قرأت باهتمام . قصيدة الشاعر محمد الطوبى (( وكان الخريف أميرا )) بالعد 8 السنة 29 من مجلتنا الغراء (( الفكر )) . وقد تأكد لى تعرض قصيد لمحمود درويش بعنوان : (( بين حلمي وبين اسمه كان موتي بطيئا )) وهى بالمجلد الثانى من اعمال درويش الكاملة الصفحة 271 ، للقرصنه من طرف الشاعر الطوبي فى قصيدته تلك .
ولايمانى - وإيمان الجميع - بالشمولية التى يتصف بها المنهج المتبع فى المجلة ، ودفاعا عن حقوق الشعراء والكتاب . أبعث بهذا التعقيب .
فى دراسة أى نص - والنص الشعرى خاصة - تبرز خاصية الكاتب كثمرة لقراءاته المختلفة . ومسايرته لظروف واقعة ، وما يستهدف اليه من تأثيرات هذه الظروف . لكن اعترافا كهذا لا يجيز للدارس التغاضى عن القرصنة المباشرة ، التى يعمد اليها بعض الكتاب . وعلى مستوى الشعر تبدو هذه القرصنة بجلاء ، وذلك لتضافر الاستعمالات التى تحاصر المعنى المأخوذ والتى يمثل العروض والجو النفسى فى القصيدة إحدى أهمها . وهو ما حدا بى الى التعقيب هذا . حول قصيدة محمد الطوبي (( وكان الخريف أميرا )) بالعدد 8 من مجلة (( الفكر )) السنة 29 . لتفرعها عن قصيدة لمحمود درويش بعنوان : (( بين حلمي وبين اسمه كان موتي بطيئا )) بالمجلد الثانى من أعمال الدرويش الكاملة . الصفحة 271 . وفيما يلى وبعض الأمثلة على ذلك :
- درويش : وصلت أخيرا الى البحر كان الخريف قريبا من العشب - الطوبي : دخلت أخيرا الى البحر كان الخريف أميرا من الليل - درويش : لم أسجل تفاصيل هذا اللقاء - الطوبي : لم أحاول عناوين هذا الجنوح - درويش : هى الشئ أو ضده ، انفجارات روحى - الطوبي : هى الوقت أو ضده وتراتيل حلم - درويش : هى الماء والنار - الطوبي : هى العرس والانفجار - درويش : هى الفرق بينى وبينى
- الطوبي : وينكسر الوقت بينى وبينى - درويش : أنا حامل الاسم أو شاعر الحلم ، كان اللقاء سريعا - الطوبى : أنا راهب الفرق أو شاعر الفرق ، كان الخريف أميرا - درويش : أنا الفرق بين الاصابع والكف ، كان الربيع قصيرا - الطوبي : أنا العمر بين التحول والوعد . كانت جهاتى انقلابا - درويش : كنت أحملها واسمها يتضاءل ، كانت تسمى خلايا دمي - الطوبي : كنت أشهدها ، غدها يتوحد ، كانت مسافرة
- درويش : أحاول شرح القصيدة كى أفهم الآن ماذا حدث - الطوبي : أكابد نار القصيدة كى اطلق الروح - درويش : يحمل الحلم سيفا ويقتل شاعره حين يبلغه - الطوبي : يشهر البحر عرسا ويغتال عاشقه حين يعبده - درويش : لكن صدرك صار مظاهرة العائدين من الموت - الطوبي : آخر الحلم صار مراهقة الوافدين من القتل - دروبش : كان لقائى قصيرا . وكان وداعى سريعا
- الطوبي : كان اعترافى نشيدا . وكان اشتهائى كتابا - درويش : كانت تصير الى امرأة - الطوبي : كانت تلوح احتفالا على هيئة امرأة - درويش : فالتحمت بها وحلمت بها وصارت تفاصيلها ورقا فى الخريف - الطوبي : فاشتعلت بها وسكرت بها وأضاءت مواسمها وجع الخيزران - درويش : ولماذا أنا اتشرد او أتبدد بين الرياح وبين الشعوب - الطوبي : ولماذا أنا أتكسر أو اتفجز بين اختيارى وبين احتراق الثوانى
- درويش : تعود العصافير من حالة البحر - الطوبي : تعود النوارس فى آخر الموت - درويش : لم نتحول حصاها الى لغة - الطوبي : لم أحدد خطاها الى زعتر - درويش : رويدا تفتق جرح المدينة - الطوبي : شهيا تفتق جرح المرايا - درويش : كنت أمتشق الحلم من ضلعها - الطوبي : كنت اعتنق الحلم من نهدها
هذا ، ولم نشأ غربلة القصيدة . كبحث فى الاستعمالات التى ظلت سجينة قاموس درويش ، وما يستوجب القول به : ان هذه ليست أول ولا ثانى قصيدة لدرويش تمر بما تعرضنا لبعضه الآن . وإن كان بالقارئ الكريم حاجة الى التأكيد من ذلك ، فهناك مجموعة الطوبي (( سيدة التطريز بالياقوت )) الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق سنة 1980 . فى صفحاتها : 81 . 87 . 90 ... من المتفرعة او المولدة من الصفحات : 48 . 73 . 91 . وغيرها من ديوان (( أعراس )) لمحمود درويش .
