سفر نفيس هو باكورة المؤلفات المطبوعة لصديقنا الاستاذ محمد سعيد العامودى رئيس تحرير مجلة الحج " الغراء ، أخرجه للناس فى طباعة انيقة ، وحجم لطيف ، يقع
فى مائة وخمس عشرة صفحة . . وقد خرج به الاستاذ كأى باحث واع واسع الافق . عميق الاطلاع ، عن نطاق " المحلية " المحدودة ، الى آفاق العالمية الفيحاء ليرينا كيف كان تاريخنا عالميا ، ثم كيف اصبح موضعيا . . إن بحوث الكتاب مركزة ومضغوطة كما كنت قلته فى كلمة تصديره ، فكل بحث عبارة عن كتاب ، وكل بحث له ظاهره التاريخي الجميل ، وله باطنه التوجيهى الرائع ، فالاستاذ كأديب باحث ، انما يهدف من وراء بحوثه فى كتابه هذا الى الأرشاد والتنبيه وليس سرده لتاريخ عمر بن الخطاب فى سياسته المالية وضمانه الاجتماعي بمجرد متحدث عن معالم التاريخ . لا ! إنه يبسط هذا او غيره ليقول للقراء فيما وراء السطور : هاكم تاريخكم الوضاء . . فائتسوا به ، ولا تخالوا مبتكرات المدنية الغربية هى كل شئ . فمن لا ماضى له يضئ له مستقبله - كالكشاف الذى تحمله ليضئ لك ما هو امامك فى الليل المدلهم - ان من لا ماضى له فمستقبله مضطرب قاتم .
وبعد فان هذا الكتاب النفيس جدير بالتقدير ، فكل ما فيه دسم ونافع ومشرق ، واسلوب به ناضج واضح وجميل ، فنحن هواة الأدب ، وشداة البحث العميق المبسط المركز ؛ وبناة العلم النافع من المواطنين والعرب والمسلمين على اقتنائه والافادة من منهله العذب السائغ السلسبيل .
