فى عام ١٣٦٦ ه ، وحينما كان جلالة الملك "سعود" المعظم وليا للعهد كتب كاتب هذه السطور ، مقالا رئيسيا بالعدد الصادر فى شعبان ١٣٦٦ من هذه المجلة تحت عنوان : " من اسرار عظمة سعود " يصور فيه ما شاهده ولمسه من مكارم جلالته ، ويصف فيه ما شاهده ولمسه من حدب جلالته على شعبه ونزوعه العميق الى بث الوان الاصلاح فى ارجاء البلاد ، حتى تحيى حياة سعيدة كريمة عزيزة وحتى يعود اليها مجدها القديم .. ويضاف اليه مجد جديد ، وجاء فى ذلك المقال انه : " شديد الرعاية لمصالح الامة ، شديد العطف على فقرائها ، وهو اذ يرعى مصالح الشعب بعين ساهرة ، واذ يحدب على فقرائها حدبا شاملا كافلا فانما ينهض بذلك استجابة لطبيعته النفسية البرة المواتية التى استقى معينها الفياض من جلالة والده العظيم . ."
وما ان تبوأ جلالته عرش بلاده ، حتى صدق الخبر الخبر ... وبدأت مشروعات الاصلاح والانعاش تتهاطل
على الشعب من جلالته آخذا بعضها برقاب بعض ، ومن ثم بدأت عجلة النهوض بمرافق البلاد تدور دورانا سريعا حثيثا منظما بهر العالم ... واستوجب لفت انظاره الى هذه البلاد التى مضى عليها حين من الدهر وهى " قزمة " متخلفة آخر الركب ، فاذا بها بين عشية وضحاها تطاول عمالقة الحضارة والتقدم ..
.. هذا وان طاقات الاصلاح الشاملة التى ادخلتها عزيمة جلالته على البلاد منذ جلس جلالته على عرشها هى طاقات جبارة ، شاملة ، خطت بالبلاد خطوات واسعة فى شتى مجالات التقدم ، حتى ليبدو البون شاسعا بين ماضيها بالامس وحاضرها باليوم ، فقد شمل الاصلاح والتعمير كل ناحية ... وان من ير المملكة السعودية الآن ممن كانوا شاهدوها قبلا ليحسون بالفوارق الهائلة بين الماضي والحاضر ، نتيجة للتطور الحثيث الذي تحدوه رغبات جلالته وتوجيهاته ومشيئته السامية الكريمة .
