قطعت رأسي ،
وعلقته شمعة فى طريق القوافل أمس ،
وكانت تجيء من القادسيه
فقولي لأمك :
مات حبيبي شهيدا
ليشرب أطفالنا الظامئون ،
وتستأنف الرحلة العربية
لقد راعني أن تكف القوافل أحلامها
جراحا ، تنز الهموم على الجانبين
وتصلب أطماحها في السكون ،
وتبلع أحزانها مرتين
تدور ارتكاسا
بخط التجمد في العدوتين
وفي فلك للسنين العجاف
تأرجح صمتا على الضفتين
تمزقني أمة
تستباح خرائطها في النهار ،
وتصمت مجروحة الشفتين
قطعت رأسي ،
ربطت ضفائره في غصون الصنوبر ،
فوق هضاب بلادي
يضوىء دربا لتمشي القوافل ،
بعين الينابيع وبين بلادي
فشمس عصور الظلام مسافرة ،
في محيط الغروب
وهذا الدجى الأعجمي يخطط كل المدارات ،
يملأ كل المساحات
بين السماء وبين بلادى
ونار الهزيمة محرقة لا تضيء ،
وعصر الهزيمة موت بغير ثمن
فمرى علي غدا . . تبصريني
على شرفة الأطلسي منارة شوق تطول
تمزق حزن الصغار وينتحر الليل بين يديها
ومرى على تتريني
ببطن الجزيرة ضوءا
يوزعه الحب بين الفصول
ومرىّ على تريني
توهج نار مقدسة ،
تغسل الوطن المستباح من الشوك ،
تمحو الأخاديد من وجنتيه ،
تحوله عن مسار الأفول
وقولى :
حبيبى الذي أحرقته المحبة ،
واحتضن التربة العربيه
يتموت شهيدا ،
ليشرب أطفالنا الضوء من مقلتيه
وتستأنف الحقبة الذهبية
وقولى :
متى يرفض الفارس الصمت ،
تسر بجسم الجواد دماء السفر
ويأتلق الدرب بين الصعود وبين الهبوط ،
وترحل غيوم التشكك عن مهرجان الظفر
وتنببت رياحين عصر جديد على جبهة الحلم ،
الذي حرمتنا طقوس العشائر منه ،
وتخضر كل الصور
يسيل دمي اليوم ، بين الدوائر
يمحو فراغ الدوائر
يمسح خطا من البؤس كان يعسكر بيني وبيني
وبيني وبين الأحبه
فقولي لأمك : إن دما للحبيب الشهيد
يفك قيود السبيه
وينزع شوك الشكيمة من ثغر مهر العبور
ويسمع صوت الضحيه
كتبت اسمك واسمي قبل عبور الصراط ،
على دفتر الهاربين
وكان لي اسم ، يزور العصور
بأجنحة الشمس ضوءا
وكان يسافر مثل الحداء أمام القوافل ،
عشقا ودفئا
ففي كل بيت تقيمين بيثن المحيط وبين الخليج ،
ويأتلق العشق في جانبيك
كون أنا قد مررت عليك
لأكتب اسمك ، أرسم عينيك
بين النجوم ، بهذا الدم الذى فجرته المحبة أمس
وأزهر في التربة العربية
وكتحل غاباتنا الظامئات ،
وطهر شعبا من الحزن بين دمشق وبين السويس
ورش أريح الشهادة ما يبين طنجة واللاذقيه .

