الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "الفكر"

ما لم يقله الشهيد

Share

قطعت رأسي ،

وعلقته شمعة فى طريق القوافل أمس ،

وكانت تجيء من القادسيه

فقولي لأمك :

مات حبيبي شهيدا

ليشرب أطفالنا الظامئون ،

وتستأنف الرحلة العربية

لقد راعني أن تكف القوافل أحلامها

جراحا ، تنز الهموم على الجانبين

وتصلب أطماحها في السكون ،

وتبلع أحزانها مرتين

تدور ارتكاسا

بخط التجمد في العدوتين

وفي فلك للسنين العجاف

تأرجح صمتا على الضفتين

تمزقني أمة

تستباح خرائطها في النهار ،

وتصمت مجروحة الشفتين

قطعت رأسي ،

ربطت ضفائره في غصون الصنوبر ،

فوق هضاب بلادي

يضوىء دربا لتمشي القوافل ،

بعين الينابيع وبين بلادي

فشمس عصور الظلام مسافرة ،

في محيط الغروب

وهذا الدجى الأعجمي يخطط كل المدارات ،

يملأ كل المساحات

بين السماء وبين بلادى

ونار الهزيمة محرقة لا تضيء ،

وعصر الهزيمة موت بغير ثمن

فمرى علي غدا . . تبصريني

على شرفة الأطلسي منارة شوق تطول

تمزق حزن الصغار وينتحر الليل بين يديها

ومرى على تتريني

ببطن الجزيرة ضوءا

يوزعه الحب بين الفصول

ومرىّ على تريني

توهج نار مقدسة ،

تغسل الوطن المستباح من الشوك ،

تمحو الأخاديد من وجنتيه ،

تحوله عن مسار الأفول

وقولى :

حبيبى الذي أحرقته المحبة ،

واحتضن التربة العربيه

يتموت شهيدا ،

ليشرب أطفالنا الضوء من مقلتيه

وتستأنف الحقبة الذهبية

وقولى :

متى يرفض الفارس الصمت ،

تسر بجسم الجواد دماء السفر

ويأتلق الدرب بين الصعود وبين الهبوط ،

وترحل غيوم التشكك عن مهرجان الظفر

وتنببت رياحين عصر جديد على جبهة الحلم ،

الذي حرمتنا طقوس العشائر منه ،

وتخضر كل الصور

يسيل دمي اليوم ، بين الدوائر

يمحو فراغ الدوائر

يمسح خطا من البؤس كان يعسكر بيني وبيني

وبيني وبين الأحبه

فقولي لأمك : إن دما للحبيب الشهيد

يفك قيود السبيه

وينزع شوك الشكيمة من ثغر مهر العبور

ويسمع صوت الضحيه

كتبت اسمك واسمي قبل عبور الصراط ،

على دفتر الهاربين

وكان لي اسم ، يزور العصور

بأجنحة الشمس ضوءا

وكان يسافر مثل الحداء أمام القوافل ،

عشقا ودفئا

ففي كل بيت تقيمين بيثن المحيط وبين الخليج ،

ويأتلق العشق في جانبيك

كون أنا قد مررت عليك

لأكتب اسمك ، أرسم عينيك

بين النجوم ، بهذا الدم الذى فجرته المحبة أمس

وأزهر في التربة العربية

وكتحل غاباتنا الظامئات ،

وطهر شعبا من الحزن بين دمشق وبين السويس

ورش أريح الشهادة ما يبين طنجة واللاذقيه .

اشترك في نشرتنا البريدية