أنباء الداخل :
* كان مقدم حضرة صاحب الجلالة الملك سعود المعظم فى منتصف الشهر الماضى - شوال ١٢٧٤ - من الرياض الى الطائف ، مبعث فرحة شاملة للبلاد فى هذا الشطر من مملكته الفتية الناهضة .. ذلك ان الحب العميق الذى تكنه ضمائر الشعب النبيل لجلالته هو فوق التصور .. ولا بدع فى ذلك حيال ما يتيحه جلالته لشعبه من فرص الحياة السعيدة التقدمية ، وبما يبذل جلالته من مجهودات عالية مستديمة فى هذا السبيل ، وبما يأمر به جلالته من مشروعات اصلاحية نقلت البلاد عمرانيا وثقافيا وسياسيا وحربيا واداريا من طور الى طور ارفع شأنا واعلى مقاما .. مما كان له الاثر الخائد العميق فى هذا الولاء الاجماعى الشامل العريق ، حفظ الله " سعودا " مؤيدا منصورا واحيى به مجد العروبة والاسلام .
افتتح جلالة الملك سعود المعظم اولى المحادثات التليفونية بين مملكته الفتية وشقيقتها مصر ، بمحادثة جلالته من قصره العامر بالحوية لسيادة الرئيس جمال عبد الناصر فى القاهرة ومما تفضل به جلالته فى هذه المناسبة الخالدة قوله لسيادة الرئيس جمال عبد الناصر : " آمل ان تكون هذه المحادثة خطوة مباركة فى سبيل البلدين الشقيقين لتمكين صلات الاخوة بيننا ، ونحن ننتظر دائما الى
القضية العربية كقضية واحدة مشتركة بين الجميع .. كما اننا مشتركون فى جميع الامور التى تعود لخبر العرب والمسلمين " .. هذا وقد امر جلالته بان تكون هذه التليفونات الجديدة فى كل مدينة من مدن المملكة .. ليمكن لكل ذى غرض من اهل البلاد والحجاج ان يتصل مباشرة بمن يريد فى بلاد العروبة وفى الخارج .. ولا ريب انها خطوة تقدمية كبرى بالبلاد ومأثرة جليلة من ماثر جلالة الجالس على عرشها العظيم .
استأنف مجلس الوزراء عقد جلساته فى الطائف برئاسة حضرة صاحب السمو الملكى الامير " فيصل " ولى العهد ورئيس مجلس الوزراء المعظم ولا ريب ان مجلسا يشرف على توجيهه سموه العظيم ويدير دفة اعماله بعبقريته الفذة النادرة وتطلعه السامى الى الذرى سيكون له اثره الباهر فى تحقيق تقدم البلادونهوض المرافق على النحو المنشود ان شاء الله ، حفظ الله سموه ذخرا .
* سافر حضرة صاحب المعالى الشيخ ابراهيم السليمان رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء إلى مصر فالحارج يقصد الاستجمام والاستشفاء ، وقد ودعه الكثيرون من اصدقائه وكبار رجال الدولة وموظفو الديوان بمطار حدة فنتمنى لمعاليه سفرا سعيدا وعودا حميدا ..
* صدر مرسوم ملكى كريم بمنح صاحب السعادة الشيخ احمد بن إبراهيم الغزاوى نائب رئيس مجلس الشورى وشاعر جلالة الملك المعظم ، لقب " وزير مفوض " تقديرا لجهده وكفاءته وإخلاصه .
ان " المنهل " يقدم اخلص النهائ الى سعادة الوزير المفوض الشيخ احمد ابراهيم الغزاوى ، بهذه الثقة الملكية الغالية ويرجو لسعادته دوام التوفيق
* قدم من لبنان جوا ، صاحب السعادة اللواء على جميل ، بعد اجازة كان الهدف منها الاستجمام وقد رحب بسعادته اصدقائه الكثيرون ، والمنهل يرحب بسعادته اجمل ترحيب
* عما قريب ستكون الحوية - ان شاء الله - احدى المدن الحديثة بهذه المملكة بدليل هذا العمران المستبحر الحثيث بارجائها ، وهذه القصور والدور والجوامع والمساجد التى شيدت بها ، فى مثل لمح البصر ، بناء على التوجيهات الملكية الراشدة .. لقد تم انشاء الجامع الفخم بالحوية اخيرا وهو جامع الملك سعود ، وقد صلى فيه جلالته فريضة الجمعة .. وهناك فى الجانب الآخر من الحوية اقيم مسجد آخر امر جلالته بانشائه ايضا .
