الرجوع إلى البحثالذهاب لعدد هذه المقالة العدد 9الرجوع إلى "المنهل"

معجم منازل الوحى

Share

__ ٦ __

وادى العقيق

قال ياقوت : العقيق . قال أبو منصور في بلاد العرب أربعة أعقة وهى أودية عادية شقتها السيول . وقال الاصمعى : الاعقة الاودية . قال فمنها عقيق عارض اليمامة وهو واد واسع مما يلى العرمة يتدفق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء . قال السكوتى عقيق اليمامة لبنى عقيل فيه قرى ونخل كثير ويقال له ( عقيق تمرة ) وهو عن يمين الفرط فى رمل الجزء وهو منبر من منابر اليمامة عن يمين من يخرج من اليمامة يريد اليمن عليه أمير ، وفيه يقول الشاعر :

تربع ليلى بالمضيح فبالحمى        وتحفر من بطن العقيق السواقيا

ومنها : عقيق بناحية المدينة وفيه عيون ونخل ، قال غيره هما عقيقان الا كبر وهو مما يلى الحرة ما بين أرض عروة ابن الزبير إلى قصر المراجل ومما يلى الحمى ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمرو بن عثمان إلى قصر المراجل ، ثم اذهب بالعقيق مصعدا إلى منتهى البقيع ، والعقيق الاصغر ما سفل عن قصر المراجل إلى منتهى العرمة . وفى عقيق المدينة يقول الشاعر :

انى مررت على العقيق وأهله                  يشكون من مطر الربيع نزورا

ما ضركم ان كان جعفر جاركم                   أن لا يكون عقيقكم ممطورا

وفى هذا العقيق قصور ودور ومنازل وقرى . و قال القاضي عياض : العقيق واد عليه أموال أهل المدينة وهو على ثلاثة أميال أو ميلين وقيل ستة وقيل سبعة ،

وهى أعقة أحدها عقيق المدينة عق عن حرتها أي قطع وهذا العقيق الاصغر وفيه بئر رومة ، والعقيق الا كبر بعد هذا وفيه بئر عروة ، وعقيق آخر أكبر من هذين وفيه بئر على مقربة منه وهو من بلاد مزينة وهو الذي أقطعه رسول اللهﷺ بلال بن الحارث المزنى ثم أقطعه عمر الناس فعلى هذا يحمل الخلاف فى المسافات ،

ومنها العقيق الذى جاء فيه انك بواد مبارك وهو الذي ببطن وادى ذي الحليفة وهو الاقرب منها وهو الذى جاء فيه أنه مهل أهل العراق من ذات عرق . ومنها العقيق الذى فى بلاد بنى عقيل . قال ابو زياد الكلابي ، عقيق بنى عقيل فيه منبر من من منابر اليمامة ذكره القحيف بن حمير العقيلى حيث قال :

أأم ابن ادريس ألم ياتك الذي                    صبحنا ابن ادريس به فتقطرا

فليتك تحت الخافقين نرسه                      وقد جعلت درعا عليها ومغفرا

يريد العقيق ابن المهير ورهطه                ودون العقيق الموت وردا وأحمرا

وكيف تريدون العقيق ودونه                    بنو المحسنات الملابسات السنورا

ومنها عقيق آخر يدفع سيله فى غورمى تهامة واياه عنى فيما احسب ابو وجرة السعدى بقوله :

يا صاحبى انظرا هل تؤنسان لنا                    بين العقيق وأوطاس باحداج

وهو الذي ذكره الشافعي رضى الله عنه فقال لو أهلوا من العقيق كان احب الى ومنها : عقيق القنان تجري فيه سيول قلل نجد وحياله .

ومنها : عقيق تمرة قرب تبالة وبيشة وقد مر وصفه فى زبية ، وقيل عقيق تمرة هو عقيق اليمامة وقد ذكر ، وذكر عوام ما حوالى تبالة زبيه بتقديم الباء ؛ ثم قال وعقيق تمرة لمقبل ومياهها بثور ، والبثر يشبه الاحساء تجرى تحت الحصى مقدار ذراع وذراعين ودون ذلك ، وربما اثارته الدواب بحوافرها . وقال السكري في قول جرير :

اذا ما جعلت السى بينى وبينها                      وحرة ليلى والعقيق اليمانيا

والعقيق واد لبنى كلاب نسبه الى اليمن ، لأن ارض هو ازن فى نجد مما يلى اليمن وأرض غطفان مما يلى الشام واياه عنى الفرزدق بقوله :

