ان فترة الحياة الزمنية فى دنيانا لها لونان . . لون نطلق عليه اسم الليل ولون نطلق عليه اسم النهار وكأنما الليل والنهار دفتان لاضبارة تضم بداخلها قصة دنيانا القصيرة . .
قصيرة فى عمرها بماضيه ومستقبله وخلود دنيانا اذا ما قيست حياة الافراد بالنسبة لها خلود يطلق بالمجاز مجاز لعمر الدنيا المنقضى بين عشية او ضحاها
والمراد هنا بالخلود خلود البارزين على مسرح الحياة خلود الذين تنقضى أعمارهم وتبقى ذكراهم قمما شامخة وهى تتطاول وتتسامى وتبرز منها الاشعة المضيئة تشع أمام كالاجيال فى دروبهم . وتقودهم الى حيث الفضيلة .
خلود قيم الاعمال الصالحة خلود حقيقي فهو باق وان تقضت الدنيا بأسرها بيد أن ذوات الافراد ليست بالخالدة ولكن قيم اعمالهم هى الخالدة وسبل الخلود هي الاجتهاد فى العلم والاخلاص في العمل .
أضواء على الحقيقة
لقد عمى الناس وأدلهمت عليهم الظلماء ظلماء الانخداع ببهرج زائف وترياق دخيل وكأنما العلم والحكمة لم تشع من هنا ولم أدر ما الذي خدعوا به .
أهو مسميات غريبة اللفظ عنهم أم هو التقليد . . ؟
والتقليد من غرائز الطفولة . . ولعمرى بمن هو فى سن الرجولة ؟
لا يليق به تقليد عادات وكلمات لقيطة دونما ادراك لمفهومها .
وامة الاسلام والحمد لله أمة ناضجة . . قد ادركت فوعت انها على بينة من الله وهنا فى دعوة الاسلام ترد الاهواء الفارغة الى اصحابها . . وتوحدنا بقول الرسول الكريم : ( كلكم لآدم وآدب من تراب لا فضل لعربى على عجمى الا بالتقوى " هذه ومضة مشرقة من مشكاة الهدى .
فأين المجددون لدعوته عليهم نشر حقيقة الاسلام ومبادئه فى كل بقعة من مشارق الارض ومغاربها .
والعلماء فى كل بلد هم امناء هذه الامة . أمانة العلماء هي ابراز معالم الهدى نقية بيضاء . . وليسوا بحاجة لادخال كلمات رخيصة استوردها أنباط أى بلد ما . ان للدعوة السلفية رجالا امناء شهد لهم الرسول " ص " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله وليس من العدالة فى شىء من تشبه بشعار المغضوب عليهم وصار كأنه واحد منهم قلبا وقالبا .
ان الشريعة نقية كالمرآة فمن رأى من نفسه الصورة السلفية ووجد فى قلبه محبة السنة وانصارها فهو خليق به وقفة الخلود على منبر الخلود والله يقول : " ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما " . .
أمانة العلماء رسالة خالدة
وفي مواكب الزمن المديد نجد بين طيات صفحاته رجالا كانت لهم قوائم شرف فى سجل الخالدين وكم تجددت فى اسماعنا ذكريات ترتسم صور معانيها فى اذهان النابهين وتفتح لسيرها قلوب المؤمنين في كل قطر رجال قد لمعوا كنجوم مشرقة امثال ابن تيمية وابن القيم والامام محمد بن عبد الوهاب وجمال الدين الافغانى وكثير من اولئك الملأ .
وقد وهبوا من أنفسهم طاقة توقظ الضمائر من رقدتها وتؤثر في النفوس في استيحاء صوابها ورشدها . . وللعلماء حصانة " حصافة العلم " . وبها يوجهون الناس ويصبرون على ما أوذوا في سبيل الدعوة .
والصبر في سبيل الدعوة قاعدة اساسية يقتدى فيها بسيد ولد آدم خاتم الرسل وصلاة الله وسلامه عليه فكم صبر وتحمل حتى أظهر الله الحق على يديه واليوم في كل بقعة من بقاع العالم الاسلامي علماء قد حملهم الله أمانة العلم واخذ عليهم العهد والميثاق في سبيل الابلاغ والبيان .
والناس بمجموعهم امة دعوة فمن دخل منهم فى الاسلام كان من أمة الاجابة والعلماء هم خلفاء الرسل فى الابلاغ ومن اجابهم فهو من أمة الاجابة . .
وللعلماء حق الاحترام . . وعليهم حق الابلاغ في التبيين للناس ما نزل اليهم من ربهم وعلى العلماء ! انكار المنكر اذا رأوا منكرات تخالف الدعوة الاسلامية . ويمتاز العالم الربانى بالاخلاص فى النصيحة .
