا لو تثبتنا الامر وأنعمنا النظر والتفكير فيه لما سمحنا لأنفسنا بأن نلقى على عاتق الانسانية مسؤولية أفعال ما شاءتها وما اختارتها وإنما شاءها واختارها لها الله وكلفها القيام بها . وبناء على ذلك هل سيكون الله والحال تلك عادلا إن أثاب أو عاقب إنسانا قد قدر له اعماله وجبره على فعلها ؟ وهل يكون للقيم الاخلاقية معنى فى هذا الوجود ؟ الليست تكون متساوية فيما بينها ومساوية
لكل الشرور ما دام الجزاء على الأعمال مرتبطا بمشيئة الله وحكمه وليس نتيجة حتمية لاختيار الانسان متأتية عن (( قانون اللعب )) ) la régle du jeu ) المعروف لدى كل لاعب قبل شروعه فى اللعب - واذا تبين لنا هذا الخلل المشاع فى هذا النظرية فمن اليسير أن نفهم رد الفعل الذى قامت به المعتزلة مجابهة الجهمية مطيحة بأقوال الجبرية وبمقتضاه أقرت بالحرية الانسانية المطلقة مكلفة الانسان خلق افعاله محملة إياه مسؤوليته وما ينتج عنها من خير وشر وما تستلزم من ثواب أو عقاب .
- المعتزلة -
ومما لا شك فيه ان هذا الموقف الذى أختاره لنفسه واصل بن عطاء ومن اقتفى اثره من اعلام الاعتزال ليس فيه ما يدهشنا إن كنا نعلم أن التسمية التى أرادها المعتزلة أن تكون علامتهم وأصل نظريتهم تتلخص فى كلمتين موجزتين هما (( العدل والتوحيد )) أى الاقرار بعدالة الله والاعتراف بوحدانيته - ولا يخفى علينا ما لهاتين الكلمتين من معان ضمنية ومن مفهوم واسع قد مكن المعتزلة من استخراج وعرض نظريتهم الفلسفية وكذلك اللاهوتية . إن قولهم بعدالة الله وجعلها أساسا ونقطة إنطلاق لتفكيرهم هو نفى صريح للجور عن الله وعزم على تنزيهه منه ومراد به أولا وبالذات ان الله خلق الانسان حرا وكلفه أخلاقيا - فاذا تدبر الانسان فى أمره وبنى وجوده وفقا للمقتضيات العقلانية العملية وأتى الحسنى فالله يجازيه على ما قدم من حسنى واما إذا اختار الضلال فالله مجازيه لا محالة على ما آختاره لنفسه وبذلك تتجلى العدالة الالاهية فى اسمى معانيها ويكون الانسان حرا فى تصرفاته وجميع اعماله .
وقد ذهب المعتزلة فى كلامهم عن العدالة الالالهية مذهبا بعيدا حتى انهم قالوا بان العدالة هى عين الذات الالالهية وبان الله ليس فى مقدوره ولا فى استطاعته أن يكون غير عادل فعدله أمر ضرورى لا مناص له منه واستشهدوا بكثير من الآيات ليدعموا موقفهم كقوله تعالى : (( ما ربك بظلام للعبيد )) وقال الشهرستانى متحدثا عن المعتزلة ما يلى : (( واتفقوا ( أى المعتزلة ) على ان العبد قادر خالق لأفعاله خيرها وشرها مستحق على ما يفعله ثوابا وعقابا فى الدار الآخرة والرب تعالى منزه أن يضاف اليه شر وظلم وفعل هو كفر ومعصية )) (8) .