ألم تر اني يوم جو سويقة                بكيت فنادتني هنبدة ماليا

فقلت لها ان البكاء لراحة                 به يشتفى من ظن أن لا تلاقيا

قفى ودعينا يا هنيد فاننى              أرى الركب قد ساموا العقيق اليمانيا

( معجم البلدان ح ٦ ص ٢٠١ )

وقال الزبيدى : العقيق الوادى ج اعقة وعقائق والعقيق كل مسيل شقه ماء السيل فأنهره ووسعه والجمع كالجمع والعقيق بالمدينة فيه عيون ونخيل وهو الذى ورد ذكره فى الحديث انه واد مبارك كأنه عق أي شق غلبت الصفة عليه غلبة الاسم ولزمته الالف واللام لأنه جعل الشئ بعينه على ما ذهب اليه فى الخليل فى اسماء الاعلام التى اصلها الصفة

والعقيق أيضا موضع باليمامة وهو واد واسع مما يلى العرمة تتدفق فيه شعاب العارض وفيه عيون عذبة الماء .

وأيضا موضع تهامة ومنه الحديث وقت لأهل العراق بطن العقيق . قال الازهرى اراد العقيق الذى بالغرب من ذات عرق قبلها بمرحلة أو مرحلتين وهو الذى ذكره الشافعي في المناسك وهو قوله ولو اهلوا من العقيق كان أحب إلى . وأيضا موضع بنجد يقال له عقيق القنان تجري اليه مياه قلل نجد وجباله . والعقيق ستة مواضع آخر وهي أودية شقها السيل عادية منها العقيقان بلدان في بلاد بنى عامر من ناحية اليمن ( التاج )

وقال البكرى العقيق : بفتح أوله وكسر ثانيه على وزن فعيل عقيقان عقيق بنى عقيل ومن اوديته قو وفيه قبل صخر بن عمرو بن الرشيد اخو الخنساء وهو على مقربة من عقيق المدينة . وعقيق المدينة على ليلتين منها وقال الخليل : العقيقان بلدان في ديار عامر

مما يلى اليمن وهما عقيق ثبره وعقيق البياض والرمل بينهما ، رمل الدبيل ورمل تبريز وأنشد

دعا قومه لما استحل حرامه            ومن دونهم عرض الاعقة فالرمل

وقال عمارة بن عقيل العقيق واد لبنى كلاب فاما قول جرير :

أذا ما جعلت السى بيني وبينها                 وحرة ليلى والعقيق اليمانيا

فانما نسبه الى اليمن لان أرض هو ازن فى نجد مما يلى اليمن وأرض غطفان مما يلى الشام ، وانما سمي عقيق المدينة لانه عق في الحرة ، وهما عقيقان الا كبر والاصغر ، فالاصغر فيه بئر رومة التى اشتراها عثمان رضى الله عنه والاكبر فيه بئر عروة التى قالت فيها الشعراء ، روى نافع عن ابن عمر ان النبى ﷺ كان يقصر الصلاة بالعقيق وروى ساع عن أبيه ان النبى ﷺقيل له وهو بالعقيق انك ببطحاء مباركة . وروى عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال سمعت النبى ﷺ يقول (( بوادى العقيق أتاني آت من ربى وقال صل في هذا الوادى وقل حجة وعمرة )) أخرجهما البخارى وغيره .

وكان النبى ﷺ قد أقطع بلال بن الحارث العقيق ، فلما كان عمر قال له أن رسول الله  ﷺ لم يقطعك العقيق لتحجره فاقطع عمر الناس العقيق ، وانما أقطع النبى ﷺ بلالا العقيق وهو من المدينة ، وأهل المدينة أسلموا راغبين فى الاسلام غير مكرهين ومن أسلم على شىء فهو له . وقال بعض أهل العلم انما أقطع رسول الله ﷺ بلالا العقيق لانه من أرض مزينة ولم يكن لاهل المدينة (ص ٦٧٨ ) . وقال السمهودي : . . . نقل ابن زبالة والزبير بن بكار عن هشام بن عروة أنه كان يقول العقيق ما بين قصر المراجل فهلم صعدا إلى النقيع وما أسفل من ذلك أى من قصر المراجل فمن زغابة ؛ وعن المنذر بن عبد الله الحمرانى أنه سمع من أهل العلم أن الجرف ما بين محجة الشام إى القصاصين أى أصحاب القصة وان وطيف الحمار ما بين سقاية سليمان إلى الزغابة ؛ وان العرصة ما بين محجة بين