والعالم هو الذي يهب من نفسه القدوة الصالحة ، ويكون داعية للسنة وعلومها كما يقول الشاعر الحكيم :
دعوا كل قول عند قول محمد
فما آمن فى دينه كمخاطر
دعوه - لا دعوات
دعوة الحق واحدة اما الباطل والغي فله دعوات نسمع دعاته مهرجين مسمعين غير مسموعين مزينين مسدلين على الخبائث ستائر براقة تتموج فيها الوان من غطرسة الهوى . . غطرسة لها دوى وهدير ولو لم نشاهد مع دويها دخانا لقلنا مولدات الكهرباء تعج وتهدر وان الله قد فضح بهرجهم . . بقوله تعالى ( ومن يشاقق الرسول من بعدما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) .
أيها الغواة : أخرسوا أبواقكم فمن تشاقون فالله آخذ بنواصيكم لا تعجزون ولستم بعيدين عنه . . ان تنتهوا خير لكم انتهوا عن اكتساب الخطايا والمآثم قال الله تعالى ( ومن يكسب خطيئة او اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا )
وأما دعاة الحق فمن حيث انطلقت دعواتهم فهى صاعدة الى العلاء علاء الاستعلاء بأصحابها رفعة ومنزلة وحيث انطلقت كلمات التوحيد من على المنابر أم من على رؤوس المنائر . . تنطلق دعوة للفلاح والايمان ( ايمان بمفهومهم لفظا واعتقادا وعملا )
وبدون ذلك لا يصح من مؤمن ايمانه ويستثنى الابكم ويجزئه الاعتقاد والعمل . . ويمكنه ابدال التلفظ بالاشارة ( كما فى حديث الجارية ) .
والاعتقاد هو الايمان بالمبدأ والايمان بوحدة المصير : والمبدأ " المبدأ الذى نعنيه هو الرجوع للاصل الكلى للانسانية اننا كلنا من تراب وكلنا من نفس واحدة خلقنا لغاية واحدة هى عبادة الله وحده . والله يقول : ( وما خلقت الجن
والانس الا ليعبدون ) واما وحدة تقرير المصير في ذلك الموطن النهائى أعنى رموس القبور ينزلها ابناء المخيمات والأكواخ والقصور . . تختلف فيها منازل الاشفياء والسعداء بيدأنه من نظر إلى كلا الابتداء والمصير رجع القهقرى الى التواضع بعيدا عن التكبر والترفع ولله در توصية الحكيم
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر
على صفحات الماء وهو رفيع
ولاتك كالدخان يعلو بنفسه
الى طبقات الجو وهو وضيع
سلاح خالد
اليوم وماذا نشاهد . . نشاهد بعض المعاصرين لا يقرؤون القرآن الا فى يوم الجمعة وكأنها حصة أسبوعية ماذا عليه لو جعل هذه الحصة يومية تأخذ ساعة من يوم يتثقف من كتاب نزل من السماء يجعل من قرائه كنجوم السماء فى الهداية والاشراق فى الاصلاح والخير واعوذ بالله من له يهجرون تلاوة القرآن فهذه من وصايا النبى الكريم : لا تعهدوا القرآن وأشد تفلتا من الامل ) وتعهد القرآن
يعنى به ملازمة تلاوته حتى يشرق منه النور فى صدور قوم مؤمنين وها هو ذا القرآن يحذرنا من هجرانه : ( وقال الرسول يا رب ان هؤلاء القوم اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) لاحول ولا قوة الا بالله .
كيفية صفة دعاة الاسلام
ان الداعية الاسلامى من مميزاته ان يكون ذا كفاية علمية وخبرة نفسية واعنى بالخبرة النفسية الخصائص النفسية ومعرفة سلوك الطباع الفردية والجماعية ودراية بفهم البيئة والجو المحيط به فى المجتمع وهذه لا تتوفر بسهولة الا بعد مران طويل يلزم فيه الاناة والصبر مع اللباقة فى الحديث لتميل به القلوب وينقذها من جحيم التيارات العقدية المترجحة والعادات المنقولة من الشرق والغرب عن طريق مفاسد اذاعات الملاحدة وصحافتهم حيث تدحرج الى انيابها شباب مائع لا يملك من الصلابة قدرة نفسية تجعل له من العدوى حصانة تدفع عنه وكثيرون قد لابستهم العدوى حتى باتوا يرون العورة سترة والسترة عورة ، وفي الحديث الشريف عورة الرجل ما بين السرة الى الركبة والله الموفق . .