إن نظرية المعتزلة بشأن الحرية الانسانية نظرية منطقية الى حد بعيد كما رأينا فنحن نعدها مكتسبا إنسانيا من حيث (( الكائنية )) ( l'ontologle ( (9) غير انها متطرفة مشطة فهى لا تعبأ بالظروف ولا تحسب لها حسابها . فاذا كان من السهل الكلام عن الحرية وطرقها طرقا نظريا محضا فليس الامر كذلك اذا
ما صادمنا الواقع بعراقيله ومشاكله لأننا إذذاك نرجع الى انفسنا ونفهم حقيقتنا و حقيقة حريتنا فتجدنا محدودين وتجد حريتنا التى أطنبت المعتزله القول فيها هراء أكثر منها حقيقة . وما دليل المعتزلة على قولهم بهذه الحرية الانسانية المطلقة ؟ أعزمهم على اثبات الكرامة الانسانية وتدعيمها على مصادرة اساسية ( postulat fondamontal ) (10) أعنى التسليم بالحرية ليتسنى للانسان القيام بالأمر الأخلاقى ( l'imperatif moral) ؟ أم التجربة الانسانية نفسها هى التى بعثت بهم الى الاقرار بالحرية المطلقة والاطاحة بالجبرية الخالصه ؟ فان كان الوازع الأخلاقى هو الذى حملهم على ذلك فذلك معقول ومنطقى كما قلنا ولكن ليس يلزمهم أن يقولوا بحرية مطلقة ويغضوا الطرف عن الواقع و (( قوة الأشياء )) المجبرة التى تحد كثيرا من حريتنا . وأما اذا كانت التجربة الوجودية نفسها هى التى أدت بهم الى معتقدهم فلقد اسقطوا جانبا هاما من تلك التجربة الانسانية وغفلوا عن تلك الصعوبات وتلك الحوادث المفجعه التى نواجهها دوما اثناء مسرتنا فى طريق الوجود والتى كثيرا ما تعوقنا عن انجار نزوعاتنا الوجودية ( projets existentiels ) ولعل ذلك الغلو الذى اصطبغت به كلتا النظريتين أعنى نظرية الجهمية فى نفيها للحرية الانسانية على الاطلاق و نظرية المعتزلة التى أقرت الحرية المطلقة هو الذى بعث بأبى الحسن الأشعرى لمعالجة المسألة ولمحاولة حلها حلا وسطا بادخاله عنصرا جديدا يعرف بالكسب والذى هو حسب صاحبه كفيل برفع النزاع بين الخصوم المتناحرين ازاء قضية الجبر والاختيار ولكن كيف تتمثل هذه النظرية التى ارتضاها أهل السنة لأنفسهم وهل نجحوا حقا في بادرة التوفيق التى راموا سنها ؟
- الأشعرية -
لا يخفى على أحد أن نظرية (( الكسب )) التى قال بها الأشعرى تتسم بغموض شديد حتى انه قيل : (( أخفى من الكسب عند الأشعرى )) وجملة القول ان الأشعرى لما رأى المعتزلة تقول بقدرة الانسان على خلق افعاله وبجعل الحرية الانسانية جزء من الكيان الانسانى خاف من ان ينال من التعالى الالاهى ( la transcendance divine) ومن إنفراد الرب بالخلق والقدرة وخشى من أن يشارك الانسان الالاه فى صفاته الذاتية بحيث يكون الخالق والمخلوق فى رتبه واحدة فقال بان الخلق مقتصر على الله فحسب وبأننا نشاء بمشيئة الله (( فاخبر أنا لا نشاء شيئا الا وقد شاء الله أن نشاءه )) (11) (( وانه لا يكون فى الارض شىء من خير وشر الا ما شاء الله وان الأشياء تكون بمشيئة الله عز وجل وأن أحدا لا يستطيع أن يفعل شيئا قبل أن يفعله الله ولا نستغنى عن الله ولا نقدر على الخروج من علم الله عز وجل وانه لا خالق إلا الله وان اعمال العباد مخلوقه لله مقدورة كما قال (خلقكم وما تعلمون) وان العباد لا يقدرون أن يخلفوا شيئا
وهم يخلقون كما قال : ( هل من خالق غير الله ) . . . (12) فاذا كان الله بخلق كل شئ البشر وما يعملون ويخلق الفسق والهداية والخير والشر فما دور الانسان اذا فى هذا الوجود ؟ يعتقد الأشعرى أن الله وإن جعل الانسان تحت سلطته وإرادته فلقد جعل له قدرة على الكسب دون الاحداث يكفيك بأن لله أثبت للانسان إرادة يستطيع ان يختار بها ما قد خلقه الله له من اعمال فاذا ما اقترنت إرادتنا المخلوقة لله بارادة الله الخالقة وقمنا بعمل ما صار ذلك العمل كسبا لنا ولذلك يعتبر الفعل الارادى عملا بشريا يترتب عليه الكسب ، ويمكننا القول بصفة اوضح ان العناية الالالهية هى التى ترتب الأمور واعمال البشر بحيث يتسنى للانسان كلما اراد القيام بعمل ما أن يجد ما يساعده على انجازه فاذا انجزه اكتسبه وحق له أن يجازى عليه خيرا أم شرا . ويقول أبو الحسن الأشعرى فى هذا المضمار : (( فان قال قائل اذا كان كسب الانسان خلقا فما انكرت أن يكون له خالقا قيل لم أقل ان كسبى خلق لى فيلزمنى أن أكون له خالقا وانما قلت خلق لغيرى فكيف يلزمنى اذا كان خلقا لغيرى أن أكون له خالقا ولو كان كسبى اذا كان خلقا لله تعالى كنت له خالقا لكانت حركة المتحرك باضطرار اذا كانت خلقا لله تعالى كان بها متحركا ، فلما لم يجز ذلك لأنه خلقها حركة لغيره لم يلزمنا ما قالوه لأن كسبنا خلق لغيرنا )) (13) . وجملة القول ان هذه النظرية التى ارادها الأشعرى حلا وسطا بين نظرية الجهمية ونظرية المعتزلة والتى ضنها كفيلة بحل المشكلة بدون حيف فى حق الله وحق الانسان لا تسلم بالحرية الانسانية رغم قولها بالارادة الانسانية إذ ما دام الله هو الخالق الأوحد لأعمال البشر وما دام هو الذى يرتبها وينسقها ويهبنا من لدنه القدرة على الفعل فى اللحظة التى نريدها فيها لتقترن به قدرتنا المخلوقة ولنكتسبه فنحن لا محالة مجبورون على الفعل مضطرون إليه - ثم لو فرضنا مثلا أن الله هو الذي خلق فى نفسى ارادة القراءة والقدرة عليها فى الوقت الذى اردته بارادته ورتب الامور المرادة فى نفس ذلك الوقت وقرن ارادتى وقدرتى المخلوقتين له بارادته وقدرته وقمت بالقراءة فى الوقت الذى خلقه لى فكيف والحال تلك يمكننى أن اعتقد أن كسبى حر ؟ اللهم إلا إذا شوشت المفاهيم المعهودة وأردت بالحرية الجبر وبارادتى ارادة الله وبقدرتى وعزمى قدرته وعزمه . حقا لقد حاول الأشعرى أن يأتى بحل لهذه المسألة وأن يجعل الانسان بين بين بين الحرية المطلقة وبين الجبر المحض فلا هو مختار مطلق ولا هو مجبر ملزم وجعل له إرادة ولكنها إرادة مكبلة بقيود شتى إرادة السجين فى سجنه ! ولكن لو فرضنا ان الأشعرى لم يرد ولم يقصد ذلك وإنما أراد ان الله خلق الطبيعة الانسانية وكل ما تتضمنه من افعال وصفات وترك الانسان وشأنه يفعل ما يشاء ضمن طبيعته المخلوقة له التى حددها الله تحديدا أزليا فهل ذلك منج لنظرية الأشعرى ومقر للحرية الانسانية ؟ ما نظن
ذلك . يكفينا ان نضع مفهوم الطبيعة الانسانية حتى تتلاشى الحرية وتغادر الوجود كما بين ذلك الوجوديون وأطنبوا فيه القول : ( ان تقدمت الماهية على الوجود فالانسان مجبور ضرورة ) . فلا سبيل إذا من تزويد نظرية الاشعرى وشدها بأعمدة قد تضربها وتشوهها اكثر مما تدعمها وذلك ما ذهب اليه وا أسفاه ! جل الأشاعرة فى تأويلهم قول استاذهم . فهل أفلح كل من لسان الدين بن الخطيب وأبو المعالى الجوينى والباقلانى وأبو حامد الغزالى فى محاولاتهم لشرح كسب الأشعرى ؛ كلا ! وحسبك قول الغزالى دليلا على تهافت النظرية وميوعتها . يقول أبو حامد : (( الله تعالى خلق القدرة والمقدورة جميعا وخلق الاختيار والمختار جميعا . . . فأما القدرة فوصف للعبد وخلق للرب وأما الحركة فخلق للرب ووصف للعبد وكسب له )) (14) وكذلك : (( ان فعل العبد وان كان كسبا له لا يخرج عن كونه مرادا لله سبحانه فلا يجرى فى الملك والملكوت طرفة عين ولا لفتة خاطر ولا فلتة ناظر إلا بقضاء الله وقدرته وبارادته ومشيئته ومنه الشر والخير والنفع والضر والاسلام والكفر والعرف والنكر ... )) (14) وأنا لنتفق تمام الاتفاق مع الدكتور زكى مبارك فيما قاله متحدثا عن نظرية الكسب : (( وأنا لا أفهم ما هو هذا الكسب الذي يقره اهل السنه ويتابعهم الغزالى فى اقراره ، فهم لا يقولون بأن العبد مضطر وإلا كانوا جبريه والجبرية فى رأيهم خاطئون . ولا يقولون بأنه مختار وإلا كانوا معتزلة وهم قد سلقوا المعتزلة بألسنة حداد . فلم بق إلا ان العبد لا هو حر ولا هو مختار وإنما مكتسب : وهذا الكسب ايضا مراد لله . إذن فما الذى بقى للعبد المسكين ؟ )) (15) .
( يتبع ) القسم الثانى 2 - الحرية الانسانية عند فلاسفة الاسلام ( الفارابى - ابن سينا - ابن رشد )
