الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "الفكر"

قاطن المهدية أخانا

Share

(1)

لنفس البحر انتماؤنا

ونفس التغاريد تخفف آلامنا

أراضي هجرة بعيدة ابتلعت أعزاءكم وأعزاءنا

نفس الأحلام بالغد الأحسن تدغدغنا

خبز وعمل وآمال وحب غدنا

الياسمين يزهر في أرض مازرا ويعطرها

وريح الصحراء الساخنة تصلها

فتجفف الشفاه وتغمض العيون وتدمعها

هبة ريح فأصوات وأغان

وذكريات الأمس البعيد

تبعث من جديد .

رجال أيام خلت

وشجرات توت وزيتون ، عربية ، زرعت .

بطئ ألحان السواقي الدائم

وحقول عطشى سقيت

ف"مازر " كلؤلؤة تألقت ،

يحكمها الأمير

ويرعى كآبتها الحالمة - وأوقات فراغها-

قصره الأمين

مازال لصوت ابن حمد يس الباكي في أذني رنين

وهو هارب الى ارض أندلس

ولحسرته على صقلية الخصبة أنين .

هدير عيون غزيرة وخضرة حقول كثيرة

كأنها المستقبل والحياة الجميلة ..

أهاجت لابن حنديس الحنين

أخي قد عشنا ،

صحراء قرون عديدة ،

فى صمت ، وعزلة شديدة.

وبقينا ،

ربما لموهبة فينا خفية ،

مثل كوكبين يلمعان ويضيآن

ولبعضهما ، عن بعد ، ينظران ،

"مازرا " و " المهدية " ،

مدينتان جمعهما التا يخ

وفرقتهما أحداث الزمن السلبية

ولكن ساعة العودة حانت

وزمن الإستماع الى أصوات

أمواتنا وأمواتكم ،

في زمن الحب والبهجة ، بانت .

بعد ظلام الليل وكآبة العزلة

تضئ أنوار النهار

وتشتعل للفرحة نيران

ويلتقى الإخوان بعد قرون طوال

للاحتفال بساعة العودة السلام

يوم عيد يوجب التحية

ونسيان ذلك الألم وتلك العزلة الشقية

واكتشفنا ينابيعها القديمة الزكية .

لمياه عيون سقت ابن حمديس

ذاك الباكى فى منفى التعيس

نأمل البقاء والدوام

ولعناقنا الأخوى اليوم أن يبعد عنه

البكاء والآلام

فمن ياسميننا وياسمينكم فى الهواء

رائحة تفوح

ومن لقيانا بشائر عودة

الإخوان تلوح

اشترك في نشرتنا البريدية