إلى تباين آخر الجروف، أى طريقها وأظنها طريق درب العصرة ومن سلكها مغربا كانت الجمادات عن يساره ؛ قال وحدثني آخرون أن العقيق من العرصة أبدا إلى النقيع ، قال الزبير ولم أزل أسمع أهل العلم والسنن يقولون أن العقيق الكبير مما يلى الحرة ما بين أرض عروة بن الزبير إلى قصر المراجل ومما يلى الجماء ما بين قصور عبد العزيز بن عبد الله العثمانى إلى قصر المراجل ثم اذهب بالعقيق صعدا إلى منتهى النقيع ويقولون لما أسفل من المراجل إلى منتهى العرصة العقيق الصغير فأعلى أودية العقيق النقيع ، ونقل أبو علي الهجرى أن النقيع يبتدئ أوله من برام ، والعقيق يبتدئ أوله من حضير إلى آخر منتهاه من العقيق الصغير ثم يصب فى زغابة ، ونقل أيضا ان حضيرا آخر النقيع وأول العقيق ، وزغانة آخر العقيق قال وزغابة مجتمع السيول غربى قبر حمزة رضى الله تعالى عنه وهو أعلى وادى أضم ( قلت ) فهى منتهى العقيق والعرصة ، مبدؤه حضير وهى مزارع معروفة بقرب النقيع على أزيد من يوم عن المدينة ، وقال عياض : النقيع صدر العقيق ، والعقيق واد عليه أموال أهل المدينة قيل على ميلين منها وقيل على ثلاثة وقيل ستة أو سبعة ، وهما عقيقان . ادناهما عقيق المدينة ؛ وهو أصغر وأ كبر ،

فالاصغر فيه بئر رومة ؛ والا كبر فيه بئر عروة . والعقيق الآخر على مقربة منه وهو من بلاد مزينة وهو الذى أقطعه النبى ﷺ بلال بن الحارث وأقطعه عمر الناس ، فعلى هذا تحمل المسافات لا على الخلاف . والعقيق الذى جاء فيه انك بواد مبارك هو الذي ببطن وادى ذى الحليفة وهو الاقرب منهما أى من العقيقين المقسم أحدهما إلى الكبير والصغير ؛ فلا ينافى كون ما يلى الحرة من العقيق أقرب . على أنه سيأتى أن النبي ﷺ أقطع بلال بن الحارث كل العقيق بعيده وقريبه وأن الذى أقطعه عمر الناس وهو الادنى من المدينة وهو المقسم إلى كبير وصغير ، وكلام الزبير صريح فى ذلك ؛ والصواب أن مهبط الثنية المعروفة بالمدرج أول شاطيء العقيق على ميلين من المدينة أيام عمارتها كما أقتضاه اختبارى لمساحة

ما بين المسجد النبوى ومسجد ذى الحليفة ، وبه صرح الاسدى من المتقدمين فقال أن العقيق على ميلين من المدينة ؛ الميل الاول خلف أبيات المدينة ،والثانى حين ينحدر من العقبة فى آخره يعنى المدرج ، وكأن من عبر بالثلاثة اعتبر المسافة من المسجد النبوى إلى أول بطن الوادى بعد القصر المعروف بحصن أبى هشام ومن عبر بالستة اعتبرها إلى طرفه الابعد وهو الذي به ذو الحليفة فأدخل بطن الوادى فى المسافة أو هو مفرع على القول بأن الميل الفاذراع والراجح الموافق لاختبارنا أنه ثلاثة آلف خمسمائة ذراع وقال المصرى وادي العقيق أصل مسيله من النقيع قبلي المدينة على طريق المشان وبينه وبين قباء يوم ونصف ويصل الى بئر على العليا المعروفة بالخليقة ( بالخاء المعجمة والقاف ) ثم يأتى على غربى جبل عسير ويصل الى بئر على بذى الخليفة المحرم ثم يأتى مشرقا الى قريب الحمراء التى يطلع منها الى المدينة ثم يعرج يسارا ومن بئر المحرم يسمي العقيق فينتهى الى غربى بئر رومه انتهي وقوله ومن بئر المحرم يسمى العقيق اى فى زمنه كزماننا وهو العقيق الأدنى فى كلام عياض وقال عقب قوله والعقيق الذى جاء فيه انك بواد مبارك هو الذى ببطن وادى ذى الحليفة وهو الاقرب منها ما لفظه وهو الذى جاء فيه أنه مهل اهل العراق من ذات عرق انتهي وهو خطا الا ان يحمل على ما ذكره بعضهم من ان عقيق ذات عرق يتصل واديه بعقيق المدينة )) والمعروف قديما امتداده الى النقيع ( للبحث صلة )             ( ص ١٩٠ ) ( الرياض )

اشترك في نشرتنا البريدية