... ومات الهك يا سيدي
الهك أنت الذي تعبد ...
وقد أثخنته جراح الشعوب
وداسته - حقدا - نعال العبيد
فمن أين تأتي بنار الحروب
ومن أين تأتي بحب الجنود
إذا شئت في الغد أن تعتدي
الهك مات
ومات بقلبك نبض الحياة
فلطخت بالدم هذا الوجود
ومن قبل كنت تعب الدماء
من الابرياء
وكنت كما شاء هذا الاله
ربيب الفناء .. عدو الحياة
وقد كنت من برجك العسجدي
تذيق الملايين كأس الفناء
وترمى بهم طعمة للمنون
وترقص من صرخة البائسين
وشكوى اليتيم ونوح النساء
وكنت أظنك يا سيدي
إلها صغيرا لذاك الاله
أجل سيدي .. كنت عندي إله
إلها صغيرا .. كما قلت لي
تميت وتحيى كما طاب لك
وتبني وتهدم كيف تشاء
وتسخر من خشعة المستجير
ومن فزع الام يوم النفير
ومن لوعة الطفل يبكي أباه
رأيتك بالامس يا سيدي
ومن راحتيك يطل الفناء
وحولك نامت سيول الدماء
وقد شئت يا سيدي ان تكون
(فلسطين) ملكا لجيش اليهود
وهم من عباد إله الحروب
إلهك أنت الذي تعبد ..
ومرت سنين
كما شئت يا سيدي أن تكون
وكانت ملطخة بالانين
مشوهة بالدما والدموع
وجن إلهك بالفرحة وصفقت أنت مع الضجة وقهقهت من صرخات الوليد
ويوم احتضار الاله الكبير وقد سال من شفتيه الدم ومن عارضيه .. ومن راحتيه ومن صدره الكافر الحاقد رأيتك والخزي في مقلتيك تصلي على جسمه البارد وحيدا هناك كعبد حقير أجل سيدي .. كنت عبدا حقير وكان إلهك عبد الشرور
ولكنه مات.. مات الاله إله الدمار.. إله الحروب وخر صريعا يعب دماه كما عب قبل دماء الشعوب وظلت وحيدا كعبد حقير
الهك مات فودع حياتك يا سيدي وألق السلاح على المعبد وعانق إلهك يوم اللقاء .. بوادي الجحيم .. لتحيا الشعوب ويبزغ في الافق فجر الاخاء ويبعث للكون روح الحياة

