تحتفى وشنطن العاصمة الامريكية فى أواخر آذار من كل عام بتفتح أكمام شجر الكرز اليابانى ، وقد اوحى منظره الشائق هذه القصيدة الى الشاعر الدكتور زكى ابو شادى رحمه الله ..
تمهل امام الماء حين ابتسامه على الكرز البسام غير مرائى !
تولى صقيع كاد يؤدى بحسنه وجمد حتى دمعه كرجائى
تخيلته فى الحلم ميتا مجرحا ففاء ، ولكن عالقا بدماء
وقد نفض الاكفان بيضا تبعثرت وبدل منها حالمات ضياء
بنات الهوى والفن تشرق بالمنى كما تشرق الاطياف للشعراء
نماها (القصى الشرق) ثم اتى بها شعور اخاء او شعور ولاء
فرفت حنينا كالاشعة عندما تحن الى اصل لها وسماء
ورفت وفاء للديار التى احتفت بها ، واعزتها على النظراء
وقد اشعلوا المصباح رمزال العيدها كأن به للعيد كنز ضياء
لئن سكنت هذى البحيرة لم يكن سكون لها الا سكون حياء
وفيها ضروب من عواطف لم تكن لتسكن بل جاشت بغير نداء
أتسمعها ؟ اني لاسمع شعرها أغانى من حب لآخر ناء
أتبصرها ؟ اني لابصر بعضها مرائى تجلوها فنون مرائي
وقد عكست فى الماء فاهتاجه الغنى فكان لهيبا او مذاب ( ذكاء )
لئن زارها العشاق من كل بقعة فكم عاشق فى غربة بعنائى
وأما العصافير اللواهي بقربها فهن معاني رفقة واخاء
تلاهت تلاهى النحل غنت لطلعه على زمر الازهار دون عناء
فأخجلنى انى المقصر بينها .. وان غنائى ليس فيه غنائى