* قدم من الهند حاجا على الباخرة ( محمدى ) صاحب السماحة الزعيم الاسلامى المعروف السيد حسين احمد وقد كان سماحته نزح من المدينة المنورة الى بلاد الهند بعد الحرب العامة الاولى ، ومكث بها ناشرا للثقافة الاسلامية الحقة ، وعاملا على رفع مستوى المسلمين فى ذلك الاقليم الشاسع ، لا يكل ولا يمل ، وقد كان رئيس
علوم الحديث بجامعة ديوبند فرئيسا عاما لها الآن كما هو رئيس جمعية العلماء المسلمين هناك ، ويتعلق به المسلمون تعلقهم بالزعيم الجليل المحبوب ومن الجدير بالذكر انه شقيق العلامة المبرور السيد أحمد الفيض آبادى مؤسس مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة المنورة ، وشقيق العلامة فضيلة السيد محمود احمد بالمدينة المنورة وعم سعادة الاستاذ السيد حبيب محمود أحمد مدير المدرسة وعضو المجلس الادارى بالمدينة ، وسماحته علم من اعلام الاسلام فى هذا العصر ، كما انه مرشد لكثير من ابناء الهند ، وسماحته استاذ لكثير من علماء المدينة المنورة حيث كان مدرسا بالمسجد النبوى قبل نزوحه الى الهند .. وسماحته احد فصحاء علماء العرب المعدودين ، وقد سبق ان القى محاضرة قيمة ارتجلها ذات ليلة بمدرسة العلوم الشرعية قبل نحو ستة عشر عاما فى موضوع اسلامى عظيم ونشرتها المنهل اذ ذاك تحت عنوان ( بين الروح والجسد ) هذا وقد رحب بسماحته اصدقاؤه ومريدوه ومحبوه وعارفو فضله ... فمرحبا بالفضل والعلم .
* قدم من لندن فبيروت جوا ، سعادة الاستاذ طلعت وفا مدير الامن العام .. وقد رحب به اصدقاؤه العديدون ، فنرحب بمقدم سعادته
* نشرت مجلة الاديب اللبنانية الزاهرة عن عددنا للقصة فى عددها الصادر فى ابريل ١٩٥٥ ما يلى : " ستصدر مجلة المنهل الغراء التى يصدرها الاستاذ عبد القدوس الانصارى عددا خاصا بالقصة فى الجزيرة العربية . وهو أول عدد من
نوعه وبهذه المناسبة ننوه بالتحسينات العديدة الطباعية والفكرية التى ادخلت على مجلة المنهل اخيرا مما يدعو الى الاعجاب ..
( المنهل ) : شكرا للزميلة النبيلة وقد صدر العدد فى وقته على ما يرام ولله الحمد والمنة .
* اصدرت الزميلة مجلة اليمامة الغراء ملحقا خاصا لعددها الثامن ، وذلك بمناسبة انشاء ادارتها دارا للطباعة والنشر بالرياض ، هى اولى دار انشئت بالرياض وقد كان الملحق جميلا فى اخراجه وتكوينه ، للزميلة تهانينا وطيب امانينا .
أنباء من الخارج
* نعت الانباء من امريكا ذلك الببل الغريد ، والبحاثة الضليع ، والعربى الحر المجاهد الدكتور احمد زكى ابو شادى ، رحمه الله ، توفى الفقيد بواشنطن عاصمة الولايات المتحدة يوم ١٩ شعبان ١٣٧٤ وكانت ادارة المجلة قد فرغت من اصدار عدد القصة الخاص الذى اعقبته عطلتها السنوية المعتادة ، فلم نتمكن اذ ذاك من الكتابة عنه ..
هذا وقد عمل الفقيد فى سائر حقول المعرفة والادب .. فله دواوين عدة ، واصدر صحيفة ( ابولو ) ذات الاثر الباهر فى انعاش طائر الشعر العربى نحو التقدم الحثيث وعمل فى النحالة واصدر مجلة خاصة لذلك ، ونشر واذاع مئات المقالات والاحاديث والقصائد والقصص شعرية ونثرية ، حوارية وغير حوارية ، فكان نسيج وحده في تعدد نواحى العبقرية والانتاج
كما غذى سائر الصحف العربية من تطوان لبغداد ومن سوريا الى هذه البلاد بمشرات البحوث والقصص والمقالات النافعة .. ونال هذه المجلة الكثير من تشجيعه وتقديره الخاص فيما نشر منها وفيما اذاع عنها وفيما نشر فيها من مختلف البحوث القيمة
ان ( المنهل ) ليذرف الدمع سخينا على فقيد الادب والعروبة والاسلام ، ويقدم اخلص تعازيه لاسرة الفقيد العزيز الغالي المكافح .. الاسرة الصغيرة المقيمة فى أمريكا ، والاسرة الكبيرة المنبثة فى انحاء العالم العربى والاسلامى ..
* فى العالم العربى والاسلامى حركة ناشطة سداها ولحمتها الانبعاث والوعى والحيوية ، والشعور بالنفس وبواجب العزة وهى تسعى وراءرفع نير الاستعمار والذل عن الاعناق والعواتق وتتمثل مظهر هذه الحركة القوية فى نشاط العرب المتقد للذود عن حياضهم ازاء الصهاينة الدخلاء الآثمين وازاء شباك الاستعمار المنصوبة لهم من قديم فى تونس ومراكش والجزائر وعمان .. والمحميات وغيرها . ويتمثل هذا الوعى الدافق ايضا فى مؤتمر باندونج ذلك المؤتمر الشرقى المحض الذى دوى فيه صوت العرب عاليا ، وخفت صوت اسرائيل ، ولم يكن لها موضع على كراسيه ولا مقاعده ولا اسم بين المساهمين فيه ، فالى الامام ايها العرب والمسلمون ، والله فى عون العبد ما كان فى عون اخيه .. وبالاتحاد والاستعداد بنال المراد . ومن سار على الدرب وصل .
