التلميذ سر معلمه
فى الامثال الشائعة : ) الولد سر ابيه ( و ) البنت سر أمها ( وهما مثلا صحيحان فكما يكون الوالدان يكون الابناء ، وكما يكون المعلمون يكون التلاميذ . . فانني حين ارجع بذاكرتي الى وقت التلمذة أجد ان لاساتذيى الكثيرين آثارا جلى فى اتجاهاتى فى هذه الحياة ! ولا سيما لبضعة نفر منهم فان لهم فى نفسى تأثيرا عظيما لا ينسى . . فأنا دائم التذكر لهم وكما اتذكرهم ، أنذكر أساتذبى جميعا ، وكيف لا ؟ وقد يكون من علموني وعلموا نميرى الحروف الاولى ذهبوا باخلاصهم بنصيب الاسد من الثواب الأبدى . . وهكذا اذا أمعنا التفكير والتقدير ، وجدنا انفسنا فى حلقة مفرغة لا نستطيع فيها تفضيل استاذ على استاذ من اساتذتنا المخلصين وذلك فى حساب الاجر والثواب ولكننا نستطيع أن نخص بعضهم بالافضلية فى حساب التربية النفسية والخلقية والتوجيه الحسن الذى يبقى أثره فى التلاميذ مدى الحياة وهذه سنة الله فى خلقه ولذلك قال سبحانه : ) يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا ( الآية نسأل الله ان يؤتينا الحكمة . . ويثيب اساتذتنا بما هم جديرون به من ثواب ابدى
ضريبة لادب
ليس سهلا ان يتسم الاديب ذرى عالم الادب الرفيع ما لم يؤد ضريبته من السهر الدائم فى المطالعة لكتب الادب والعلم ، والاستغراق فى هذا السبيل ، غير ناظر الى ما يلاقى من رهق وتعب وغيره ؛ وغير ملتفت الى أي شئ يتعرض ما هو بسبيله من حياة ادبية سامية ، ومثل هذا الاديب الذى يهب نفسه للادب الرفيع لا يبالي
بالمال ينفقه على اخراج مؤلفاته التى يسهم بها فى سبيل مجد امته وبلاده لانه يعرف أن المال غاد ورائح ، وان الحقيقة هى الباقية !
تكريم العاملين
المجتمع الفاضل هو الذي ينال فيه العاملون المخلصون لدينهم ما هم جديرون به من حب واعزاز واكرام وفداء ! . . ولذلك وجب على افراد المجتمع الفاضل ان لا يبخسوا حق العاملين ولا سيما من تركوا فى سبيل مجد الوطن وخدمته آثارا مباشرة وغير مباشرة رفعت من سمعة الوطن فى العالمين وجعلت ذكره مدويا بين الدول . . والمجتمع الفاضل هو الذى يتذكر على الدوام قول الله تعالى : ) ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال اننى من المسلمين وهنا تبرز حقيقة لا ينكرها أى فرد فى هذا المجتمع الفاضل الا وهي حقيقة معلمي الجيل فكم فى الوطن من معلمين عظماء . . عظماء . بكل ما فى هذه الكلمة من معان كريمة . . كم فى مكة وفى المدينة وفى الرياض وغيرها من هؤلاء المعلمين تلهج بذكراهم العاطرة ألسنة الناس . وهل تكفيهم هذه الذكرى إننا اذا اردنا تكريمهم حقا وصدقا فما علينا الا ان نكرم الاحياء منهم ونكرم ذرية الاموات منهم واقل ما نتمكن منه فى هذا السبيل هو هذا المال الغادي والرائح . . وهنا ايضا تبرز حقيقة عظمى الا وهي تشجيع جلالة الملك المفدى للمعلمين والعلماء العاملين والأدباء الرواد الفاهمين ، وكل طلاب العلوم والفنون . ومن أعظم منارات هذا التشجيع ومن اسمى صواها واكبر صورها امره الكريم السامي بتشكيل وزارة المعارف واسنادها الى حضرة صاحب السمو الملكي الامير " فهد بن عبد العزيز " المعظم . . هذا الامير الوزير الذى أعلن بأنه سيعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص لجميع ابناء . البلاد . ومن أحق بعطف الامير الوزير المتأسى بالمليك العظيم سوى معلمي الجيل العظماء " ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقل اننى من المسلمين " صدق انه العلى العظيم
