على امتداد ألف ليلة وليلة
سهرت شهرزاد
شربتها حكاية حكايه
نشرتها بداية ، طويتها نهايه
طوفت في أرجائها ، حلقت في
آفاقها ،
وغصت في أعماقها السحيقا
وكانت الحقيقه
تشع من سطورها والحكمة العميقه
لا زمن يحدها ولا مكان
مرت ليالي الانس في
حياة شهرزاد
وانطفأت ذبالة المصباح
وشهريار ، مات شوقه المجنح
القديم للنساء والدماء
لكنني
أنا الذي ولدت في
خضم هذا القرن مثخن الجراح
ناشدت شهرزاد أن تعيش ليلة معي ،
لم تحيها مذ أدرك الصباح
ليلتها الاخيره
وسكتت عن قولها المباح
من حولى الفراغ باسطا
غيومه المحمومه
يثير في أعماقي
الشعور بالضياع
وأسهم الفراغ
طاحونة رهيبة مسمومة
وإنني يا شهرزاد ،
سندباد هذا العصر
لكنني تجمدت على بحار التيه
رحلتي ،
واستوطن الصراع
سواحل الخلاص ،
واستباحت الزوابع الشراع
يا شهرزاد لو تحيين ليلة معي
لم يحيها من قبل شهريار
يا شهرزاد ، لو ... لكنت مثلما
قد كنت عاشق البحار والإبحار
من خلف ألف ألف سد زمني
شاهدت طيفا ساحرا لشهرزاد
سمعت صوتا هاتفا لشهرزاد :
فى عصركم يا سندباد أغلقت
مرافئ الإبحار والإرساء
تجمدت على لسان الزمن العصيب
رحلة الامواج
ولم يعد لشهرزاد ما
يثير روعية الخيال
فلتنتظر ، ولأنتظر ، لعل ساعة
اللقاء بيننا
قريبة في غير هذا العصر
لعلنا إذ يكشف الغطاء عن
وجودنا
ونلتقي فى رحلة الصفاء
نجدد السمر
نعيش ألف ألف ألف ليلة ، لم أحيها
مذ أدرك الصباح
ليلتي الاخيره
وانطفأت ذبالة المصباح
