فى " الكرنفال "
تلاقت أجيال وأجيال
فى شوارع المدينه
اصطدم جسمى
بملايين من البشر
أجسادها لفتها معاطف زجاجيه
على زواياها
تحطمت أشعة شمسيه
على زواياها
شل حلم سكن خواطرى
على زواياها الكثيفه
فى ثناياها السخيفة
ضاع نداء
مبحوح الصدى
تبخر على الزوايا الملساء
كقطرات من ندى . . .
الناس تدثروا بالزجاج
فى شوارع المدينة
فى الشوارع الحديثة والقديمه
لكى لا يسمعوا أغنية الارض العميقة الثقيلة
الناس تدثروا بالزجاج
لكي لا يسمعوا أغنية الجماهير
لكي لا يروا صراع الطفل مع الاعاصير
لكي لا يروا رأسي المفتوح
لكي لا يروا فكرى المثقل بالجروح
الناس تدثروا بالزجاج
ليفروا من الشتاء
ليفروا من النداء
من نظرة ذلك المجهول
و آمنت باللا مستحيل
الناس يخافون من العراء
الناس في سجونهم الزجاجية
تجاهلوا وجود الحرية
الصارخ . . .
وقالوا : هى شئ مجرد
هى فكرة أفلاطونيه
الناس أمام جثة الحقيقة
لم يقفوا . . .
لم يصلوا . . .
لم يقولوا حتى " رحم الله الحقيقه "
إنهم قتلوا الله
كفروا بالصلاة
إنهم سيعطون الجثة
للجياع
إذ الجياع كثيرة فى الارض . . .
فى الكرنفال
فى شوارع المدينه
كنت أمشى . . . بين الجنون الجماعي
جرح عميق يمشى
يغلي في أعماقه غضب واع
غضب الجماهير والجياع
جياع
أعطت جثة الحقيقة للسباع
معطف الناس . . . من زجاج
ومعطفى من قماش
يقبل الاشعة والمطر
يخترقه الرصاص ولعنات البشر
تحت جناحه يتدفأ الحلم . . . والحرف
من دم صارخ الوثثبات أحمر
خالط دم الحقيقة المسفوك
واجتازا معا حدود الشكوك
فى شوارع المدينه
المحتفلة بمولد الاساطير الجديده
أجر وحدتى . . .
بين أجساد لفتها معاطف زجاجيه
معاطف قديمه
ف . ش . 68-12-22
