الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "الفكر"

دمعة على السافي

Share

عرفت الفقيد فى بيت الصديق العزيز ومقام الاخ الاكبر الدكتور إبراهيم الغربى ، وتوطدت علاقتى به فى المصحة حيث أجرى على عملية صعبة أبى أن يأخذ أجره عليها . وكان يزورنى - مدة إقامتى بالمصحة - كل يوم ، فنتبادل أطراف الحديث فى شؤون خطيرة كشفت لى عن وطنيته الصادقة وشخصيته القوية وثقافته الواسعة . وكان رحمه الله يؤمن بالفكر وبأن له رسالة سامية لا تتضاءل قيمتها أمام أروع الاختصاصات العلمية وقد أحسست فيه من الهمة والنبوغ ما جعل موته نكبة قومية كان لها جرح ثخين فى نفسى ، فلا أقل من هذه الدمعة التى تمنيتها منقوشة على قبره :

كثير على الخضراء مافعل الدهر

                  فقدر رزئت فيه ولن يجبر الكسر

عظيم له في الطب ذكر مخلد

                تردده الأجيال وهو لها فخر

لقد كان فى علم الجراحة رائدا

               أقرت له الدنيا وتاه به القطر

وشيد صرحا لايخر بناؤه

              به منهل للعلم متصل ثر

وأخلص في حب العروبة صادقا

             وكان فدائيا متى أذن الفجر

سيذكره ( الجولان ) فى كل شدة

              وتذكره سيناء إن مسها ضر

ومن عجب أن الذي غالب الردى

            وأنقذ قوما لا يحيط بهم حصر

وجدد أعمارا وأحيى مواتها

            وعاد لآلاف الوجوه به البشر

وخفف آلاما يشق احتمالها

            بضربة آس لا يرد له أمر

يهون على الدنيا ولا من يعينه

           ويجثو عليه في سكينته  صخر

ترى هل أراد الموت ثأرا لنفسه

          فراوده ليلا وكان  له النصر

ألا إن غدر الموت لاشيء مثله

         وإن قضاء الله في خلقه سر

ولكن ( للسافي ) حياة جديدة

         ومثل ( زهير ) لا يموت له ذكر

سترفق أزهار الربيع بروحه

       وتحرسه في ليلها الأنجم الزهر

اشترك في نشرتنا البريدية